مثل العسل والسكر

الفصل الثالث

### الفصل الثالث

شعور بعدم الراحة.

النظرات الموجهة إليها من الأعلى تشبه الخيوط غير المرئية، كانت تقيّدها وتجعلها غير قادرة على الحركة. عندما رفعت رأسها، رأت عنق لين ناي الناعم والأبيض والطويل، كان جميلاً.

أبعدت هي تشينغ رو نظرها قليلاً وحدقت في جدار المصعد.

"في أي قسم تعملين؟" سألت لين ناي فجأة، وفي هذه اللحظة، كان المصعد ينزل إلى الطابق الأول، خرج الموظف الذي كان يدفع البضائع، فجذبت لين ناي هي تشينغ رو قليلاً إلى الداخل قبل أن تتركها بسرعة، وكان ذلك بشكل طبيعي.

توقفت هي تشينغ رو للحظة، ثم سألت: "هل أنتِ موظفة جديدة؟"

ابتسمت لين ناي: "غداً أبدأ العمل، فقط جئت لألقي نظرة مسبقة."

كانت تبدو في بداية العشرينات، لكنها لم تبدو كطالبة، ربما تم تعيينها من خلال التوظيف الخارجي، فكرت هي تشينغ رو. أن تصبح شريكة ليلة واحدة وزميلة عمل كان شعورًا يشبه رمي الحجر على قدمك.

"في أي قسم؟"

"لم تُجيبي على سؤالي بعد."

"قسم التصميم،" أجابت هي تشينغ رو بينما كانت تخرج من المصعد، "وأنتِ؟"

"قريب جدًا..." قالت لين ناي، ثم تابعت خطى هي تشينغ رو، "في القسم المجاور لك."

كان القسم المجاور هو قسم الموارد البشرية، فتنفست هي تشينغ رو الصعداء، فبينما كان القسمان قريبين من بعضهما، إلا أنه لم يكن هناك الكثير من التفاعل بينهما نظرًا لعدم ارتباط أعمالهما.

خرجتا من المصعد وانعطفتا يسارًا نحو الموقف المكشوف، فتحت هي تشينغ رو باب السيارة وقالت: "إلى اللقاء."

ثم صعدت إلى السيارة وأغلقت الباب في حركة واحدة متكاملة.

رفعت لين ناي حاجبيها وقالت: "إلى اللقاء."

في الطريق، اتصلت هي تشينغ رو بجياري وقالت: "جياري، لديّ بعض الأمور اليوم، سأدعوكي لتناول الطعام لاحقًا."

على الطرف الآخر من الهاتف، سمع صوت حفيف، وتدحرجت جياري في الفراش، وعيناها نصف مفتوحتين من النعاس: "كيف كان الوضع في الشركة؟"

ابتسمت هي تشينغ رو بمرارة، لم تكن قد أخبرت جياري بعد عن ما حدث: "يبدو أن الأخبار انتشرت بسرعة، كنت أعتقد أن بإمكاني إبقاء الأمر سراً لبعض الوقت."

صعدت جياري من تحت البطانية وهي تحك شعرها: "أنتِ تعرفين كيف يكون الحال في قسمنا، الفتيات هناك يعشقن الثرثرة، تلك الموظفة من قسم التفتيش، لي، لم تستطع الانتظار حتى تحدث الجميع، كأنها تخاف أن يجهل أحدهم الموضوع."

تنهدت هي تشينغ رو بلا حول ولا قوة: "لا تهتمي لذلك، لن يضروني حقًا."

"إنهم يعتمدون على طيبة قلبك فقط،" قالت جياري بغضب، "لو كنت مكانك لصفعتهم! مجموعة من النساء اللواتي لا يجرؤن إلا على الكلام من وراء ظهرك!"