الفصل الخامس: في مرمى العيون

0 0 0
                                    

الليالي الهادئة هي الأكثر خطورة، تلك التي تبدو فيها المدينة نائمة، لكن الحقيقة كانت عكس ذلك. تحت قناع الظلام، كانت شبكة من الأسرار تُنسج. السهم، متيقظًا لكل حركة وكل همسة، وقف على سطح مبنى مهجور يراقب المدينة من بعيد. كان يعرف أن كل خطوة تقربه من اكتشاف الحقيقة، لكن الخطر كان يزداد مع كل ثانية تمر.

بعد أسبوع من التجسس وجمع المعلومات، عرف السهم أن عليه أن يدخل مبنى غامض في منطقة محظورة. كان هذا المبنى مركزًا لعمليات سرية، ومنه تدار معظم الأنشطة المشبوهة. لم يكن الأمر سهلاً، إذ كان الحراس يراقبون المنطقة كالصقور، وأي خطأ قد يكلفه حياته.

تسلل في الليل كظل بين الظلال، حريصًا على ألا يترك أي أثر خلفه. اختبأ في زوايا معتمة، مستعينًا بمهاراته في التخفي. عندما وصل إلى المدخل الخلفي، تردد للحظة، لكنه قرر المضي قدمًا. فتح الباب بحذر، ليدخل إلى ممر ضيق مظلم، تنبعث منه رائحة عفن خانقة. صوت خطواته كان يختلط بأصوات المولدات في الطابق السفلي. كان يعلم أن المعلومة التي يبحث عنها مخفية في مكان ما داخل هذا المبنى.

في غرفة مؤمنة، وجد مجموعة من الملفات السرية، كانت تحتوي على أسماء معروفة وأماكن لم يكن يتخيل أن تكون متورطة. أخذ بعض النسخ وخرج من المكان بسرعة، عائدًا إلى مخبئه ليفحص تلك الملفات. أثناء فحصه للأوراق، عرف أن هذه فقط البداية، وأن الأسرار التي اكتشفها قد تقوده إلى شيء أكبر بكثير مما تخيله.

"ليس كل ما يُرى يُحكى، وليس كل ما يُحكى يُصدّق. أحيانًا يكون الصمت هو الحليف الوحيد في عالم مليء بالكذب."
هكذا همس السهم لنفسه وهو يتأمل الملفات بين يديه.

أسرار الظلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن