♪ 30 ♪

58 3 0
                                    

..

كنت أعرف أنه كان قادما لقد شعرت به، كنت أعلم أنه لن يؤذيني، لكنني كنت خائفة، والخوف يجعل الإنسان يتفاعل بطرق عديدة.

احتفظت بسكين صغيرة حادة بجانب سريري. ثم حاولت النوم لكن صوت الرعد منعني من النوم. كان صوت الرعد مرتفعًا لدرجة أنني لم أسمع تقريبًا صوت باب غرفتي وهو يرتطم بمفصلاته.

" بيرسيفوني، افتحي الباب "

سمعت صوته وهو يزأر لكنني التزمت الصمت.

" حاولي الاختباء يا زوجتي، ولكن أينما كنتِ سأجدكِ دائمًا "

حاولت كتم شهقة خوف لقد انقلب عالمي رأسًا على عقب مرة أخرى. لقد ارتكب الرجل الذي اعتقدت أنني أعرفه وأحبه أفعالًا مروعة مثل تلك التي قالتها ساي !

" استمعي إليه و افتحي الباب "

حثني صوت صغير بداخلي، لكنه لم ينجح في إضعاف عزيمتي. كاد الباب أن ينخلع من مفصلاته فجأة. كان دانتي هناك، مغطى بملابس مبللة بفعل المطر. قميصه المبلل التصق بجسده النحيل، مما جعل تفاصيل بنيته أكثر وضوحًا. كان صدره يرتفع وينخفض مع تنفسه السريع، وكان غاضبًا جدًا. غاضب لأنه قضى وقتًا طويلاً بدون زوجته بجانبه.

كنت أعلم أنه لا ينبغي لي أن أكون كذلك، ولكن تأوهت بصوت غير إرادي عندما شعرت بحرارة تتسرب إلى قلبي. هذا هو مهيمنتي في أوج عطائه، وكأنني لم أعد قادرة على السيطرة على نفسي.

عينيه كانت تتابع السكين التي أمسك بها بيدي المرتعشتين، فارتجف قليلاً. وبعد أن أدرك أنني لن أؤذي نفسي، اتخذ خطواته ببطء، وكل خطوة كانت تدوي في المكان. اقترب مني أكثر، رغم أنني كنت ما زلت ممسكة بالسكين.

شعرت بنصل السكين يلامس جسده قليلاً، مسببًا خدشًا بسيطًا، هززت نفسي، و حاولت الخروج من حالة الغيبوبة التي كنت فيها.

تساقطت الشفرة على الأرض وأنا أحاول تغطية الخدش الذي لم يكن عميقًا. لكن رغم صغره، كانت فكرة أنني قد تسببت في ألم له تشعرني بالقلق الشديد !

فجأة، لفّ يده العملاقة حول رقبتي، وسحبني إليه بقوة، وكأنني لا أستطيع الهروب.

" لنذهب إلى المنزل "

لم يكن اقتراحًا، بل أمرًا، وأزعجني هذا كثيرًا !

" دعينا نعود إلى المنزل "

قالها ثانية، ولكنها لم تكن أقل إزعاجًا. أمره كان يزداد قسوة.

•| ✓DANTE'S LOVE✓ |•حيث تعيش القصص. اكتشف الآن