فصل ٨١

13 2 0
                                    

الفصل الحادي والثمانون

كان دفء السرير يبعث على الكسل، إذ كان الاستلقاء فيه يجعل العظام لينة، والدفء المتبادل بينهما مريحًا لدرجة جعلت هي تشينغ رو تثني أصابع قدميها الصغيرة المدورة.

كان النهار الشتوي ينقلب سريعًا إلى الظلام، قبل دخولهما الغرفة كان السماء لا تزال بيضاء باهتة، والآن أصبحت الأجواء مظلمة، والضوء البرتقالي الناعم لمصباح السرير كان يبعث وهجًا خفيفًا.

كان الخاتم اللامع يعكس الضوء بخفة، وعندما رفعت هي تشينغ رو يدها بالصدفة، لاحظت وجود حرفين منقوشين على الزاوية: "LN"، وهما الحرفان الأولان من اسم لين ناي. لم تكن تحتاج إلى تخمين، فالخاتم الآخر بالتأكيد منقوش عليه "HQR".

تذكرت ما قالته لين ناي سابقًا، قالت إنها رأت الخاتم وأعجبها فقط فاشترته، كما لو كان شراء قطعة ملابس عادية أثناء التسوق، وحاولت أن تبدو غير مهتمة لكنها لم تخفِ حقيقتها.

سحبت هي تشينغ رو الغطاء على صدرها وأخفت يدها تحته، وضغطت على الخاتم لتفركه بلطف. الخاتم لم يكن خاتم ألماس، وكان وضعه في الإصبع الأوسط يشير إلى كونهما في علاقة حب.

كانت هذه المرة الأولى التي ترتدي فيها هي تشينغ رو خاتمًا كهذا في حياتها التي امتدت تسعة وعشرين عامًا، وكأنها وقعت في الفخ دون وعي. نظرت هي تشينغ رو إلى لين ناي المستلقية بجانبها وهي مغمضة العينين، وكان شعرهما الطويل متشابكًا كما كانت مشاعرهما.

وجه لين ناي كان شاحبًا جدًا، وشفتيها كانت بلا لون، وكان هناك ظل خفيف تحت عينيها يوحي بأنها لم تنل قسطًا كافيًا من الراحة. بعد ما جرى بينهما مرتين، لم تتمكن هي تشينغ رو من أن تتركها من دون عناية، لكن لين ناي سرعان ما نامت.

شعرت هي تشينغ رو ببعض الحرج، وبعدما استراحت قليلاً، قامت لتتناول منديلاً.

ورغم أن حركتها كانت خفيفة للغاية، إلا أنها أيقظت لين ناي.

"كم الساعة الآن؟" سألت وهي لا تزال مغمضة العينين، بصوت متعب وخافت.

"لا يزال الوقت مبكرًا"، أجابت هي تشينغ رو بلطف، وألقت المنديل في سلة المهملات وأطفأت مصباح السرير، "نامي قليلاً، سأذهب لأعد العشاء، وسأناديك عندما يكون جاهزًا".

ارتدت ملابسها وربطت شعرها بطريقة عشوائية، وعندما كانت على وشك النزول من السرير، أحاطت يدها بخصرها ولم تتركها تغادر. حاولت هي تشينغ رو بلطف إبعادها، لكن لين ناي عانقتها من الخلف وثبتت رأسها على كتفها.

كانت لين ناي ترتدي قميصًا رقيقًا فقط، وكانت حرارتها تنتقل بالكامل إلى ظهر هي تشينغ رو.

"عليّ أن أعد العشاء"، قالت هي تشينغ رو وهي تميل رأسها، لكنها لم تتحرك، "ماذا ترغبين في تناوله؟"

مثل العسل والسكرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن