بعدما ذلك الموقف الذي مثلوه امامي كعائلة سعيدة، لا مثيل لهم، اختنقت، وهواءي وتنفسي انقبض ولم اعد استطيع سحب هواء إلى صدري، حتى عجزت عن التنفس لفترة. من شدة غضبي اتصلت في اليوم الاخر مع مارتن ووافقت على عرضه، ففاجأني ثاني يوم وهو يتقدم الي ويلبسني خاتم من الماسّ، لم اكن في وعيي حين وافقت ولكني حتما لن اندم على هذه الخطوة المستعجلة فكان ذلك انتقاما إلى ماتيو، فهو يستحق ذلك، ان ينزف كما انزف كبدي وقلبي، اود بشدة رويته وهو يتعذب ويشكو ويأن ليلا ونهارا، ان رويته في الجحيم هو نعيم لي، ورويته وهو يتالم سيكون فرحا عظيما لي.*في المكتب
عند الصباح، زارني هو مرة اخرى، وكانني متوقة جدا في رويته مع طفلته راكيل، فحين عبر الباب ابتسمت غصبا عني لهما، حيث هو صفح بيداه بينما كنت جالسة بمكاني لم اتحرك واعطيه أي اهمية، فتصرفي لم يروقه وبانت علامات الاستغراب من وجهه العبوس، ولكن نظراته كانت مختلفة، ولم تكن خبيثة كالسابق، ربما حقا تغير هذا الرجل، فالزمن غيره ام ربما شفى كليا من ماضيه، وها هو الان جالسا امامي، متأملا وجهي، ملامحي، لون شعري وبشرتي، ولا يكف عن النظر والتمعن في عيني، شعرت بالخجل الشديد وهو يتأملني عندها تحدثت، لوهلة ظننت باننا سنغرق ببعضنا البعض ولن نكتفي ونمل من مشاهدة بعضنا، فكانت الطفلة راكيل صافنة فينا تارة تضحك وتارة اخرى تدلك يد والدها، وكانها تخبره هلووو بانني هنا، لا تنساني، متسائلة ان حقا نساها ولا يعتبرها موجودة بينهما. تلاشت نظراتي حين ابعدت نظري عنه، ورأيت بعيدا متذكرة سوابقه، مواقفه اتجاهي، وكلاماته، وكلامه الذي جرحني به.قلت له متسائلة عن وضع راكيل، فدخلنا في صلب النقاش وهو يخبرني عن وضعها بانها تعاني من صعوبة في النطق والكلام. فيما هو يتحدث فكنت اراقب حركة شفتاه، مصوبة عيناي على اهدافي، فانا حقا ذبت من الشوق اليه وتمنيت مذاق تلك الشفتين الان، الان لا مجال لتضيعه الوقت. ولكني تذكرت كل افعاله وتمنيت العكس تماما ان تشقه الارض ويختفي من الوجود.
حين انتهت الجلسة..
نزلت راكيل من على ركبتيه واسرعت الى الألعاب الذين كانو نائمين على الأرض، حذرها ادريان ان تنتبه على نفسها ثم استدار الي ونظر بي.
سالته بفضول: هذه المرة يبدو بانك تعرفت علي جيداً؟
ابتسم بخفوت وهو يلعب في ذقنه: بالتأكيد آنسة راتشيل، هذه المرة تذكرتك، وكيف لي ان انساكي بعدما عشته معكي.
اعترف بانه لم ينسى اي شيء مما عاشه معي وهذا جعلني أشعر بالتفاؤل والفرح..
" كيف حالك يا ادريان ؟"
" بل السوال الاصح كيف تخليتي عني بهذه السهولة؟"
" من أنا؟، انت التي فعلت ذلك؟"
" أنا ولا انتي لا فرق كلانا كنا أنانيين"
شعرت بألمه فلم اصبر اكثر من ذلك فانتصبت من مكاني واسرعت اليه بخطوات سريعة حتى اصبحت بجانبه، لمح الخاتم في اصبعي ولكنه لم يسألني عنه، ولم يكن فضوليا بشأنه.
" ربما حقا كنت قد تخليت عنك ذلك الوقت ولكنك كنت السبب"
انزل راسه وهو يتنهد بقوة حتى رفع راسه مرة اخرى مؤخذ يدي بين يداه، ثم هامسا بالم شديد بانه اشتاق الي حد الجنون، وهو نادما عما فعله ذلك الوقت.
" كل منا وجد حياته الخاصة به، وهذا عل الاقل افضل لنا"
" من قال لك ذلك؟؟، أنا كنت اتعذب طوال تلك السنوات بفراقك"
قاطعته بهدوء قائلة ولكن لا يبدو لي ذلك.
استغرب من كلامي قائلا لي: مالذي تقصدينه؟
" تزوجت من جيهان واصبح لديكما طفلة، كيف تفعلان هكذا بي"
ضحك باستهزاء وهو يهز راسه نافيا كلامي
" هذه ليست طفلتي وبينما اختي من والدي وجيهان"
ضعت في الشوارع والمكتب ولم ارى شيئا امامي، نظرت بفراغ نحوه متطلعة نحو النافذة، اتطلع عبرها، لا اتخيل كيف جيهان ان تقع في حب والده الخبيث، كيف لها ان تحبل من رجلا بعمر والدها، هل جنت؟!
" كيف، كيف لم افهم؟" سالته بحيرة تامة.
" راكيل هي اختي"
" كيف يحصل ذلك، كيف يا الهي" قلت له بصراخ
صراخي الحاد خوفَ راكيل الصغيرة، فارتمت بحضن ادريان بعدما تخلت عن العابها واسرعت اليه، عانقها قائلا: لا تخافي صغيرتي، أذهبي والعبي الان. فعادت مرة اخرى الى العابها وثمها امسك بيدي بحنان شديد وجرني وراه نحو الباب، وقفنا هنالك خلفه، جعلني ان اصطدم ضد الحائط وهو امامي ثائرا أنفاسه حولي، متمعنا في فتحة صدري التي كانت مكشوفة امامه، انتبهت عليه فخبأتها بيدي، فأزاح عيناه عني وهو يحذرني بانزعاج الا البس مثل هذا اللباس مرة اخرى، فإنه كان غيور يا ناس من يصدق ذلك، حبيبي ورجلي قد يغار من لبسي، فهذا لا يصدق، تناسيت عن موضوعنا حول جيهان وابتسمت اليه بغرور
" الم يعجبك لباسي ؟"
" أحذرك للمرة الثانية، فلذا سكري عل الموضوع وأضبطي نفسك"
" ههه ترا انت من يجب ضبط نفسه امامي، أشعر بان حرارتك ارتفعت هنا"
كنت المح له بكلامي هذا عن مدى رغبته في لمسي، ومضاجعتي، وان يمتلكني بهذه اللحظة، فلم يعد يصبر بلمسي، فانا اعرف هذا الرجل اكثر مما هو يعرف نفسه بمجرد فقط رائحة عرقه تفوح فاعلم بان حرارته ارتفعت وغرائزه تحركت، ورغباته كثرت واستقرت اسفل معدته، فأثناء رمي نكتتي عليه استدار براسه نحو اليمين واليسار، أخذا باحتياطاته بان لا احدا كان يجول في الممر وعند الباب، ما إن تاكد من ذلك امسك بيدي وسحبني بسرعة خلفه، سار بي إلى بابا مغلقا، حين تأكد بان لا احدا في الجناح، أدخلني اليه، فكان المكتب مرتباً ونظيفا، وفيه أريكة صغيرة وعريضة بلون ألأبيض، جعلني ان اجلس وهو فوقي منتصبا باستقامة ثم مسك بوجهي، تائها في عيني، متسائلا بحيرة بين عيناه ان كنت اود ذلك، ان اكون معه بهذه اللحظة، ان حقا أريده؟.
أنت تقرأ
عاقبنيِ عن افعاّليِ
Poetryفي طفولتهما الأولى والراقية، ربطت بينهما صداقة غير متكافئة: فتاة مخلصة، حنونة، طيبة القلب وهادئة المزاج وعاطفية جدا، تحب بلا شروط، وفتى حاقد، اناني وقاس القلب، منذ صغره يحمل أثقال عقده النفسية على كتفيه الصغيرين بسبب مشاكل عائلية دمرت ثقته بنفسه و ز...