عندما أنظر من نافذة السجن، أشعر بشيء غريب يختلط في قلبي: نوع من الحرية المفقودة. هناك، في الأفق البعيد، تتناثر الأشعة الذهبية لأشعة الشمس كما لو كانت تداعب العالم الخارج، في حين أنني هنا، محاط بالجدران الباردة، شعور بالضياع يملؤني. لكن مع ذلك، النافذة التي أرى منها السماء تمنحني لحظات من الهروب في أفكاري.
أدرك أن الحرية الحقيقية لا تتعلق دائمًا بالقدرة على التحرك من مكان إلى آخر. أحيانًا، تكمن الحرية في التفكير، في التأمل، وفي البحث عن معنى رغم القيود الملموسة. وكلما نظرت عبر تلك النافذة، كلما شعرت بشيء داخلي، شعور بأنني ما زلت على قيد الحياة، وأنني لا أزال أملك إرادتي رغم الجدران التي تحيط بي.
في كل مرة ألتفت فيها إلى الخارج، أرى العالم يتنفس بحرية، وأتذكر كيف كانت الحياة من قبل. ومع ذلك، ورغم السجن والقيود، هناك جزء من الروح لا يمكن سجنه.
فحتى في الظلام، عندما لا تبدو الخيارات كثيرة، تظل هناك فرصة للنجاة.
كان من الواضح أن وضع مياكو يزداد سوءًا، لكن مع ذلك كانت تُصر على البقاء صامدة. زينشي كان يراقبها بعينين مليئتين بالقلق، لكنه لم يجرؤ على قول شيء، فقد كانت هي ترفض الاعتراف بأنها تمر في أزمة.
كانت مياكو تعلم جيدًا أن الوقت يمر بسرعة. ثلاثة أيام فقط كانت تفصلها عن العودة إلى هيئتها الطبيعية، لكن الثمن الذي يجب أن تدفعه كان باهظًا. في تلك اللحظات الصعبة، كانت تشعر بأن جسمها يضعف تدريجيًا، وأن قوتها بدأت تخبو تحت وطأة التحولات الغامضة التي تمر بها.
لكنها كانت ترفض الاستسلام. الضعف كان يزحف في أطرافها، لكن إرادتها كانت أقوى من أي شيء. "لا أستطيع أن أسمح لزينشي برؤية ضعفي الآن..." فكرت في نفسها بينما كانت تشعر بقلبها ينبض بشدة، ولكنها أجبرت نفسها على البقاء هادئة. كان لديها هدف واحد: أن تنجز مهمتها قبا ان تعود إلى هيئتها الطبيعية في الوقت المحدد.
لقد علمت أن التحولات التي تمر بها الآن قد تترك آثارًا دائمة إذا تأخرت أكثر من ذلك، وأن القرار الذي ستتخذه خلال الأيام القليلة القادمة سيكون حاسمًا. كان عليها أن تتحمل الألم وأن تبقي زينشي بعيدًا عن هذا العبء، حتى لا يضطرب أكثر.
وفي تلك اللحظات من الضعف، كان زينشي يراقب كل تحركاتها. كان يحاول أن يُظهر نفسه قويًا، لكن بداخله كانت الشكوك تتسلل إليه، وكان يلاحظ كيف أن مياكو كانت تخفي شيئًا ما عن الجميع.
"مياكو..." قال بصوت منخفض، يكاد يسمع همسًا. "أنت لست مضطرة لتحمل كل شيء بمفردك. إذا كان هناك شيء يؤلمك، نحن هنا من أجلك." لكن مياكو لم ترد، فقط ابتسمت ابتسامة خفيفة، وقالت له بصوت يكاد يهمس:
"أنا بخير، زينشي. فقط... ثق بي."
بينما كانت حرارة مياكو ترتفع، كانت تعاني من آلام شديدة في جسدها. العرق يتصبب من جبهتها، وملامح وجهها تُظهر علامات الضعف والتعب، لكن العزم الذي يملؤها لم يكن يسمح لها بالاستسلام. صمت للحظة، ثم تحدثت بصوت متقطع، يكاد لا يُسمع:
أنت تقرأ
قيود الحريه
Pertualanganقصة "مياكو" هي رحلة ذات طابع ملحمي تمزج بين المغامرة والصراع الداخلي. الفتاة البالغة من العمر خمسة عشر عامًا، المليئة بالحيوية والذكاء، تعيش في عزلة مع معلمها ودب الباندا "كيكو" على قمة جبل أخضر، حيث تعيش حياة هادئة ومطمئنة. ولكن، سرعان ما تتغير حيا...