واصل الثنائي المشي، وطول الطريق كان كلاوس يتحدث معظم الوقت، بينما كانت ماري شاردة. شعر كلاوس بذلك، فقطع كلامه قائلاً: "ماري، هل أنت معي؟ تبدين شاردة للغاية."
أجابته ماري، "لا، أنا بخير يا كلاوس، أنا فقط متعبة من المشي. فقد مشيت أنا وياسمين كثيراً اليوم، بالإضافة إلى أنني أشعر بصداع قليلاً. لكن لا تقلق، فأنا بخير."
شعر كلاوس بالقلق؛ فقد تلقت ماري ضربة قوية إلى رأسها في الحادث. ورغم قلقه، لم يرغب في إزعاجها بخوفه. عندما عاد إلى المنزل، كان هناك شعور من الراحة يعم المكان. وعندما رآها، جلست هناك غارقة في التفكير، شعر بسعادة غامرة. كان يتمنى لو كانت تتذكره، لكن كان من الواضح أنها ما زالت تعاني.
"ماري،" قال وهو يقترب، "كيف كان يومك؟"
ابتسمت له وأجابت، "لقد استمتعت بالتجول في المنزل."
"هل هناك شيء يمكنني مساعدتك فيه؟" سألها، وعيناه تحملان كل الحب الذي كان يشعر به.
"لا، أنا بخير. كنت فقط أفكر في بعض الأشياء."
"إذا كنت بحاجة إلى الحديث، أنا هنا، دائمًا."
شعرت ماري بارتياح كبير عندما سمعته يقول ذلك، وأدركت أنه كان صادقًا. لكن في أعماقها، كانت تعلم أن هناك أشياء غير مكتملة، وأنه يجب عليها مواجهة الأسئلة التي كانت تدور في ذهنها. فأجابته ببطء، "كلاوس، هل يمكنك أن تخبرني عن عائلتك؟"
نظر إليها بدهشة. "لماذا تسألين؟"
"لأنني لا أعرف شيئًا عنك، و أود معرفة المزيد"
"همم، معك حق، ما رأيك أن أجيبك عن كل أسئلتك عندما أعود إلى المنزل مساءا إذ هناك الكثير للتكلم عنه و لا أود أن أقطع حديثنا" أجاب كلاوس
فكرة ماري لعدة لحظات و وافقة على ما قاله.
وصلا إلى السيارة حيث كانت ياسمين والسائق، ودعاهما وغادر السائق. في السيارة ساد صمت رهيب، حاولت ياسمين كسره مسترسلة بالحديث عن اليوم وكل المشتريات.
تذكرت ماري القبعة التي اشترتها لياسمين، "آه تذكرت، ياسمين لدي شيء لك"
ياسمين:" آه، حقا ... أشكرك ماري لم يكن هناك داع لإتعاب نفسك"
ماري:" لا تقولي هذا" أجابتها ماري و هي ممسكة بعلبة، تناولتها ياسمين و فتحتها، و إذ بها تجد نفس القبعة التي أعجبتها.
ضمتها و هي تشكرها بحرارة، فقط أعجبت ياسمين بالقبعة بشدة إلا أنها كانت غالية فلم تستطع إقتناءها
على العموم، مر بقية اليوم مملًا، حيث قضته ماري في غرفتها تحاول ترتيب أفكارها، لعل ذلك يساعدها على استرجاع ذاكرتها. عاد كلاوس في المساء ووجدها مستيقظة على عكس الليلة السابقة، تبادلا أطراف الحديث قليلاً. طول هذه المدة، كانت ماري تحاول اصطياد الفرصة للكلام.
أنت تقرأ
مؤامرة زهرة الربيع || The Primrose Conspiracy
Romanceلم تكن الحياة رحيمة بماري، فقد عانت من ماضٍ مليء بالعنف والإساءة، تاركة وراءها جروحًا عميقة في قلبها وروحها. تعيش ماري أيامها باردة، خالية من الأمل، حتى تلتقي بكلاوس، الملياردير الوسيم الذي يملك كل شيء ما عدا الحب الحقيقي. كلاوس، الرجل الذي يعيش في...