3

7 2 0
                                    

---

الفصل الثالث: في قلب الظلال

أياكا وقفت في المكان ذاته، في قلب الظلام المهيب، الذي بدأ يبدو لها أكثر من مجرد غموض. كانت الأنفاس الثقيلة تخرج من بين شفتيها، وكل كلمة قالها موزان ما زالت تتردد في ذهنها، تتردد بشدة أكثر من أي وقت مضى. كان حديثه يحمل شيئًا غريبًا، شيء أكثر من مجرد التهديد، كان يملك نوعًا من المعرفة العميقة التي تجعلها تتساءل إن كان قد عرف كل شيء عن حياتها، عن ضعفها، عن قوتها.

لكن الآن، بعد أن اختفى في الظلال، كانت هناك رغبة غير قابلة للكبت في قلبها. كانت تريد أن تخرج من هذا المكان المظلم، أن تخرج من هذه الفوضى التي دخلت إليها عن غير قصد. ورغم محاولاتها للتشبث بالأمل، كان قلبها يعرف أنه لا مفر. لا مفر من الحقيقة، ولا مفر من مصيرها.

توجهت إلى إحدى الزوايا المظلمة في القاعة، حيث كان الضوء باهتًا. أخذت نفسًا عميقًا، وحاولت جمع أفكارها. كانت قد تقبلت فكرة البقاء هنا لفترة قصيرة من الوقت، ولكن الآن الأمور كانت مختلفة تمامًا. أصبحت لعبة موزان أكثر تعقيدًا مما كانت تتوقع. هو لا يعلم شيئًا عن قوتها، ولكن كان يبدو كمن يعرف كل شيء عنها، حتى دون أن يسأل. شعرت برغبة قوية في اكتشاف المزيد عن هذا العالم، عن أسراره، عن طريقة خروجها، لكنها كانت تدرك أن كل خطوة جديدة قد تكون أخطر من سابقتها.

أخذت خطوة صغيرة إلى الأمام، محاولة أن تبتعد عن الزوايا المظلمة التي كانت تضغط عليها، ولكنها شعرت بيدها ترتجف. هل كان هناك حقًا مخرج من هذا العالم؟ هل كان هناك أي أمل للهرب؟ هذه الأسئلة دارت في ذهنها دون توقف.

بينما كانت تفكر في كل هذا، تذكرت شيئًا، ذكريات من الماضي القريب. كان هناك شيء غريب في الطريقة التي تعامل بها موزان معها. كان يتحدث عن الحقيقة وكأنها شيء ملموس، شيء ستكتشفه بنفسها قريبًا. هل كان يظن أنه يمكنه السيطرة عليها، أو أن هناك شيئًا عميقًا سيجمعها به؟ هل كان ذلك جزءًا من خطته المظلمة؟ كانت أسئلة كثيرة، وأياكا لم يكن لديها الإجابة.

قررت أخيرًا أن تتوقف عن التفكير في كل ما قاله، وأخذت نفسها في يدها. لا يمكنها أن تظل هنا، في هذا العالم المظلم، وتنتظر أن يأتي شخص آخر لإنقاذها. كان عليها أن تتحكم في مصيرها، مهما كانت العواقب. حتى لو كان موزان يقف وراء كل هذا، فإنها ستجد طريقة للخروج، حتى لو كان الأمر صعبًا.

توجهت إلى الباب الكبير الذي كانت قد رآته في بداية وصولها. كانت خطواتها هادئة، ولكن كل خطوة كانت مليئة بالتردد. لم تكن تعرف ماذا ستواجه، ولكن كان لديها شعور قوي بأنها لن تكون وحيدة في هذا الطريق. ربما كان الظلام يحيط بها، لكن داخلها كانت تتوهج نار من الإصرار.

عندما وصلت إلى الباب، توقفت لوهلة. كان هناك شيء غريب، شيء غير طبيعي. شعرت بوجود شيء خلفها، وكأن أحدهم يراقبها. قلبها بدأ ينبض بسرعة أكبر، لكن لم يكن هناك أي صوت، فقط هدوء غريب في المكان. فجأة، شعرت بأن هناك شيئًا غريبًا في الجو، طاقة غير مرئية كانت تملأ المكان. كانت تشعر به، وكأنها محاصرة في فخ دون أن تدري كيف دخلت إليه.

"أنتِ لا تستطيعين الهروب." قالت نفس الكلمات التي قالها لها موزان، لكنها كانت تتردد في رأسها كما لو كانت تعود لتطاردها.

في تلك اللحظة، شعرت بشيء يتحرك خلفها. كان ظلاً يتحرك بسرعة البرق، يعكس الضوء بشكل مشوه. نظرت خلفها بسرعة، ولكن لم تجد شيئًا. ربما كان خيالاً، أو ربما كان شيئًا آخر، شيئًا أكثر تعقيدًا مما يمكنها تحليله في تلك اللحظة. كان الظلام عميقًا، وكان الوجود فيه يزداد غموضًا. ومع كل خطوة كانت تخطوها، كانت تشعر أن هذا المكان لا يسحبها فقط إلى أسفل، بل يضعها في مواقف أكثر غموضًا.

"إذا كنتِ تظنين أنكِ تستطيعين الهروب من هذا المكان... فأنتِ مخطئة." صوت غريب، بارد، لاذع، دخل إلى عقلها فجأة. كان الصوت عميقًا، ويشبه الصوت الذي سمعته عندما التقت بموزان لأول مرة. "كل محاولة للهروب تزيد من قوتي."

أياكا لم تستطع أن تتحرك في البداية، كانت مشلولة للحظة. لكن مع مرور الوقت، بدأت تحرك أطرافها بحذر، كأنها تخشى أن يكون هذا جزءًا من خطة موزان أو شيء آخر.

"ما الذي تريد مني فعله؟" همست في نفسها، شعور غريب يغزو عقلها. "هل سأظل عالقة هنا إلى الأبد؟"

ولأول مرة، شعرت بحقيقة وجودها في هذا العالم المظلم. لم تكن مجرد جزء من هذه القصة، بل كانت هي القصة نفسها، قصة معركة لا نهاية لها.

بينما كانت تواصل التقدم في هذا الممر المظلم، كان هناك شيء آخر يشغل ذهنها، شيء ما كان يعكر صفو أفكارها. كانت بحاجة إلى اكتشاف المزيد عن هذا العالم، وربما كان الوقت قد حان لمعرفة المزيد عن نفسها، عن قوتها، وعن المكان الذي أتى منها. حتى لو كان ذلك يعني مواجهة كل ما تخشاه.

---

نهاية الفصل الثالث

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 21 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

احلام الشياطين / Demon Slayer حيث تعيش القصص. اكتشف الآن