٥/٥/ ٢٠٢٤

4 0 0
                                    

اليوم ده بالذات اتفقنا منتكلمش ..
لما رن جرس التلفون كنت عارفه انها ندى صاحبتي رغم كل تحذيراتي ليها كنت واثقه انها هتكلمني

بقالنا سنه و نص نعرف بعض اتقابلنا اول مرة في الاتوبيس و انا رايحه الجامعه ساعتها بردو كانت رايحه الجامعه عرفت انها في كلية الطلب لما شفت في ايدها كتاب التشريح . انا ديما بعرف كل حاجه بدون ما اسال هثبتلكم
لما اتقابلنا اول مرة عرفت زي ما قلت لكم من كتابها انها كلية طب و عرفت حاجات كتير غيرها بدون ما تتكلم حتى زي انها مثلا اول سنة ليها في الجامعة و ده عرفته من دفترها لانها كانت كاتبة عليه جامعة القاهرة
و عادة بنكتب كده لما نكبر فجاة و نتحول من مجرد طلبة في مدرسه لطلاب جامعيين و كاننا بناكد لنفسنا قبل اي حد اننا بقينا في الجامعه .

- ندى .. اسمك ندى
استغربت اوي و بصتلي
فعلا بس عرفتي ازاي اسمي
شاورتلها علي قطرة الندي اللي رسماها علي دفترها و انا بقول
- مجرد تخمين اصل صعب اتنين باسم اكوا يتجمعوا في نفس الاتوبيس
- معقول .. منطقك معقول افهم من كده ان اسمك اكوا
جاوبتها و انا متعمدة اثير فضولها
ايوه .. جامعة القاهرة بردو بس سنة تانيه اثار اكبر منك بدفعة يعني
عرفتي ازاي اني سنة اولي مظنش كاتبه علي دفتري
وبدات تقلب دفترها بفضول
جاوبتها ببساطه
- جامعة القاهرة ..
- ده ميدلش اني سنة اولي ..هو انت تعرفيني ؟
- لا ابدا .. بس يأكد انك فرحانه انك بقيتي طالبة جامعية
- واضح انك بتركزي في التفاصيل ..

من يومها و احنا اصحاب ..

من كام يوم عرفت ندى سرى الغريب .. و طلبت منها متكلمنيش يوم
٥/٥/ ٢٠٢٤

٥/٥/ ٢٠٢٠ مات بابا و الغريبه انه كان اول حد يكلمني تلفون في اليوم ده
٥/٥/ ٢٠٢٢ ماتت عمتي و دي كانت بردو اول واحده تكلمني في اليوم ده
بصتلي باستغراب و قالتلي ان دي تخاريف .. الاعمار مكتوبه عند ربنا .. حذرتها تكلمني و بكل الاحوال انا مش هرد عليها الافضل اني اقفل التلفون و اخبيه لغاية ما اليوم ده يخلص ..
بس التلفون اشتغل لوحده ومهما حاولت كان بيرجع يشتغل لوحده ماما رنت بعد ندى و كمان ارين بس انا تجاهلتهم كلهم ..

كان لازم يعدي اليوم ده بدون فاجعة جديدة خاصة اني مع شوية تركيز افتكرت قطتي اللي ماتت بنفس اليوم من عشر سنين ..

الساعة ١٠ بالليل هانت ساعتين بس و ينتهي كل شئ بس لو ماما تصبر و تبطل ترن ..
ترن .. ترن .. ترن
فاضل ساعة يا ندي .. ليه كل الاصرار ده
فكرت اخد دوش و اعمل قهوتي اللي بحبها اهو اضيع وقت لغاية نصف الليل ..
ساعتها هيبدأ يوم جديد و هكلمهم اطمن عليهم ..
التلفزيون شغال من الصبح .. صدعت بجد .. هو انا ليه مبحاولش اقفله .. و كانه موسيقي تصويرية في خلفية حياتى الرتيبه ..
فنجان القهوة كان لذيذ بشكل .. اعتقد اني لازم اكلم ندى دلوقت لان ماما زمنها نامت ..
واحد .. اتنين .. تلاته ..

الساعه بتدق ١٢ بعد نص الليل و ندي بترن .. اما ارد بقي اخيرا خلص يومي الكبيس .

مسكت التلفون و حاولت ارد بس الظاهر مفيش فايدة واضح ان التلفون عاوز صيانه ..
لحظه ..
انا اخيرا فهمت ..
عشان اكسر اللعنة كان لازم روحى بدل روحهم ..
٥/٥/ ٢٠٢٤

ما ورائياتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن