• SPAIN •
• BARCELONA •
• AUGUST / 1963 •
دَاخِلَ إحدَى مَنَازِلِ بَرشَلُونَة كَانَ يَسكُنُ رَجُلٌ عَاشِقٌ مُنغَمِسٌ وَسطَ ألوَانِ لَوحَةٍ تُرسَمُ مِن قِبَلِ أنَامِلِهِ البَدِيعَةِ
تَارَّةً يَتأَمَلُهَا وَ تَارَّةً يَخُطُّ بِالرِّيشَةِ عَلَيهَا مُبتَسِمَاً إبتِسَامَتَهُ الهَادِئَةَ
مُستَنشِقَاً رَائِحَةَ دُخَانِهِ التِّي امتَزَجَت مَع رَائِحَةِ الألوَانِ وَ عِطرَهُ الفَوَّاح
وَ كَانَ كُلَّمَا خَطَّ خَطَّاً تَذَّكَرَ حَيَاتَهُ القَدِيمَةَ فِي إيطَاليَا الحُب..
تَنَهدَ بِاختِنَاقٍ ذَاهِبَاً لِفَتحِ نَافِذَتِهِوَ فِي ذَاتِ اللحظَةِ كَانَتْ مَردَاءُ بَرشَلُونَة تَفتَحُ نَافِذَتَها ؛ فَابتَسَمَا لِبَعضِهِمَا..
أحَدُهُم بِلُطفٍ وَ الآخَرُ بِبُرودٍ..
وَ هُنَاكَ فِي أيسَرِ صَدرِهِ قَد خَانَتهُ عَضَلَةٌ وُجِدَت ، لِتَتَحَوَّلَ ضِحكَتَهُ مِن بَارِدَةٍ لِأخرَى مُتَفَائِلَةٍ
زَمَانٌ عَنِ التَّفَاؤُلِ هَاكَ.. زَمَانٌ عَنِ النَّبضِ وَ الخَفَقَانِ ، أغَرِيبٌ مَا يَحصُلُ ؟
•
تَنبَعِثُ رَائِحَةُ المُعَجَنَّاتِ مِن كُلِّ صَوبٍ ، وَ صَوتُ تَرنِيمَاتٍ هَادِئَاتٍ تَخرُجُ مِن ثُغرٍ أغرٍّ
تَبتَسِمُ لِلزَّبَائِنِ هُنَا وَ هُنَاكَ وَ الكُلُّ مُحِبٌّ..
مِن خَلفِها أتَتْ صَدِيقةٌ رَادِفَةً لَها
- انتَقَلَ إيطَالِيٌّ إلَى جَانِبِ بَيتِكِ حَدِيثَاً وَ يُقَالُ بِأنَّهُ ذَا شَخصِيَّةٍ مُعقَدَّةٍ جِدَّاً..
- هِمم.. أظُنُّ عَكسَ ذَلِك فَقَد التَقَيتُ بِهِ مُسبَقَاً وَ نَظَرَاً لِمَلمَحِهِ يَبدُو طَيِّبَ القَلبِ
- لَا يَغُرُّكِ مَنظَرُهُ يَـا جَمِيلَة
أومَأت لَها بِوِدٍّ ثُمَّ رَاحَت تُوصِّلُ الطَّلبَاتَ وَ قَلبُها دَاخِلِيَّاً يُخبِرُها بِالتَّعَرُفِ عَلَى الجَارِ القَادِمِ مِن إيطَاليَا وَ دِرَاسَةُ شَخصِيَّتِهِ..
فَهِيَ وَ بِكُلِّ حَالٍ فُضُولِيَّةٌ تِجَاهَ الغُرَبَاءِ!
- تَفَضَّلِي سِنيُورِيتَا.. كَعكَةُ تُفَاحٍ أخضَرٍ كَلَونِ عَينَاكِ.
YOU ARE READING
Beso En La Frente 1963 || قُبلَة عَلَى الجَبِين
Poetryنُفِيَ الجِّنرَالُ المُخلِصُ مِن بَلَدِهِ العَزِيزِ إلَى بَلَدٍ غَرِيبٍ لَم يَعرِف بِهِ سِوَى لَوحَاتٍ وَ عَينَا مَرداءَ بَرشَلُونِيَّةٍ.. " افتَحي لِي ذِرَاعَيكِ فَإيطَالِيا مُغلَقَةٌ بِوَجهِي " " إن لَم يُخلَق حُضنِي لَكَ فَلِمَن خُلِقَ " أيَجُوزُ...