2

154 11 1
                                    



تواصلت الأفكار مع هتان حتى بعد ما غفى، والأحلام كانت خليطًا من يومه الطويل ووجوه الأشخاص الجدد اللي قابلهم. صحى ثاني يوم على صوت المنبه

لبس بسرعة وحاول يتأكد إن شكله مرتب . أخذ شنطته ونزل للدور الأرضي. كالعادة الجو كان هادي مثل اي يوم

قرر يسوي فطور على السريع، لكنه ما قدر يركز وهو يحط البيض على المقلاة. تذكّر لحظة التواصل البصري مع فيصل، والريحة اللي ما قدر ينساها. "وش فيني أفكر فيه لهالدرجة؟" همس لنفسه وهو يهز راسه يحاول يطرد هالأفكار.

بعد ما خلص أكله، شاف أبوه اللي كان جالس يجهز أغراضه للعمل، الي أبتسم وقال له: "كيف اول يوم مدرسه ؟ امس ماقدرت اسألك لانك نمت بسرعة واسف ياحبيبي ماوصلتك
هتان سكت لفتره ورد رد مختصر
هتان: كان كويس يعني أفضل من اللاشيء

أبتسم أبوه وقاله: بوصلك مابسحب عليك زي امس
هز راسه هتان وسحب شنطته ولحق أبوه
وصلو لوجهتهم.. ودع هتان أبوه وباس راسه

دخل المبنى وقبل مايدخل شاف سيارة وائل الي كان اصلا يأشر له من بعيد راح عنده وحضنة

وزي العاده وائل مايسكت
وائل: "تصدق، فيصل أمس قال لي شي غريب."
هتان: "وش قال؟"
وائل: "قال إنك لفت انتباهه"
هتان توتر وانحرج مره ، لكنه حاول يخفي إحراجه.
هتان: يمكن يمزح
وائل: مو عادته بس يمكن

وصلوا المدرسة، وكانت الساحة مليانة طلاب، أصوات الضحك والحديث كانت تملأ المكان
وصل فيصل ومعاه سالم وهيثم،
هتان نطق موجه الكلام لهم: صباح الخير

سالم: صباح الوجه الي يفتح النفس
وائل: شقصدك! وجيهنا تسد النفس؟

ضحك سالم مرقع الوضع: اول مره اشوف شخص مبتسم الصباح عشان كذا يفتح النفس

رن الجرس وتوجه كل منهم لفصله
او بالاحرى كلهم دخلو فصلهم الا وائل

وائل كان اكبر منهم بسنة يعني بسنة ثالث ثانوي
عدت الحصص كان يوم كئيب على هتان
شخصيته متكتمه ولا جرب يبادر مع اصحابة الجدد
واكتفى انه يحط راسة على الطاوله ويسوي نفسة نايم زي العادة

.
نتكلم شوي عن طفولة هتان ..

هتان كان زي اي طفل عادي يحب يلعب ويضحك وينبسط كانت عندة طاقة ماتنتهي وعشانة وحيد أمة وأبوه كانو يعاملونه كأنه كنز
يجيبون له النجوم من السماء،  لو يأشر على شي يحصله عنده بنفس الثانية

كان متعلق بأمه كثير لدرجه محد يقدر يتخيلها هو بحب أبوه بس كان قاعد يبني نفسه ويشتغل ماكان مقضي اوقاته كلها نفس أمه
كانت أمه جميلة شخصيتها حلوة وذكيه اجتماعياً وعاطفيا كانت حنونه وعطوفه وتعرف توازن الحياة كانت اليد اليمين لأبوه
سواء بشغل او بلحياة العامة

رواية هتان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن