1

114 11 4
                                    

...

كانت الشمس تشرق ببطء ناشرة
أشعتها الذهبية على الحديقة الواسعة
لقصر لافا الملكي

الأزهار الوردية تتراقص برفق
تحت نسيم الصباح تملأ الهواء برائحة زكية

كانت الفوضى تعم مطبخ
القصر السفلي حيث كان تايهيونغ الشاب
ذو الشعر البني الحريري

يتنقل بين الأواني والأطباق محاولًا تحضير
وجبة الفطور الخاصة باللورد

لم يكن الأمر سهلاً فالطعام المُقدم
للورد جونغكوك وريث اللقب والنفوذ
يجب أن يكون مثاليًا

كانوا الطهاة الآخرون يراقبونه بصمت
عيونهم تحدق بحذر
لأنهم يعلمون أن خطأً صغيرًا يمكن أن يكلفهم وظائفهم أو أكثر من ذلك

"هل انتهيت؟"
صرخ كبير الطهاة من الطرف الآخر للمطبخ

"اللورد ينتظر في الحديقة إياك والتأخر"

أومأ تايهيونغ برأس وهو يمسح عرق جبينه بمئزره المتسخ

قبل أن يضع اللمسات الأخيرة على الطبق
أخذ نفسًا عميقًا

ليحمل الوجبة بحذر، متجهًا نحو الحديقة حيث ينتظر اللورد

عندما وصل كان اللورد يجلس بين
أزهار اللافندر في مقعده المخملي المعتاد
مرتديًا زيًا أنيقًا يعكس ثراءه ونسبه

نظر إليه تايهيونغ للحظات
محاولًا قراءة ملامح وجهه الهادئة لكنه
لم يرَى سوى

عيون باردة كالبحر في يوم عاصف

"تفضل سيدي اللورد"
قال تايهيونغ بصوت متردد
واضعًا الطبق أمامه

لينظر جونغكوك إلى الطبق بتمعن ليباشر
بتذوق لقمته الاولى

لم تمر لحظات حتى ألقت ملامحه ظلًا
من الامتعاض دالاً على عدم رضاه

أسقط الشوكة على الطاوله
ليرفع عينيه كاحلة السواد ناحية تايهيونغ

"هل هذا ما تسميه ب وجبة ملكية ؟!"
سأل بحدة، مقطّبًا حاجبيه

تفاجأ تايهيونغ من شوال اللورد اتجاهه
لكنه تمالك نفسه قائلاً بثبات

"لقد اتبعت التعليمات بدقة، يا سيدي"
ضحك جونغكوك بسخرية ثم
وقف ببطء مواجهاً طاهيه

"يبدو أن تعليماتك ناقصة أو أنك ببساطة لا تمتلك مهارة الطهي المطلوبة لتقديم شيء يستحق تناوله"
رفع تايهيونغ عيناه بعدما كانتا منصوبتان
على الأرض العشبية محمر الوجه نتيجة
اهانة اللودر له

لسانه كاد يصرخ في وجه اللودر
المتعجرف كما اسماه

لكنه صمت لكي لا تكون كلماته سبباً لعدم إثبات
عكس ما حملته كلمات اللورد المهانه

"اعتذر عن ما بدر سابذل قصاري جهدي لما هو أفضل"
تمتم تايهيونغ بصوت خافت
لكنها كفيله لجعل جونغكوك مستمعاً لها

"أوه، حقًا؟"
قال جونغكوك بابتسامة مستفزة مكملاً

"سأنتظر، لكن لا تتوقع أن تكون هناك فرص أخرى إن فشلت"
وعندما أنهى جونغكوك اخر كلماته أدار
وجهه معطياً طاهيه ظهره راحلاً

توجه تايهيونغ  عائدًا إلى المطبخ
بمشاعره مختلطة بين
الغضب والعزم

كان يعلم أنه لن يترك اللورد يُهينه مرة أخرى
وأنه سيعمل جاهدًا

لجعله يعترف بقدراته حتى لو
استغرق الأمر وقتًا طويلًا

....

التاسع عشر من نوفمبر
بدايه "اللورد"

اللُّورْد | ت.كحيث تعيش القصص. اكتشف الآن