عندما اقتربت أفروديت وڤيرموث من المنزل، كانت الأخيرة تتكئ على أفروديت بشدة، وجسدها منهك من الجروح التي تلقتها خلال المواجهة مع ابن عمها. كان الألم واضحًا في ملامحها رغم أنها حاولت ألا تظهر ضعفها. كان الحصان يتبع خطواتهما ببطء، وكأن الأجواء الهادئة تتناقض تمامًا مع ما حدث منذ لحظات.
عندما وصلوا إلى المنزل وفتحوا الباب، كان المشهد في الداخل غير متوقع. جلست عصابة ڤيرموث بارتياح داخل غرفة الجلوس، يتبادلون الأحاديث مع جد أفروديت، إيليانو. كان الجد يجلس مستقيماً بفخر، وبين يديه سلاح قديم يبدو أنه أثار اهتمام أعضاء العصابة.
"هاه! هذا البندقية القديمة؟"
قال أحد أفراد العصابة، وهو يحمل سلاحًا قديمًا بتقدير، ثم تابع بابتسامة متفاخرة:
"لم أرَ مثلها منذ زمن."ضحك إيليانو بصوت عميق، وعيناه تلتمعان بذكريات الماضي: "كان لي تاريخ طويل مع هذه البنادق. أيام المجد، أيام كنا نعرف كيف نتصرف مع أعدائنا دون رحمة."
كان الجميع في الغرفة مستغرقين في الحديث، لكن عندما دخلت أفروديت وهي تحمل ڤيرموث المتعبة، خيم الصمت فجأة على المكان. رفع الجميع أنظارهم، وظهر الدهشة والقلق على وجوههم عندما رأوا الدم يسيل من جروح ڤيرموث.
"ماذا حدث؟!"قال أحد أفراد العصابة، وهو يقف بسرعة من مكانه، بينما كان الآخرون يتابعونه بنظرات قلق.
رفعت ڤيرموث يدها ببطء لإيقاف أي رد فعل مبالغ فيه. "أنا بخير،"قالت ببرود، لكن أنفاسها كانت ثقيلة، وعينيها تشعان بالإرهاق. "واجهت... مشكلة صغيرة."
تقدم إيليانو نحوها، وعلى وجهه مزيج من القلق والاحترام. "أي نوع من المشاكل يا فتاة؟"
تنهدت ڤيرموث بصعوبة وهي تستند أكثر على أفروديت: " كاليوس زالفتار، حاول التعدي عليها... لم يكن لديه فرصة كبيرة، لكننا تشاجرنا."
عند سماع الاسم، تغيرت تعابير وجوه العصابة. بدأوا يتبادلون النظرات القلقة، وأحدهم تمتم: "كاليوس؟ اللعنة... لم نعلم أنه عاد."
اقترب أحد أعضاء العصابة، ويداه متشابكتان خلف ظهره، وسأل: "ما الذي فعله بالضبط؟ هل هو يشكل تهديدًا الآن؟"
كانت أفروديت صامتة وهي تنظر لڤيرموث، لكنها شعرت بالدم يغلي في عروقها عند تذكر تلك اللحظة المخيفة. رفعت عينيها لتجد أن الجدّ إيليانو ينظر إليها نظرة تفهم، وكأنه قد رأى هذا النوع من المواجهات مرات عديدة من قبل.
ثم تحدثت ڤيرموث أخيرًا وهي تحاول الوقوف مستقيمة، متجاهلة الألم في جسدها. "حاول لمس أفروديت بالقوة. عندما تدخلت، اضطررت لقتاله. تركته خلفي وهو مجروح، لكنه بالتأكيد سيعود."
هز إيليانو رأسه ببطء، ثم قال بصوت عميق: "ابنَ عمها لن يترك هذا الموقف يمر بسهولة. سيكون لديكِ معركة طويلة معه، يا ڤيرموث."
أنت تقرأ
𝐅𝐀𝐑𝐌𝐄𝐑
Contoمالذِي قد يحصُل حِين تَـتُوه مُزارِعه يّافعه فِي مكانٍ ضال،وتُجدُ ذاتُهَا مُقبوض علِيها من رئيسَه، بعد أن شُهِدت تهرِيبهُم. مالذِي ستكتُبه الأقدار لهُن؟.