---الفصل الثاني: أسرار في الظلال
أياكا كانت تقف هناك، قلبها ينبض بسرعة لم تشعر بها من قبل. كان المكان مظلمًا بشكل يبعث على الرهبة، ورغم سكونه، إلا أن كل زاوية فيه كانت تخفي شيئًا غير مرئي، وكان الظلام نفسه يضغط على صدرها، يضغط على أفكارها. لكنها كانت تعرف شيئًا واحدًا، أنها لا يمكن أن تبقى هنا، لا يمكن أن تظل عالقة في هذا المكان المجهول.
"أنتِ تخفين شيئًا، أليس كذلك؟" قال موزان أخيرًا، وهو يتأملها بعينين تُخفيان خلفهما الكثير من الأسرار. "أنتِ لستِ هنا عن طريق الصدفة. ربما كنتِ تجنبين النظر إلى الحقيقة، لكننا في النهاية سنكتشفها معًا."
أياكا لم تُظهر أي رد فعل حيال كلماته. كانت تعرف أنه يراقبها، ربما يحاول فك اللغز الذي تمثل فيه. كان يعلم أن هناك شيئًا غريبًا في وجودها هنا، لكنه لم يعرف أن هذا الشيء الغريب هو ما يُخفيه قلبها من أسرار. كانت تشعر أن الأيام المقبلة لن تكون كما تتوقع.
كان موزان يقترب منها أكثر، وحركاته كانت بطيئة، ولكنها كانت مدروسة بدقة. حتى في الظلام، كان يكاد يشرق بنوره الخاص. كان لا يمكن تجاهله، وكان له تأثير كبير على الأجواء من حوله. وحينما اقترب منها خطوة أخرى، شعرت أياكا برغبة قوية في الابتعاد، لكن جزءًا منها كان يرفض الهروب. كانت هناك قوة جاذبية في ذلك الرجل، قوة غير مرئية، تجعلها تشعر بأنها عالقة.
"لماذا أنتِ هنا؟" سأل موزان بصوت منخفض، وكأنه يتحدى أن تكشف عن نفسها. "هل تحاولين الهروب من ماضيك؟ أم أنكِ فقط تبحثين عن مكان تظنين أنك ستجدين فيه الأمان؟"
لم تجب أياكا على سؤاله. الحقيقة كانت أنها لم تكن تعرف تمامًا لماذا هي هنا. هل كانت تحاول الهروب من شيء ما؟ ربما... لكن هذا شيء لا تستطيع تفسيره بعد. كان العالم الذي دخلت إليه غريبًا عن كل ما عرفته من قبل. وحتى مع هذه الأسئلة التي تلتف حول ذهنها، كانت هناك فكرة واحدة فقط تسيطر عليها: كيف يمكنها العودة إلى عالمها؟
"أنتِ لا تستطيعين الهروب." قال موزان، وهو يقترب أكثر. كانت كلماته تُشبه تنبؤًا مظلمًا، وتترك شعورًا غريبًا في قلبها. "الظلال التي تحاولين الهروب منها هي التي تقودك هنا."
كانت أياكا تحاول أن تكون قوية، ولكن الكلمات التي قالها كانت تُثير داخلها مشاعر قديمة لم تكن لتُفصح عنها لأحد. كانت تشعر كما لو أن موزان يعرف كل شيء عن ضعفها، وكل شيء عن الصراع الذي تدور فيه. "لن أجعل نفسي جزءًا من مشاكلك." قالت أخيرًا، صوتها كان هادئًا لكن مع ذلك كان مليئًا بالعزم.
موزان ابتسم ابتسامة باردة، وأوقف خطواته فجأة أمامها. كانت المسافة بينهما ضئيلة للغاية لدرجة أن أياكا شعرت بنبضات قلبها ترتفع. "هل تعتقدين أنكِ ستنجين؟" سأل بصوت هادئ للغاية، ولكن هناك شيء في نبرته جعل الدماء تتجمد في عروقها. "لا شيء يحدث هنا بالصدفة، كل شيء موجه لسبب ما."
لم تستطع أياكا أن تمنع نفسها من التردد للحظة. كانت هناك قوة غير مرئية تترصدها، تلاحقها في كل خطوة، وكل فكرة. حتى عندما حاولت أن تتمسك بآخر خيوط الأمل، كان موزان يظل أمامها، يتسلى بغموضه الذي لا يمكن كشفه بسهولة.
"في النهاية، ستعرفين أنكِ جزء من هذه المعركة." قال موزان أخيرًا، يرفع يده بشكل مفاجئ، مما جعل أياكا تشعر بنوع من الرعب الذي لم يكن من السهل دفعه بعيدًا. "لكنكِ سترين، في النهاية، هل لديكِ ما يكفي من القوة للوقوف ضد كل هذا؟"
رفعت أياكا رأسها وأعادت إلى ذهنها التفكير في طرق الهروب، لكن في أعماقها كانت تعلم أن الخروج من هذا المكان لم يكن بالأمر السهل. كلما قاومته أكثر، أصبح التعلق به أقوى. وهو، بدوره، كان يراقبها بابتسامة باردة كما لو كان يدرك تمامًا ما يدور في عقلها.
"هل تعتقدين أنه يمكنك الهروب من هذا العالم؟" قال موزان بنبرة هادئة، ثم أضاف: "لا يوجد مكان هنا للأوهام. سنكتشف معًا الحقيقة، بغض النظر عن كل شيء."
كانت كل كلمة تخرج من فمه تقطع الأمل الذي كانت تحاول التشبث به، وكأن كل محاولة للهروب تجعل الأمر أكثر تعقيدًا. لكن أياكا كانت تصر على عدم الاستسلام. لا يمكن أن تبقى هنا إلى الأبد. لا يمكن أن تقبل أن تصبح جزءًا من هذه المعركة التي يفرضها موزان عليها.
بينما كانت تفكر في الطريقة التي ستواجه بها هذا الظلام المستمر، شعر موزان بشيء مختلف في عينيها. كان هناك مقاومة، إصرار على النجاة. لكن هل كان ذلك كافيًا؟
"يبدو أن هناك شيئًا بداخلكِ، لا أستطيع تجاهله." قال موزان ببطء، وهو يبتعد عنها خطوة واحدة. "لكن لا بأس. سنرى إلى أين سيأخذنا هذا الطريق."
وابتسم ابتسامة غامضة قبل أن يختفي في الظلال، تاركًا أياكا وحيدة في هذا المكان المظلم، تتساءل عن الخطوة التالية في هذه الرحلة التي لم تكن مستعدة لها بعد.
---
نهاية الفصل الثاني
أنت تقرأ
احلام الشياطين / Demon Slayer
Lãng mạnفي عالم تلتقي فيه الظلام بالحقيقة، حيث لا يعرف الإنسان من أين تبدأ الحياة ولا أين تنتهي، تجد أياكا نفسها في مكان لا يشبه أي مكان آخر. عالم غريب، لا ينسجم مع عقلها أو مع عالمها الذي تنتمي إليه. في كل مرة تغلق فيها عينيها، تجد نفسها تتنقل إلى هذا الوا...