كلوي، مديرة قسم التسويق في مجموعة زهرة الربيع، كانت شخصاً لم يعرف الاستسلام يوماً. على مدار 10 أعوام، كانت هي الذراع اليمنى لكلاوس، الرجل الذي قاد الشركة إلى النجاح. طوال هذه السنوات، عملت إلى جانبه، وراقبته عن كثب وهو يبني إمبراطوريته الصغيرة، وتعلمت من كل قراراته الحذرة وخطواته الواثقة. بالنسبة لها، كلاوس لم يكن مجرد مدير؛ كان أكثر من ذلك بكثير.
منذ اليوم الذي انضمت فيه كلوي إلى الشركة في سنواتها الأولى، لم تكن مجرد موظفة عادية. كانت جزءاً لا يتجزأ من تطور مجموعة زهرة الربيع، وشخصاً يعتمد عليه كلاوس في كل صغيرة وكبيرة. كانت تعرف أدق تفاصيل العمل، وحملت على عاتقها مشاريع التسويق المعقدة، وهيمنت على السوق بأفكارها المبدعة. من يراها تعمل بجانبه يستطيع أن يدرك بسهولة حجم ولائها الكبير، بل ويدرك أيضاً مشاعرها الخفية تجاهه. كيف لا، وهي لطالما اعتبرته أكثر من مجرد رئيس لها, كان بالنسبة لها رجل أحلامها، الشخص الذي لم يترك لها مجالاً لرؤية أي رجل آخر.
لكن تلك المشاعر لم تكن متبادلة. كلاوس لم يكن يعاملها إلا بشكل رسمي. علاقته بها كانت مهنية بحتة، وهو أمر زاد من حزن كلوي وأحبطها بمرور الوقت. كانت تظن أن العمل الجاد والتفاني سيجعلها أقرب إلى قلبه، لكنه كان يضع جداراً واضحاً بينهما، وهو ما جعلها تشعر بالضياع والحيرة. كيف يمكن لشخص أن يظل بهذه البرودة بعد كل هذه السنوات؟
جاءت الصدمة عندما سمعت كلوي لأول مرة عن زواجه. كان الخبر صاعقاً لها. كلاوس؟ متزوج؟ كيف يمكن أن يحدث ذلك؟ كان من غير المعقول أن يفكر كلاوس بالزواج من امرأة غيرها، خصوصاً أنها كانت بجانبه طوال تلك السنوات، تعرف كل شيء عنه وعن عمله، حتى التفاصيل الصغيرة. كلوي لم تصدق الخبر في البداية. كيف يمكن لرجل مثل كلاوس أن يتزوج دون أن يخبرها؟ لم تكن قد سمعت أي شيء عن تلك الزوجة المفترضة، ولم ترها أو أي من زملائها. لا أحد يعرف عنها شيئاً. مرت الأيام، وبقيت كلوي تحاول إنكار الأمر، محاولةً إقناع نفسها بأن الخبر مجرد إشاعة، أو ربما لعبة سخيفة.
لكن في ذلك اليوم، رأت كلوي ماري، زوجة كلاوس، لأول مرة. كان اللقاء صدفة، لكن تأثيره كان كالعاصفة. تلك المرأة التي لم تكن تعرف عنها شيئاً ظهرت فجأة أمامها، وكانت أكثر جمالاً مما توقعت. شعرها الطويل الأنيق، ابتسامتها الهادئة، وحضورها الجذاب جعل كلوي تشعر بأنها أمام منافسة حقيقية، وليست مجرد امرأة عابرة. ماري لم تكن فقط جميلة، شخصيتها القوية وثقتها بنفسها أشعلت الغيرة في قلب كلوي.
"كيف لامرأة مثلها أن تأخذ مكاناً بجانب كلاوس؟" كانت هذه الفكرة تسيطر على كلوي بشكل جنوني. لم تكن ماري مشهورة، ولم تكن ابنة عائلة معروفة أو مديرة لشركة كبيرة. لم تكن حتى من دائرة النخبة التي كان كلاوس يتعامل معها. من أين جاءت هذه المرأة؟ وكيف استطاعت أن تدخل حياة كلاوس بهذه السرعة؟
أنت تقرأ
مؤامرة زهرة الربيع || The Primrose Conspiracy
Romanceلم تكن الحياة رحيمة بماري، فقد عانت من ماضٍ مليء بالعنف والإساءة، تاركة وراءها جروحًا عميقة في قلبها وروحها. تعيش ماري أيامها باردة، خالية من الأمل، حتى تلتقي بكلاوس، الملياردير الوسيم الذي يملك كل شيء ما عدا الحب الحقيقي. كلاوس، الرجل الذي يعيش في...