الفصل 42

2 0 0
                                    

"اهه"

كان "كيليان سيريناد" غارق في البحيرة دون أن يحاول حتى التلويح للنجاة ، يغرق بشكل كامل ، سطح الماء كان يتضخم ويتقلص في شكل فقاعات ، ربما بسبب التوتر ، شعرت "دافني" بألم في ساقها المصابة ..

"الساق ..."

وفجأة تذكرت "دافني" أن "كيليان" لا يستطيع استخدام ساقيه ، كانت تقف على اليابسة بالقرب من المكان الذي سقط فيه ، تحدق إلى الداخل بصمت ..

"هذا الشخص الذي لم يقف يومًا بجانبي .."

كان البرد الشتوي القارس يلسع أذنيها وخديها حتى أصبح الألم لا يُطاق ...

"شخص لا يقدم لي أي فائدة في حياتي ، على أي حال ، هو سيموت عاجلًا أم آجلًا ، ربما لو مات بسرعة وأعطاني هذه الأرض ، لكان أفضل .."

عندما أطلقت "دافني" الزفير الذي كانت تحبسه ، تشكل بخار أبيض كثيف حجب رؤيتها للحظة ..

"حتى لو أنقذتك الآن ، في النهاية..."

لكن رغم كل هذه الأفكار ، تحرك جسد "دافني" قبل عقلها ، قفزت إلى المياه الباردة بشكل لا يُصدق ..

"آه ، تبا!"

أصيب كاحلها الأيمن بتشنج وأصبح قاسيًا ، لكنها لم تكترث لذلك ، كانت تسبح في البحيرة المظلمة التي لا يمكن رؤية شيء فيها ، باحثة عنه ، وما إن قبضت على وشاح "كيليان ، حتى أمسكته بشدة ..

بمجرد أن شعرت بذراعه في يدها ، جمعت "دافني" كل قوتها واندفعت نحو سطح الماء

وبعد أن سحبت جسده الثقيل إلى اليابسة ، صفعت خديه بشدة ..

"سيد كيليان!"

كان قلبها يخفق بشدة وكأن نبضه انتقل إلى كاحلها المصاب ، في حين كانت ساقها ترتعش كسمكة خارجة من الماء ، كان جسدها باردًا للغاية ، حتى أنها فقدت الإحساس بكل شيء

كانت أنفاسها المتجمدة تكاد لا تخرج ..

اهتزت عيناها الذهبية بخوف كبير ..

"سيدي ..."

وكان جسدها يرتجف ، بسبب سقوطهما معًا في الماء ، لم تكن تشعر بأي دفء في خديه ، أو شفتيه ، أو عنقه ، فجأة ، شعرت برعب شديد ..

في تلك اللحظات القليلة التي توقفت فيها للحظات ، ربما...

"سيد كيليان!"

بين الحياة والموت ، شعرة رقيقة ..

يمكن أن يُمزَّق الإنسان بسهولة على تلك الشعرة ..

تذكرت "دافني" كل ذلك حين كانت تنظر إلى عربة تندفع نحوها بسرعة ، بينما كانت تتوقع لحظة الاصطدام تلك ..

رغم صعوبة الحياة ، بدا أن الموت سيأتي بهذه السهولة ..

رغم أن جسدها فقد الإحساس ، إلا أن الخوف كان يتصاعد من قدميها حتى عينيها ..

دافني💞حيث تعيش القصص. اكتشف الآن