---الفصل الأول: اللقاء الغريب
كان الليل قد بدأ في التسلل إلى السماء المظلمة، والأجواء حول أياكا كانت غريبة كما لو أنها دخلت إلى عالم آخر. لم تكن تعرف كيف وجدت نفسها هنا، أو لماذا هي هنا. كل ما كانت تعرفه هو أن هذا المكان كان مظلمًا وغريبًا، مليئًا بالأشجار الكثيفة التي لم تترك مكانًا للضوء. كان الهواء ثقيلًا بشكل غير طبيعي، وكأنما كان يضغط على صدرها، مما جعلها تشعر بضيق التنفس. كل شيء كان يبدو وكأنه سجن مفتوح في عالم غير مرئي.
أياكا كانت تتنفس بصعوبة، متسلحة فقط بإرادتها على البقاء. لم يكن هناك تفسير لما يحدث. كانت قد نزلت لتنام في غرفتها كما يفعل أي شخص عادي، وعندما استفاقت، وجدت نفسها في هذا المكان المظلم والموحش. لا صوت للحيوانات، ولا أي حركة في الأشجار التي تحيط بها. وكان الظلام يحجب كل شيء.
عندما بدأت تتحرك بخطوات بطيئة، تلمس الأرض كما لو أنها تبحث عن طريق للهرب، وقع نظرها على شيء غريب في الأفق. كان هناك ظل ضخم يتحرك بين الأشجار، وعندما اقتربت منه أكثر، اكتشفت أنه شخص... لا، كان شخصًا من نوع مختلف. كان طويلًا، يرتدي رداءً فاخرًا، وحركاته كانت بطيئة، لكن في نفس الوقت، كان يمتلك حضورًا قويًا يكاد يضغط على كل شيء حوله.
"من أنت؟" سألته أياكا بصوت هادئ، على الرغم من أن قلبها كان ينبض بسرعة.
التفت الرجل نحوها ببطء، وابتسم ابتسامة خفيفة، كأنما كان يعلم أنها ستظهر في تلك اللحظة. كان وجهه فارغًا من المشاعر، لكن عينيه كانتا تلمعان ببعض الفضول، وكأنما كان يراقبها منذ زمن طويل.
"أنتِ غريبة." قال بصوته الهادئ، لكن الذي يبعث على الرهبة. "لم أسمع عنك من قبل. من أين أتيتِ؟"
شعرت أياكا بشيء غريب في قلبها، وكأنها قد وقعت في فخ لا يمكنها الهروب منه. كيف علم بهذا؟ لم تكن قد أخبرت أحدًا عن وجودها هنا، بل حتى هي نفسها لم تكن تعلم ما الذي يجري. كل شيء كان غامضًا، وكل شيء كان يضغط عليها من جميع الاتجاهات.
"لا يهم من أين أتيت." قال الرجل بهدوء، مبتسمًا ابتسامة تكاد تكون ساخرة. "المهم أنكِ هنا الآن. وأنا أيضًا هنا."
فاجأها كلامه، لكنها لم تُظهر أي ضعف. حاولت أن تحافظ على هدوئها، لكن كل كلمة كان ينطقها كانت تضغط على قلبها. كانت تشعر أن هناك شيئًا غير عادي في هذا الرجل، شيء لا يمكن تفسيره بسهولة.
"من أنت؟" سألته بصوت أكثر حدة، ولم تسمح للغموض في حديثه أن يضعفها. "ما الذي تريده مني؟"
أجاب الرجل وهو يخطو خطوة نحوها، لكن دون أن يقترب بشكل مفاجئ. "أنا موزان كيبوتسوجي." قال اسمه بهدوء، لكن الكلمة نفسها كانت ثقيلة في الجو. "أما عن ما أريده منك، فهذا يعتمد على ما أنتِ مستعدة لتقديمه."
صمتت أياكا للحظة، تشعر بنوع من القلق يسري في جسدها. هل هو... ماذا يريد منها؟ ولماذا هو هنا؟ لماذا تتعامل معها بهذه الطريقة الغريبة؟
"لست مهتمة بما تريده." قالت أياكا، محاولًا الحفاظ على قوتها، لكن داخلها كان يشتعل بالأسئلة. "أنا هنا فقط لأنني مضطرة لذلك."
موزان نظر إليها بنظرة عميقة، كأنه يحاول قراءة كل ما في داخلها. ثم ابتسم ابتسامة خفيفة، وكأنه وجد شيئًا مثيرًا للاهتمام. "مضطرة؟ هل هذا يعني أنكِ لا تنتمين إلى هنا؟" سأل وهو يقترب أكثر، حتى أصبحت المسافة بينهما ضئيلة.
أياكا ارتجفت قليلاً، لكنها حاولت إخفاء هذا الارتباك. "لن تستطيع السيطرة عليّ. أنا لست هنا لأكون جزءًا من أي خطة لديك."
ضحك موزان بشكل خفيف، ثم قال بصوت أكثر جدية: "أنتِ تظنين أن بإمكانك الهروب من هذا؟ أن تكوني خارجًا عن سيطرتي؟ لا شيء يحدث في هذا العالم من دون أن يكون هناك سبب. سنكتشف معًا ما هو السبب."
لم تفهم أياكا تمامًا ما يعنيه، ولكن في تلك اللحظة، شعرت بشيء غريب في قلبها. كان هناك شعور بأنها ليست في هذا المكان بالصدفة، وأن وجودها هنا هو جزء من شيء أكبر بكثير مما يمكنها أن تتخيله.
"ماذا تعرف عني؟" سألته بصوت متوتر بعض الشيء، حيث بدأ التشويش يغزو ذهنها.
ابتسم موزان ابتسامة عريضة، وكأنما كان يعرف شيئًا عنها، لكن لم يرد أن يكشفه بعد. "أنا لا أعرف الكثير عنكِ بعد. لكنني متأكد من أنكِ لن تبقي هنا طويلاً دون أن تكشفي لي المزيد."
لم تكن أياكا تريد أن تعطيه أي فرصة لفهم قوتها أو نواياها، لكنها كانت تعلم أنه ربما كان على حق. في هذا العالم، لم تكن تستطيع الهروب بسهولة. وربما كانت هناك قوة أكبر منها تنتظر أن تكشف نفسها.
"أنا لست هنا لأكشف عن نفسي." قالت بصلابة، متجاهلةً الشعور بالغموض الذي كان يحيط بها. "لن أكون جزءًا من أي لعبة لديك."
لكن موزان لم يبدُ مهتمًا بكلماتها. ابتسم مجددًا، وقال: "لن يكون لديك خيار في النهاية. ستبقين هنا، وتتعلمين، وستكتشفين في النهاية لماذا أنتِ هنا."
صمتت أياكا، وعينيها تتفحصه. كانت تعرف أن هناك شيئًا غير طبيعي فيه، شيئًا مريبًا. كان من الواضح أنه لا يعرف كل شيء عنها، ولكنه كان يتلاعب بها بذكاء. كانت هي الأخرى تحاول أن تكشف سر هذا اللقاء الغريب، ولكنها في النهاية كانت تشعر بشيء من الحيرة. هل هو فعلاً يعرف شيئًا عنها؟ أم أنه يخطط لشيء أكبر؟
وفي تلك اللحظة، شعر موزان بشيء من المتعة في مشاهدتها. كانت لا تزال غامضة بالنسبة له، وهو كان يحب ذلك الغموض. لن يستطيع أن يتركها تذهب بسهولة. كانت أياكا، رغم قوتها الخفية، ستجد نفسها في صراع لا مفر منه.
---
نهاية الفصل الأول
أنت تقرأ
احلام الشياطين / Demon Slayer
Roman d'amourفي عالم تلتقي فيه الظلام بالحقيقة، حيث لا يعرف الإنسان من أين تبدأ الحياة ولا أين تنتهي، تجد أياكا نفسها في مكان لا يشبه أي مكان آخر. عالم غريب، لا ينسجم مع عقلها أو مع عالمها الذي تنتمي إليه. في كل مرة تغلق فيها عينيها، تجد نفسها تتنقل إلى هذا الوا...