بعد مرور 13 سنة

3 1 0
                                    


*راتشيل

اوه يا الهي كم الوقت مضى كسرعة البرق، فقبل ثلاثة اشهر قد دخلنا بسنة 2024، مرت السنوات كالتالي ولم اشعر بها، 13 سنة وانا احارب لوحدي بهذه الحياة بدون احد معي سوى والدي عزيزي، الذي وقف بجانبي في جميع مراحل حياتي، لحد ما اصبحت امراة مستقلة في عمر 30 ...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

اوه يا الهي كم الوقت مضى كسرعة البرق، فقبل ثلاثة اشهر قد دخلنا بسنة 2024، مرت السنوات كالتالي ولم اشعر بها، 13 سنة وانا احارب لوحدي بهذه الحياة بدون احد معي سوى والدي عزيزي، الذي وقف بجانبي في جميع مراحل حياتي، لحد ما اصبحت امراة مستقلة في عمر 30 سنوات، كامرأة مستقلة، مجتهدة ومستقرة ومحترمة وقوية وذكية، آه كم دايما ابالغ في وصف نفسي!

وكم احب ان اتحدث عن نفسي كثيرا وربما حقا ذلك ليس صحيح، بما ان في جميع مناسباتي ومؤتمراتي الصحفية وكوني شخصية اجتماعية لا احب الحديث كثيرا عن نفسي امام الناس واصدقائي، اكتفي فقط في مجادلتهم والحديث حول ما تعلمته من أحد الاشخاص الذين صادفتهم في حياتي، فكل إنسان دخل لحياتي كان مصدّر درسا عظيما لي ومن خرج من حياتي لم اسال عنه واهتم اليه، إلا رجلاً واحدا دفنته في قلبي ولكني حييته دوما، ولم أنساه باتا، وأبدا وظل في ذاكرتي لحد الان، تعشعش هناك كاللص السارق الذي كان يسرق عقلي ثم يعود مرة اخرى ومعه قلبي، فهذه المرة لم ابحث عنه وجاهدت إلا افكر به، والا أذهب وراءه، والا اعاتبه ككل مرة. اكتفيت في نفسي وعملي وتمعنت في التركيز على كيفية التعامل مع الآخرين كوني مستشارة نفسانية، قرات الكثير من الكتب حول علم النفس، وطورت نفسي واحسنت شخصيتي وذاتي التي كنت احلم بها ان تكون يوما، كما دايما كنت احلم ان أتغير للأفضل، اهتم اقل بشؤون الحياة، والمستقبل، وافكر اقل واعيش اللحظة وحتى اهتم بنفسي اكثر.

بسنة 2019 حصلت على وظيفة في احد المشافي في لندن، واليوم برفقة والدي استطعت فتح مكتبي الخاص بي كمستشارة واسمي معروف لدي الجميع في المدينة، اساعد الأطفال والكبار واستمع إلى مشاكلهم ومن ثمها اقوم بتحليلها وفي كشف العلاج الأنسب، منهم كانو بحاجة للجوء الى الادوية والآخر منهم إلى العلاج السلوكي الذي كنت أفضلهم اكثر من غيرهم. كنت أحظى بالكثير من الخبرات سابقا ومن بعدها أوزعها على مستوى العالم الأوروبي.

ففي عام 2023، حظيت باهتمام كبير من قبل السيد مارتن لوثر وهو كان احد اصدقاء رجلي ادريان، مازلت اقول له رجلي ولم اكتفي مهما فعله بي، لاخر عمري سوف انطق هذه الكلمة، فكان يلحقني من مكان اخر حتى بالاخير وافقت على مواعدته، ولكني بعد لم اعطيه قرار نهائي، كنا فقط نخرج سويا بأيام العطل واحيانا يزورني في مكتبي مع باقة وروود حمراء في يداه، شكرا عميق له لكونه قتل وحدتي وفراغي، ولحبه الصادق العظيم، ولوجوده الجميل في حياتي، اما رجلي وملاذي وملجأي الوحيد آلي تبخر كغيمة متجمدة عبر السماء ولم أجد له اثراً منذ ذلك اليوم الذي فصحت عنه من اكون، حقيقتي أرعبته لدرجة رغب في معاقبتي وطردي من حياته، يالا قساوة قلبه الحجر الذي تخلى عني بتلك الروح ولم يسأل عني، وانا من احببته بجنون ومرات كثيرة أخطى بحقي ولم أعاتبه وأظلمه يوما إلا انه هو كان دوما يجعلني ان أبدو ضعيفة، كيف الحب الحقيقي يجعلنا ضعفاء فيما ذلك لا يبدو منطقيا باتا. لاطفى ذلك الشوق في قلبي اليه فكنت اكتب، واكتب يوميا رسالة اليه وأحتفظ بها في صندوق الرسائل وعندما اشتاق اليه فكنت اعود لتلك الرسائل واقرأها بصوت عالي، فهكذا كان يهدأ روعي وشوقي يخف اليه بعد جرعات من الحزن والألم...

يوم الاثنين..
صفيت سيارتي عند مدخل مكتبي وثمها فتحت ألباب لأعبر من خلاله وانا أخطو للأمام سمعت صوت طفلة صغيرة وهمسات امراة ذو شعر طويل اسود داكن مربوط كدنب حصان لم توضح لي صورة المرأة جيدا إلا حينما التفتت إلى جهتي، صعقت ملامحي وهمست بين نفسي((جيهان))!

انها كانت جيهان صديقتي العزيزة في الجامعة، كانت اقرب صديقة الي بذاك الوقت والزمان، كنا قد عشنا حياة جامعية سعيدة مع بعضنا، نحمل اجمل الذكريات معنا، ولكن من بعد وفاة والدتها سافرت إلى بلدة اخرى وانقطعت اخباري عنها، وها هي الان واقفة بممر مكتبي وبجانبها ابنتها الجميلة. سلمت عليها واخذتها بكل رحب وسرور، منحتني عناق دافئ وعميق وانا فعلت المثل، حين سلمت على فتاتها ركعت على الارض اقبل فروة راسها وسالتها بفضول عن اسمها فردت علي قائلة: راكيل
" آوه يا له من اسما جميلا فأنه مشتق من اسمي، فهل تعلمين ذلك؟"
هزت براسها وانا ابتسمت نحوها بكل براءة تمنحني ابتسامة طيبة.

بعد ما ارتاحت الي جيهان تحدثت عن معاناة فتاتها وكيف انها بحاجة لمساعدتي في كشف مشكلتها، قبل سنة ونصف تقريبا كشفت بأنها تستيقظ عدة مرات خلال الليل، وتبكي في نومها، واحيانا تهرب من المنزل كلما وجدت فرصة متاحة لها.

دليت بيدي اليها ان ندخل للداخل ونتحدث اكثر عن الموضوع، فرافقتني وبين أحضانها راكيل حينما عبرنا الباب، اخذ كل منا مقعده، وبعد خمس دقايق من دخولنا فتح الباب لوحده، اولا لم الاحظ سوى يدّ رجولية، هي وحدها من سعت في فتح قبضة الباب وثمها رجلا ليس عاديا وغريبا وملامحه مألوفة، صفنت به وتمعنت بشكله بنبض يميل اليه ووجه مشحوب حيث دخل من الباب التقت عيناه في عيناي، وانا هنالك قلبي وقع من مكانه وتوقف عن النبض والحياة، لحظة إذا مالذي كان يفعله هنا؟، ولما قد يدخل هنا؟، من وهو، وجيهان؟، والطفلة؟؟؟؟؟؟!، هل يعني بأن الطفلة أبنتهما؟ هو وجيهان حظوا بطفلة، اين؟ ومتى حصل ذلك؟، وكيف حصل؟، يا الهي كدت اجن، هذا كان اسوء مشهد قد أحظى به واعيشه، تمنيت إلا يكون ذلك صحيح، فكيف صديقتي تخونني وتغدر بي؟، كيف هانت عليها صداقتنا؟، ولماذا قد تطعن بي؟، طوقت ذراعي حول ظهري ادقق في ملامح الطفلة راكيل، فكان حقا الشبه بينهما كبير، حيث ورثت حاجبيه الكثيفين، وعينتيه الكبيرتين ووجه البيضاوي الطويل ذو حنك عريض. عدت في النظر الى ماتيو الرجل الخائن، اللئيم الذي من الجيد اختفى من حياتي، لكنت الان بسببه في مستشفى المجانين، هو وهي اليوم اثبتو لي حقيقتهم ومن هم؟، خونى..

ابتسمت بحزن عميق نحوه متنهدة: اوه ماتيو ماهذه الصدفة.
أوما بإيجاب وهمس إلى جيهان بانها نسيت مفاتيح السيارة معه، مدت يداها اليه وسحبت المفاتيح اليها، وعندها استدار واختفى مثل سرعة البرق تلاشى صوته امامي وصورته ثانية.

كانت جيهان ساكتة لم تفتح فاها ببنت حرف واحد، اكتفت في مراقبة ملامحي بصمت، وهي تطبع قبل متفرقة على راس ابنتها التي كانت تلعب في شعرها. رغبت في لومها ومعاتبتها واخراجها من مكتبي، وخنقها بين يداي، فهي الوحيدة التي كانت تعرف كم عانيت بفقدانه وحتى حين كنت اول سنة جامعة اتحدث اليها عنه، وكم كنت متعلقة به وما زلت احبه، الوحيدة التي رات بكم مريت من ظروف نفسية صعبة وسيئة ومع ذلك هنت عليها وخانتني، سأدعو بان لا شي حصل هنا وكاني لم ارى ما حدث قبل قليل ولن اهتم بحياتهما وما حصل بينهما ومتى حصل كل ذلك؟ سأكتفي في الصمت، والهروب من ملاحقة ماضيهما الشنيع المقزز..
قلت لها مبتسمة: هيا إذا لنبدأ في معالجة صغيرتنا.
تنهدت جيهان وهي خايفة من ردة فعلي ومصدومة من تصرفي اللبق اللطيف، وكيف بدلا من ذلك لم أهاجمها حتى تصبح جثة وهشة بين يدي. كمية الكره في عيناي وقلبي نحوها ولكني سأصمد من اجل هذه الطفلة الصغيرة، فهي بالكاد ضحيتهما وتستحق اب افضل بكثير من أباها العاهر..

~~~~~
.
.
.
حبايب قلبي لا تنسوووو تصوتوووو
رايكن حابة اسمعه؟، لا تحرموني من ارائكم ❤️

عاقبنيِ عن افعاّليِ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن