𝓣𝓱𝓮 𝓟𝓱𝓸𝓷𝓮𝓼 --1

8 2 0
                                    


𝓣𝓱𝓮 𝓟𝓱𝓸𝓷𝓮𝓼
*الأصوات*

فتاة ذو 19 عامًا، ذات شعر قصير داكن
تسير ببطء في شارع ضيق وموحل في قرية نائية.
ملامح وجهها تظهر عليها علامات التعب والقلق،
تمسك بحقيبتها القديمة وكأنها تحمل عبئاً ثقيلًا على قلبها.
الملابس التي ترتديها بسيطة ومهملة قليلاً، تدل عن فقر حياتها.
حولها أكوام من التراب والنفايات،
والأبنية المتداعية تظلل الطريق الموحل.
عينها متجهة إلى الأمام،..
لكنها تفكر بعمق في الديون الثقيلة التي تركها والدها بعد موته،
وفي فقدان والدتها التي توفيت أثناء ولادتها.
  يضهر الحزن والهم بوضوح في عينيها،
وكأن الطريق الذي تسلكه ليس فقط في القرية....
بل في حياتها أيضاً.

وصلت الفتاة إلى منزلها البسيط بعد يوم طويل وشاق، وبدأت السماء تمطر بغزارة، بينما بدأ السقف المتصدع يتسرب منه الماء. أخذت كأسًا ووضعته أسفل نقاط الماء المتساقطة، تراقب قطرات المطر وهي تبلل الأريكة البالية التي لم تجد وسيلة لحمايتها.

ثم ذهبت إلى المطبخ لتبحث عن شيء يسد جوعها، فوجدت نصف علبة معكرونة سريعة التحضير كانت قد أعدتها سابقًا. تأملت المعكرونة المنتفخة التي امتصت الماء وتغيرت نكهتها، تنهدت بعمق وأخذتها لتأكلها رغم طعمها المحمض لعدم وجود أي طعام آخر في المنزل. جلست على الأرض الباردة في غرفة المعيشة، تحاول أن تسكت جوعها، وتفكر في حالها. عندما انتهت، همست لنفسها بيأس: "قد انطردت من عملي... ماذا أفعل الآن؟"

ازداد المطر بالخارج، وبدأت نقاط الماء تتساقط بغزارة على الأريكة البالية، والبرد القارس يتسلل إلى جسدها المتعب. شعرت بالارتجاف من البرد، فذهبت إلى غرفتها حيث فراشها البسيط الموضوع على الأرض، والذي لم يكن كافيًا لتدفئة جسدها. استلقت هناك، تشعر بالعجز، وراحت تسترجع أحداث اليوم، تفكر في كل ما جرى معها حتى بدأ النعاس يغلبها. فجأة، سمعت صوت خطوات خافتة في المنزل، لكن شدة البرد أنهكتها، فبقيت في مكانها عاجزة عن الحركة، تفكر في كل ما مرت به حتى فقدت وعيها، معتقدة أنها قد نامت.

في صباح اليوم التالي، ربطت الفتاة شعرها القصير للخلف، حيث كانت الأمطار لا تزال تهطل بغزارة. لاحظت آثار أقدام كبيرة بجانب فراشها، أقدام بحجم قدم رجل، مما أثار في قلبها القلق والتساؤل. خرجت من المنزل، رفعت رأسها لتدع المطر يغسل وجهها وكأنه يزيل عنها كل الأعباء الثقيلة التي تحملها، بينما تبللت ملابسها وشعرها بالكامل. عادت إلى الداخل، ناظرة إلى الأريكة المبللة والسقف المتسرب الذي لم يتوقف عن التنقيط، والكأس الذي وضعته سابقاً وقد امتلأ بالماء، لكنها تجاهلت ذلك ودخلت إلى المطبخ، بحثًا عن أي شيء لتأكله.

فتحت الثلاجة وكانت على وشك تجربة الكحول لعدم وجود طعام، لكنها فوجئت بأن الثلاجة كانت مليئة بالطعام والمشروبات والفواكه بشكل مرتب. صُدمت وشعرت بسعادة غامرة، لكنها تساءلت بذهول: "من الذي جلب كل هذا؟ من قطع هذه المسافة ليضع الطعام بترتيب في الثلاجة؟ هل هناك من يهتم بي حقاً؟"

أخذت بعض الفواكه وعصيرًا وجلست تتناولهم بسعادة، ولاحظت وجود جهاز تدفئة صغير بلون أسود، وبجانبه مظلة ومروحة هواء صغيرة وبعض الملابس في أكياس فاخرة. فضولها دفعها لتتفحص الملابس، فوجدت جاكيتًا بنيًا طويلًا، وبنطالًا قطنيًا بنيًا، وبيجامة سوداء، وربطة شعر بيضاء. نزعت ربطة شعرها القديمة واستبدلتها بالجديدة، وابتسمت وهي تنظر إلى المظلة السوداء قائلة: "مذهل!"

ارتدت البيجامة السوداء والجواكيت الطويلة والبنطال البني، ووضعت في جيب الجاكيت الأيمن فطيرتين، وفي الجيب الآخر وضعت عصير برتقال وقنينة ماء. وفجأة اكتشفت وجود حذاء أبيض بمقاسها، فتفاجأت وكأن الشخص الذي أتى بكل هذه الأشياء يعرف مقاس قدمها. ارتدت الحذاء وأخذت المظلة وخرجت من منزلها المتواضع.

فتحت المظلة لتحتمي من الأمطار الغزيرة، وسارت بين شوارع القرية الموحلة. لكنها لم تلاحظ سيارتين تراقبانها من بعيد؛ إحداهما كانت سيارة GMC سوداء فاخرة ذات نوافذ مظللة بالكامل، والأخرى شيفروليه بيضاء، وكان السائق يرتدي قبعة وقناعًا ليخفي وجهه.

كانت الفتاة تسير فوق الجسر عندما توقفت سيارة الشيفروليه على جانب الطريق ليخفي السائق نفسه، بينما استمرت سيارة الـ GMC في القيادة خلفها بلا مبالاة، وكأنه لا يكترث بما قد يعتقده الآخرون. أدركت الفتاة أخيرًا أنها تُلاحق، توقفت ونظرت بصدمة، ورأت السائق ينزل من الـ GMC، فشعرت بالخوف وركضت بعيدًا، إلا أن سائق الشيفروليه اقترب منها بسرعة وتوقف بجانبها قائلًا: "اصعدي بسرعة!"

بدون تفكير، ركبت معه، وشعرت معه ببعض الأمان. نظرت من النافذة إلى سائق الـ GMC وهو يركض خلفهم، لكنه توقف أخيرًا وقد بدت عليه علامات الإرهاق. التقط المظلة التي تركتها الفتاة على الأرض، ووضعها في سيارته قبل أن يقود بسرعة بحثًا عنهم، لكن أثرهم كان قد تلاشى تمامًا.

في تلك الأثناء، كانت الفتاة تسافر بعيدًا مع الرجل الغريب الذي شعرت بالأمان معه. وصلوا إلى مدينة سيول، وهناك قال لها محذرًا: "احذري من ذلك الرجل، إنه قاتل."

نظرت إليه وقالت بامتنان: "شكراً لك، سيدي."

ابتسم وقال: "اسمي لي كيوان."

ابتسمت بدورها وقالت: "شكراً لك، كيوان، أنا أدعى دايوان... كيم دايوان."

....
يتبع...



لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 14 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

𝓣𝓱𝓮 𝓟𝓱𝓸𝓷𝓮𝓼حيث تعيش القصص. اكتشف الآن