الفصل 19
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين ♥
وصل حازم و كرم المستشفى الرئيسي في القاهرة واسرعا لطابق العناية المركزة و وجدوا هناك مدحت يجلس على أحد المقاعد أمام باب العناية و هو يضع رأسه بين يديه فربت حازم على كتفه فرفع رأسه ليجد حازم و كرم فهب واقفا و هما يحتضناه و يهتف حازم:
_ اجمد يا مدحت... إن شاء الله هيقوموا بالسلامة
مدحت دامعاً:
_ سلوى حامل يا حازم...حفيدي بيموت....
قاطعه كرم بلهفة:
_ متقولش كده يا أخي.... ادعيلهم و إن شاء الله كل شئ هيبقي تمام
قاطعهم خروج نجلاء من غرفة العناية و هي تهتف صارخة :
_ الحقني يا مدحت.... سلمى بتنزف تاني و محتاجة دم بسرعة.... ومفيش هنا فصيلة دمها..... اتصرف بسرعة البنت بتموت
حازم بجدية :
_ أنا نفس فصيلة دمها.... خدي مني
تطلعت له نجلاء بدهشة فلأول مرة تلاحظ وجوده و لكن كرم هتف بعجالة :
_ بسرعة يا نجلاء.... مش وقت كلام...
فدخل الأربعة غرفة العناية من جديد كل يفعل ما بوسعه لإنقاذ بنات صديقهم
أسرعت نجلاء لتركيب حقنة وريدية لحازم و بدأت عملية نقل الدم في حين كان كرم و نجلاء يحقنوها بعدد لا بأس به من المحاليل و على الجانب الآخر كان مدحت يحاول مع سلوى هي الآخرى و التي كانت أكبر مثال على اتصال التوأم الروحي و الذي قد يصل لدرجة لا يتخيلها عقل...في الممر الخارجي كان أدهم قد وصل ليطمئن على ابنتيه و قبل أن يدخل فوجئ بالمنظر أمامه.... خلية نحل تعمل على إنعاش صغيرتيه و علاجهما...اصدقائه كانوا يحلون مكانه في غير وجوده على أكمل وجه
لم يستطع أن يدخل بل ظل في مكانه ينظر لهم دامعاً يلهث بالدعاء لله أن يكتب النجاة لطفلتيه...
مرت عدة دقائق كانت الأصعب و الأثقل على قلبه حتى استقرت حالة سلمى و بعدها حالة سلوى مباشرة...
هنا خرج الأربعة من الغرفة ليفاجئوا بمن يستند على الجدار بجوار الغرفة يبكي بصمت فنظر له كرم و هتف و هو يحتضنه :
_ وحد الله يا أدهم.... إن شاء الله أزمة و هتعدي و هيقوموا و هتفرح بولادهم
ربت أدهم على كتفه و هتف شاكراً :
_ متشكر أوي يا كرم.... مكنش فيه داعي إنك تسيب شغلك و تيجي
قبل أن يرد كرم صاح حازم بصرامة :
_ لو كرم منزلش من شغله و أنا مجتش في وقت زي ده يبقى مكناش اخوات في يوم من الأيام يا أدهم