الفصل الثالث عشر

86 1 4
                                    

+

يزدحم مطعم همبرغر القلب في هذه الأيام خلال فترة الغداء
لذا يحاول ستايل تجنب زيارة فاضل في فترة الظهيرة
ومع ذلك، نظرًا لـ عدم قدرته علىٰ مقاومة شوقه فإنه كونه شخصًا مغرمًا
يضطر إلىٰ رؤية فاضل ثلاث مرات في اليوم بعد كل وجبة
ونتيجة لذلك بعد انتهاء فترة الغداء يظهر ستايل الطويل أمام مطعم همبرغر القلب..
يرىٰ سيارة كانت متوقفة بالخارج وهو ما لا يفاجئه كثيرًا
لقد نجح صديقه بالفعل في إغواء القط العنيد
وهو الآن يبذل قصارىٰ جهده لإبهار صهره المستقبلي من خلال التحول من فنان وشم إلىٰ نادل
ولكن ما يفاجئ ستايل اليوم هو اللافتة التي تعلن إغلاق المطعم يوم الجمعة القادم يقف ستايل ويقرأ اللافتة خارج المطعم في حيرة من أمره
لماذا لم يذكر فاضل العملاق الغاضب الأمر عندما كانا يتحدثان كل يوم؟
بعد الانتهاء من قراءة اللافتة يفتح ستايل الباب ويدخل لا يزال هناك بعض الزبائن حوله لكن ليس كثيرًا تقوده خطواته الطويلة مباشرة إلىٰ الطاهي
يرمي نفسه علىٰ أحد الكراسي أمام المطبخ المفتوح حيث يجلس فاضل ويضع ذراعيه علىٰ الطاولة وينظر إلىٰ وجه فاضل الخالي من التعبير
والذي يحدق فيه
-هل ستغلق المطعم يوم الجمعة؟
-نعم
-إلىٰ أين أنت ذاهب؟
-سوف أذهب لإنجاز بعض المهمات مع بايسون
-أي نوع من المهمات؟
أجاب فاضل بتهرب متجنبًا نظرات ستايل وهو يحدق في عينيه في ارتياب: -فقط...
مهمات عادية
نظر إلىٰ كانت وبايسون اللذين كانا يتحدثان في أحد الأركان
كان ستايل يطرق علىٰ الطاولة بشكل منتظم وكان يفكر كثيرًا كالمعتاد
لكنه لم يطرح أي أسئلة غريبة علىٰ الرغم من أن أفكاره كانت تتجه نحو أسئلة سخيفة مثل التساؤل عما إذا كانت هذه..
المهمات العادية في الواقع موعدًا سريًا
لقد كبح شكوكه وغير الموضوع
-إن المهمات العادية هي مهمات عادية
إذن هل تناولت الطعام بعد؟
- تناولت الطعام حوالي الساعة الحادية عشرة
كنت خائفًا من أنني لن أحصل علىٰ فرصة لتناول الغداء
إذا أصبح المكان مزدحمًا مثل أمس
-هل ستبقى لفترة أطول؟
-يجب أن أذهب خلال نصف ساعة
لا أستطيع البقاء لفترة طويلة وإلا سيوبخني أبي
-هل ستعود بعد العمل؟
-بالطبع
حبيبي وسيم لذا علي أن أراقب الأمور حتىٰ يعرف الجميع أن المنطقة هنا محمية جيدًا
-بالمناسبة
هل شعرت بالغيرة مني من قبل؟ ابدًا؟ها؟
-هراء
تمتم ستايل بلعنة تحت أنفاسه
-نعم، نعم أعلم أنك بارد
لكن يمكنك أن تتسامح معي قليلاً وأن تظهر القليل من الغيرة أو التملك
في تلك المرة التي أتيت فيها إلىٰ منزلي اعتقدت أنني قد أذبت أخيرًا سلوكك كأمير الجليد والآن..
ها أنت ذا عدت إلىٰ البرود مرةٍ أخرىٰ
-لماذا تفكر كثيرًا؟
أجاب فاضل ثم استدار نحو ثلاجة المشروبات
أمسك بعلبة تشبه علبة الوجبات الخفيفة وسلّمها إلىٰ ستايل
وضعها أمامه وشرح له
-فطيرة بانوفي أعددتها لك منذ الصباح
عند رؤية الحلوىٰ تحول تعبير ستايل المزعج من وقت سابق إلىٰ ابتسامة واسعة
-هل صنعتها بنفسك؟
-نعم
-هذا رائع
ولابد أنني مدهش للغاية لـ تمكني من اختراق تصرفات أمير الجليد
أشاد بنفسه، كما يفعل عادة أثناء فتح علبة الحلوىٰ
وبدون تردد أخذ ملعقة أعدها فاضل وأخذ قضمة منها
رفع المذاق الحلو مزاجه علىٰ الفور
-كيف هذه؟
-إذا أنت من صنعتها فهذا يعني أنها الأفضل
-تناول الطعام ثم أسرع واذهب
عندما تنتهي من العمل عد مباشرة
-هل يمكنني المبيت في منزلك الليلة بما أنك ستغلق المتجر غدًا
-لا
سيكون الأمر أسهل لو بقيت في منزلك
-أنت تتصرف كما لو أنك تخفي شيئًا في منزلك
هل تخفي شيئًا؟
-لا يوجد شيئ
تجاهل فاضل الأمر وألقىٰ نظرة علىٰ كانت وبايسون بينما كانا يسيران نحو المكان الذي كان يجلس فيه هو وستايل لاحظ بايسون أن ستايل كان يستمتع بالحلوىٰ التي أعدها فاضل بعناية منذ الصباح ولم يستطع إلا أن يبتسم ابتسامة خبيثة ابتسم لأخيه لكنه
تحدث إلىٰ ستايل بنبرة ودية
-هل فاضل هو من صنع تلك الحلوى؟
-نعم ،إنها جيده حقًا
-هل يمكنني أن أتناول لقمة؟
لقد كنت معه طوال هذه الفترة ولم يقدم لي أي حلوىٰ علىٰ الإطلاق
-بالتأكيد ،تفضل
كان ستايل علىٰ وشك أن يشارك بعضًا من ذلك مع بايسون
لكن فاديل مد سكينًا لـ منعه في المنتصف
تحدث فاضل مع بايسون باختصار
-سأصنع واحدةٍ لك لاحقًا
هز بایسون كتفيه بلا مبالاة
-أن تكون متملك للغاية بشأن الحلوىٰ !
ماذا؟ خائف من أن حبيبك لن يحصل علىٰ ما يكفي؟
أنت تزداد حدة الآن بعد أن أصبحت في علاقة
أمسك ستايل بالملعقة في فمه مداعبًا فاضل بدأ الرجل الهادئ عادةً
الذي بدا خائفًا من أن يتعب وجهه من إظهار المشاعر
وكأنه في حيرة من أمره للحظة سحب فاضل السكين ووضعها بعيدًا
ونظر إلىٰ كانت الذي وضع ذراعه حول عنق ستايل جعلت الهالة القاتلة المنبعثة من فاضل كانت يسحب ذراعه بسرعة إلىٰ الخلف علىٰ الرغم من حقيقة أنه فعل ذلك مرات عديدة من قبل دون مشكلة
-أحم..
صفىٰ كانت حنجرته ممازحًا ستايل بنبرة مرحة
-بالتواجد هنا
هل والدك موافق علىٰ ذلك؟
-حسنًا ،ما رأيك؟
لكنني هنا فقط للتوقف سريعًا بمجرد أن أنتهي من الحلوىٰ سأعود
-هل يمكنك أن تقلني إلىٰ المنزل أولًا؟
يجب أن أعود وأفتح المتجر
-أعتقدت أنك توقفت عن رسم الوشم
هل أخطأت في فهمك وقمت بتغيير وظيفتك لتصبح نادلًا؟
تظاهر ستايل بالصدمة ثم تناول آخر لقمتين من الحلوىٰ فملأ خديه وهو يمضغها وبمجرد أن انتهىٰ جمع فاضل العلبة والملعقة الفارغة دون أن يلاحظ ذلك ،وضع كانت يديه علىٰ وركيه ودفع رأسه نحو صديقه
-كان" تعبير الصدمة مبالغًا فيه للغاية"
ضحك ستايل وكان من الواضح أنه في مزاج جيد
-هل سيارتك جاهزة؟
-لقد سمحت لـ بايسون باستخدامها لقد مكث في منزلي الليلة الماضية
وعندما جاء لفتح المتجر أخذ سيارتي
من المحتمل أن يبقى في منزلي مرة أخرى الليلة
-أوه..
-هذا يعني أنكما لم تناما في المنزل الليلة الماضية
لأن فاضل بقي في منزلي أيضًا
-ماذا تحاول التباهي به؟
-لا شيئ
يمكنني أن أوصلك إلىٰ المتجر أولاً ثم أعود إلىٰ المرآب - إنه في الطريق
أنهىٰ ستايل حلوياته وشعر بالرضا عن الطعام وعن رؤية وجه حبيبه الوسيم أمسك بمفاتيح سيارته التي كانت مبعثرة علىٰ الطاولة وأشار إلىٰ فاضل بأن يقترب منه بإصبعه
عندما انحنىٰ فاضل نحوه مرتبكًا بشأن سبب استدعاء ستايل له
تلقىٰ قبلة كبيرة علىٰ خده
وقبل أن يتمكن فاضل من توبيخه لكونه جريئًا للغاية
أمسك ستايل بذراع كانت وسحبه معه بينما اندفعا خارج المطعم
تحول وجه فاضل الهادئ عادةً تدريجيًا إلىٰ ظل أحمر ناعم
كان بايسون يحمل صينية تقديم الطعام وأطلق ضحكة خفيفة "
-ستايل رجل مفعم بالحيوية ،أليس كذلك؟
يبدو الأمر وكأنه جاء إلىٰ حياتك فقط لإضفاء بعض الإشراق
فرك فاضل خده المُقبل ونظر إلىٰ بايسون الذي كان يمازحه لم يستطع أن ينكر أن ستايل قد جلب حقًا النور إلىٰ حياته
-لا داعي لـ مضايقتي
اذهب وراقب كانت وتأكد من أنه شرطي سري أو شيء من هذا القبيل
ومع ذلك انتهىٰ بك الأمر بمواعدته
-حسنًا ،لقد بحثت لكنني لم أجد شيئًا
في الآونة الأخيرة كنت ملتصقا به عمليًا ولم يُظهر أي سلوك مريب
وبخصوص الحدث الذي يقع ليلة الجمعة
هل أنت متأكد من أنه لن يثير الشكوك أو يبدأ في طرح الأسئلة؟
-لقد قلت إنني سأخرج معك من المدينة
وسأعود يوم السبت لا ينبغي أن يثير هذا أي شكوك
-لقد أخبرت ستايل ،أليس كذلك؟
من الواضح أن ستايل مرتبط بك أيضًا أمل ألا يشعر بالشك
-لقد أخبرتك، ستايل ليس مشبوهًا ...
بايسون
نادىٰ باسم أخيه الأصغر في نهاية الجملة وكان لديه شئ آخر يريد قوله لكنه لم يكن يعرف من أين يبدأ فقام بمسح المكان بعناية
-ما خطبك؟
-مع وجود ستايل حولي..
أريد أن أتوقف عن هذا
كما تعلم
-وظيفتك الرئيسية ،أليس كذلك؟
-نعم
في إشارة إلىٰ عمله كقاتل مأجور
-أريد أن أحاول أن أعيش حياة طبيعية دون أن أضطر إلىٰ الانتقال إلىٰ أي مكان أو الاختباء
-ماذا عن بعد هذه المهمة أن نتفاوض نحن الاثنان مع أمي؟
أوماً فاضل برأسه وتابع:
-كنت علىٰ وشك دعوتك

THE HEART KILLER || قتلة الحُب || Arabic subحيث تعيش القصص. اكتشف الآن