-بداية النهايه- ❤

43 9 0
                                    

" اهلا بك في الحفرة فارتولو سعد الدين "
*** فلاش باك***
وك شيء لا داعي لتوقعه لدى مارت , ف طرق اخيه معروفه , اما يلقي نفسه بالتهلكه او يعاقب من اخطئ , وبعد كل هذا الوقت , اصبح على درايه , ان هذه الطريقة الوحيده لفارتولو للتفريغ من غضبه , ويعلم ايضًا , انه يعيش الم اصابته , والم الكلمات التي رماها به .. وبعدما اتصل عليه عدة مرات دون مجيب , توقع ما الذي يمكن ان يفعله خاصة بعدما ربط الاحداث الاخيرة ببعضها البعض , من اصابة جومالي لمارت حتى نقاشهم الحاد الذي حدث قبل ساعات قليلة ..
وكونه ايضًا على دراية بطرق اخيه , واختفائه الذي يحدث عادة , ف لم يعد يأمن تركه وحيدًا , لذلك ودون علمه , يضع اجهزة التتبع في ملابسه واحذيته وسياراته , كي يستطيع العثور عليه ..
ولم يكن صعبًا عليه العثور عليه كالعاده , حيث وجده على احد التلال المهجورة على اطراف المدينه , وتبعه فورًا كي يحاول منعه من فعل اي خطأ وصدم تمامًا حين رأى المكبل امام فارتولو جومالي كوشوفالي وجحظ عيناه متسائلًا : كيف كبّل ثور مثل هذا ؟
ولكنه فارتولو بعد كل شيء , يستطيع فعل كل شيء , وحقيقة الامر , جل ما كان يهم مارت هو فارتولو , خاصة ان الامور بدت واضحه للجميع ان فارتولو وجومالي على عداوة , ف ان وجد جومالي مقتولًا , لن يستطيع مساعدة اخيه بكثرة , حيث كل الدلائل حينها تشير نحوه وحتى جلال لن يستطيع مساعدته الا بدليل قوي , وهذا سيأخذ وقتًا ..
وكان هناك جانبًا صغير ب سويداء قلبه يخبره , ان الرجل المكبل امام فارتولو لا يجب ان يموت , ولا يعلم سبب هذا الصوت حقيقًة , هل خوفًا من حزن الاب ادريس , ام بسبب مشاعر يجهلها ؟
واراد مثلما فعل وانقذ ملك الخروج امام اخيه ومنعه , ولكن . يستطيع اسكات ملك , ولكن من يستطيع اسكات جومالي كوشوفالي , ما ان يتركه سينقض على اخيه , ويكشف علاقتهم هذا اولاً , وثانيًا , لقد ساءت الاوضاع بينه وبين اخيه كثيرًا , ويعلم جل المعرفه ان خروجه امام اخيه الان ولا سيما بعد نقاشهم الاخير سيزيد الأمر سوءًا , وان كان يعرف اخيه بحجم ذرة , يعلم ان عناده سيجعله يقتل جومالي دون ان يكترث حتى .. ففضل مراقبة الاحداث من بعيد , خلف احد الشجيرات , وقد طال حديثهم حتى شك مارت بحقيقة ان فارتولو قد يقتل جومالي .. ولكن وبشكل لم يتوقعه , صدم حين اتى اخيه ب وعاء مليء بالمواد القابله للأشتعال وبدأ سكبها حول جومالي .. وك ايجاد حل سريع , هرول الى سيارته واحضر مطفأة الحريق , وحين عاد , كان قد ترك فارتولو المكان خلفه والنيران اضمرت بالمكان .. ف اقترب مسرعًا واطفئ النيران , حيث استطاع سحب جومالي , الذي اغشي عليه نتيجة اختناقه اولًا , والنيران التي بدأت ب نهش جسده ثانيًا , وعاد مارت سؤاله مرة ثانيه اثناء سحب جومالي : " كيف استطاع اخيه تكبيله " ؟
....
في منزل على اطراف اسطنبول , يعود لجلال , ولكن ودون علمه , احضر مارت جومالي عليه , و ك حل اول ايضًا , استعان بالطبيب اصلان لمساعدته , واصلان لا يعتبر رجلا غريبا , فهو ابن جلال الشرعي , الذي يخبئه عن الجميع , او اصلان الذي هرب من ابوة جلال , وقطع تواصله تمامًا ليبني حياة بعيدة عن المشاكل , ولكن لم يستطع قطع علاقته ب فارتولو ومارت .. اخوته .
و لبى اصلان نداء اخيه الاصغر مسرعًا وقال : ماذا حدث يا مارت , هل فعلها مجددًا ؟
اومئ مارت حين ساعد اصلان بقلب جسد جومالي , وقطع ملابسه عنه ثم قال : لقد قلت له كلاما ثقيًلا, لم يستطع رده الي , ف ذهب وفرغ غضبه بهذا الرجل !!
=ماذا فعل له ؟
-هو من اصابني !
اومئ اصلان متنهدًا ثم ضمد جسد جومالي , وقلبه على الجهة التي لم تصاب واعطاه مسكن وسط انينه , حتى هدأ ونام ..
ليغادر كل من اصلان ومارت الغرفه , ليقترب مارت من اصلان وعانقه ثم قال : اهلا بعودتك يا اخي ..
بادل اصلان مارت العناق وربت على ظهره حتى ابتعد , ليقل اصلان : ما حالكم ؟ ماذا يحدث لكم يا بني ..
-تعرف ما الذي يعيشه اخي ذاتًا , ولكن ساءت حالته كثيرًا يا اصلان , لم اعد استطيع السيطرة عليه , بدأ الأمر مثل هوس , لا يهدأ الا بقتل احدهم .. يفقد عقله مجددًا .
=لم يتعافى من جنونه , انت تعلم هذا !
-اعلم , اعلم واليوم غضبت منه واسمعته كلاما ثقيلًأ , اخبرته انه يخنقني , ويعيش حياتي بدلًا عني .
=اليس كذلك؟
ناظره مارت ليكمل اصلان : لقد انطقك غضبك يا مارت فقط , والا ما قلته صحيحا , عدم تحملك للضغوطات التي تعيشها بسببه , لا يصنع منك شخصًا مذنبًا, بل هو المجبر على اصلاح طريقته , لن ينتظر منك التأقلم , من الطبيعي ان لا تحتمل ومن حقك , اللام التي يعيشها , لا ترفع عنه القلم وتعطيه مبررًا كي يجعلك تعايش كل هذا
=هل انت من تقول هذا يا اصلان , تتحدث وكأنك لا تعلم ما الذي عاشه او يعيشه , ولماذا ؟ ما تقول عنه يخنقني به , لا يخنقني ب المه ولا غضبه , اتمنى لو اتسطيع تفريغ كل هذا منه .. بخوفه علي , بخوفه من خسارتي ,دعك من المون الرجل يخشى ان اعيش املًا زائفًا , وانت تقول ليس مبررًا .. تمام تقول اقوالك الفلسفيه هذه على حالات اخرى , ليست على حالة اخي .. بل مبررًا , لو قتلني لا امانعه , يكفي ان يتخلص ولو قليلًا من المه .
تنهد اصلان ثم قال : اعجز عن حلكم انتما الاثنان .. حقًا , استسلم .
-اجل ان كنت ستلومه مثل الجميع وانت اخيه وتعلم ما عاشه ف من الافضل ان تصمت .
=هل يعرف انك انقذته ؟
-لا يعرف , لو يعرف لجاء هنا وحرق المكان مجددًا
=لما انقذته , لم يكن اول شخص يقتله اخي .
-لأن اخي على عداوة معه , اصابع الاتهام كلها نحوه .
=يستطيع بائع الكباب اخراجه من الامر مثل اخراج الشعره من العجين .
-بائع الكباب ؟ انه يسأل عنك كثيرًا , لو تذهب اليه ..
=لا تدخل الى هناك , لم تخبرني لماذا انقذته .
-لا اعلم , اردت ذلك ..
ثم رن هاتف مارت ف اجاب قائلًا : ملك ؟ ماذا يحدث ؟
ثم اومئ مغلقًا وهم ذاهبًا وقال قبل ذهابه : اخي ليس بخير , اتصلت طبيبته , الامر هنا لديك يا اصلان .
.....
في صباح اليوم التالي حيث عاد مارت الى المنزل عند اصلان وجومالي محبطًا خاصه بعد النقاش الذي دار بينه وبين اخيه ليقل اصلان : هل هو بخير ؟
-اصبح بخير , لقد اصيب بنوبة عصبيه , فقط لا يتحدث معي .
=تستطيع حله ايها الوسيم , لاتقلق , لا يستطيع البقاء غاضبًا طويلًا , بالنهايه انت اخيه المفضل .
-تمام لا تغار يا هذا , هل اصبح الذي بالداخل بخير ؟
=لقد استيقظت ليلًا , اعطيته بعض المسكنات , لا بد انه اصبح بخير ..
-تمام انا سأبقى عنده ,سأبدل ضماده , وانت تعال بعد الظهيره , يجب ان اعود للعمل ..
اومئ اصلان , بينما توجه مارت نحو جومالي , ليجده قد فتح عيناه لتوه , ليقل : ها لقد استيقظت اذا .
-انت ؟
=هل تفاجئت بوجودي بعد محاولتك قتلي ..
ليحاول جومالي النهوض من مكانه وان متألمًا ليمنعه مارت ثم قال : اهدأ تمام , لا زالت جروحك داميه ..
-ماذا حدث لي , كيف وجدتني ؟
=تعلم ان الشرطة تلاحقك , وكنت قد وصلت لمكانك , ووجدت النيران حولك تلتهمك .. وصلت بالوقت المناسب , قبل ان تتمكن النار بشكل جيد , من فعل بك هذا ؟
صمت جومالي متأملًا السقف ثم قال : لا اعرف , لم اكن بوعيي .
رفع مارت حاجبيه بخفه وقال : هذا يعني ان لك عداوات كثيره .
= يعني , لم يتمكن احدهم مني من قبل , ولكن هذه المرة شعرت انني اعيش النهايه , ثم اخفض ناظريه وقال : لقد انقذتني بعدما كل ما فعلته لك ايها الشاب , ولكن انا لم اقصد اذيتك صدقني .
-اعلم , لم تكن تلك السكين موجهه لي , ولكن ما فعلته خطأ , لم انقذك من اجلك , انقذتك من اجل ابيك المسكين ..
ثم اخفض ناظريه وقال بداخله : من اجل اخي .
ليشكره جومالي وقال وسط المه : ها انا ذا امامك , ان اردت تسليمي للشرطه .
=نتكلم بهذا لاحقًا .
كان قد مر اسبوعًا على هذا الحال , حيث خبئ مارت جومالي حتى تعافى نسبيًا ويستطيع الوقوف , وبطريقته استطاع اخذ حرية جومالي من مديره , حيث تم اطلاق سراحه ولكن يمنع عليه مغادرة المدينه , حتى ينتهي من قضيته , وبوسط كل هذا حيث ما زال فارتولو مجافيًا اخيه , واستطاع بقوته اخضاع الحفرة , وتلبية ما طلبة من ادريس كوشوفالي ..
حيث ترجل من سيارته ووقف مواجهًا لأدريس كوشوفالي متحديًا اياه وسط حيه وعائلته , ووسط استقبال الحفره الشهير له بالاشرعه .. ناداه صوتًا من الخلف قائلًا : اهلا بك في الحفرة فارتولو سعد الدين " .
***انتهاء الفلاش باك ***
...........
طالعه فارتولو بخفه , وحقيقًة بادئ الامر لم يستطع اخفاء صدمته , حيث ان لم يعد يثق بعقله كثيرًا , هل اوحى له عقله ان قام بحرقه وهو لم يفعل ؟ ولكن كيف !! لقد قتله , لقد انهار بعدما اشعل النار بجسده ..
زاد الم رأسه مثلما برزت شرايينه , واحمرت عينه , الا انه حافظ على صموده حين اقترب من جومالي .. وعادت انفاسه نسبيا وهدأ عقله , حين رأى اثر الحق ظاهرًا من رقبته , ويداه التي ضمدها , ليبتسم بسخريه ثم قال : اهلًا ب  طائر العنقاء .
ابتسم جومالي رغم غيظه , ثم قال : ادعي انني لن اقوم بفعل متهور الان لأنني ما زلت تحت المحاكمه , ولكن سيأتي اجلك , فارتولو سعد الدين , كن واثقًا من اجل هذا!! .
بادله فارتولو الابتسام مجددًا ثم قال : ما يأتي بيدك , افعله يا طائر العنقاء .
ثم توجه الى منزله الذي اخذه بالحفرة مسرعًا تاركًا الحي خلفه , ليقل ادريس : جومالي , هل تذكرت ان تأتي الأن ؟
انزل جومالي طرف سترته ثم قال : كنت مصابًا لم اتي لأنني لم ارد .
اقترب ادريس من جومالي بقلق , ليقل جومالي : لا تقلق , مجرد حروق بسيطه , دخلت نيرانًا بالخطأ .
تنهد ادريس ليقل كهرمان : وتقولها بكل برود هكذا .
-ها ان بخير , انتم اخبروني , ما الذي يحدث ؟
تنهد ادريس ثم دخل المقهى ليلحقه جومالي قائًلا : بابا ماذا يحدث ؟ لما هذا الرجل هنا ؟
-لقد هاجم الحفرة بطريقة لم نتحملها يا جومالي , لقد عقدت صفقة كي احقن دماء ابناء حيي , حتى استعيد قوتي , سأخذ روحه بيدي .
=متغطرس , سأقتله , سأسحب روحه .
-الان ستهدأ , حتى نجد شيئًا اقوى منه يكسره , ما سبب اصابتك هذه ؟
-لا يوجد شيء يا ابي ..
=جومالي ؟
-هل اقول لك ان المختل الذي بالاعلى اضرم النار بي !
اغمض ادريس عيناه وقال : هذا تجاوز حده, ليس الى هذه الدرجه .
=لا تقلق انا بخير , سأخذ بثأر ما فعله , انا لا اترك ثأري وانت تعلم , ولكن كما قلت , لنهدأ قليلًا ونجد شيئًا يفوق قوته , لأنه واضح بما فعله بي وبالحفرة .. الرجل عزرائيل .
...........
اما فارتولو الذي توجه لمنزله مسرعًا , محاولًا عدم ترك نفسه لأصوات رأسه التي تقتله , لصداعه الذي يفتك بعظام رأسه .. الا انه فشل ..
ليتوجه الى غرفته مسرعًا وبحث ب احد الادراج مسرعًا عن اي شيء قد يمنعه من الانصياغ ورا اصوات رأسه , حتى وجد احد الحبوب وتناولها مسرعًا .. ثم جلس ارضًا محتضنًا رأسه وهو يردد : انا قتلته , كيف , كيف ؟
ثم نهض من مكانه ووقف امام المرأه وناظر نفسه , حيث عيناه الجاحظة والتي اختلطت بياضها بدماؤه , ثم ردد بذات النبرة : انا لم اترك عملي ناقصًا من قبل ؟انا اشعلت النار !! كيف يمكن ان يخرج مكبلًا من وسط النيران ! هل يفقدونني عقلي مجددًا ؟ كلا كلا , انا خرجت من هناك , اكملت عملي دومًا .. لن يعيدني احدا الى هناك , لن يعيدني ..
ثم صمت حين ناظر نفسه بالمرأه , كان ممسكًا بوجنتيه بشده , حيث تركت اظافره اثرًا , ثم افلت وجنتيه بخفه وهو يناظر نفسه بذات النظرات وقال : هل يمكن انني لم اعيش اي من ذلك ؟ هل عقلي يختق الاحداث ؟
ثم ابتسم وتحولت ابتسامته لضحكه ذات ايقاع عالي , تدل على جنونه بوصف ادق , ثم عاد وناظر المرأه وقال حين ضربها بخفه عدة مرات : ادرك ذلك , كل شيء حقيقي ايها المغفل ..
ليشد فارتولو على رأسه وانحنى متألما وهو يقول : يكفي يكفي , هذا يؤلم !
ثم نهض وقال حين ابتسم : هل مارت ؟
ليأخذ سترته , وخرج من مكانه مسرعًا حيث منزل مارت .
وحتى في اوقات خصامهم ما زال يأخذ الحيطة والحذر اتجاه اخيه , ف صعد اليه من المخبئ , ودخل المنزل ليجد مارت جالسًا على اريكته , يبدو كمن ينتظره .
لينهض حين رأى اخيه وهم نحوه معانقًا اياه , ليمسك فارتولو بيده وابعده , ليتنهد مارت وقد تساقطت دموعه رغمًا عنه , ليقل فارتولو ببرود : هل انت من انقذ ذلك ال ** ؟
-هل انت بخير ؟ مضى اسبوعًا على اخر مرة التقينا بها .. وجهك يظهر تعبك , هل تنام ؟
=لقد سألتك هل انت من انقذ ذلك ال ** ؟
-اي *** منهم ؟ كل يوم انظف من خلفك !
=لا تفعل اذا , لا تفعل , لم اطلب منك شيئًا , ليلقوا القبض علي وينتهي .
-هل اسلمك انا بهذه السهوله !
=ولكنك تصدقك عدوك على اخاك بسهوله ايضًا .
ليصرخ مارت وقال : لا يمكنك فعل هذا لي , انا كنت غاضب , لم اعي ما قلته .
-يقولون في لحظات الغضب , يقول المرء ما يشعر به , انظر انا لا اهتم ب اي من ذلك , انت قلت انني اخنقك , وانا اعطيتك حريتك .. ماذا تريد مني بعد ! كل ما افعله لا يعجبك , فقط اخبرني , هل انت من انقذ جومالي ؟
-ما الفرق ان كنت انقذته ام لا ؟ بالنهايه هو امامك !
ليتوجه فارتولو نحوه وشده من ياقته وقال بنبرة مرتجفه , يظهر فيها بكاؤه المكتوم : لا يمكنك فعل هذا بي , انا لا اثق بعقلي , لم اعد متأكدًا ان اخذته لأقتله ام كل ذلك صوره لي خيالي , انا عاقبته , رأيت طرف جرح في رقبته .. ولكن عقلي لا يهدأ , يخبرني ان هناك احتمال ولو صغير انني لم اخذ *** الى هناك , رغم انه نظر الى عيني واكد انني حاولت قتله , ان كان هناك احتمال ان عقلي صور لي هذا ..
ليصمت قليلًا ثم قال حين ارتجفت نبرته : يعني ايضًا ان هناك احتمال ان كل ما عشته ربما قد صوره لي عقلي ! .
سقطت دمعة يتيمه من عين مارت , ثم افلت يد اخيه من ياقته , واحتضنه رغمًا عنه , ربت على ظهره رغم رفض الاخر وقال : انت بخير .. مضى مضى ..
=هل انت انقذته ام ان فراشاتي , لم تتلطخ !
عم الصمت ارجاء المكان , لم يكن يسمع سوى صوت انفاسهم , ليقل مارت : انا من فعلت ..
تنهد فارتولو , ثم ابتعد من بين يدي اخيه وناظره , ولعن مارت نفسه الف مرة قبل ان يرى انطفاء بريق عيناه , ليقل : من اجلك ..
-لقد قتلته من اجلك , هل تعلم ؟
=اعلم , لأنك تحرق من يؤذيني !
-وانقذته ؟
=انقذته لأنك ستكون المتهم الاول ان مات , عداوتكم تسببت ب اصابة شرطي , حتى ابي لن يستطيع حل الموضوع بسهوله .
شد فارتولو على رأسه ثم قال بهلع واضح : انا لم اطلب منك شيء من هذا , ان كنت لا اناسب اخوتك , ان كنت غير لائقًا , ان كنت اخنقك , انا ابتعدت يا مارت , لتبتعد انت !
-انا قلت ذلك من غضبي , لا يمكنك لومي , حتى وان كنت تخنقني , ف انا ادرك انه من خوفك علي .. لأنك تخشى ان الحق بضرر ..
ثم اقترب من اخيه وامسك بيده وقال : آبي , انا ليس لدي سواك , لا تفعل هذا بي ! اعتذر .
ابعد فارتولو عيناه وتجول بها انحاء المكان , ثم سحب يده وقال بنبرة مرتجفه: انا ما زلت اخاف ان يحدث لك شيء , ما زلت ارتعب من ان يمسك اذى , وسأبقى احميك دومًا , ولكن انت محق , انا لست اخًا لائقًا .. اردت هذا ام لم ارده طرقنا لم تعد تلتقي .. انا جل ما اهتم به الانتقام والسواد ..وانت العائله والحب.. انت الطرف الابيض من هذه الحكايه , وانا لم اعد اريدك ان تتلطخ معنا , حتى انني سأخبر ابي عن موضوع عملك معنا .
ليصرخ مارت : لا يمكنك فعل اي من هذا , تمام واللعنه اخطئت .
=هل تظن الأن انني اعاقبك ؟ انا فقط لقد ادركت هذا , ادركت انني العائق الأكبر بوصولك لعائلتك , وانا لا اريد ان اكون عائقًا حتى بينك وبين احلامك ..
انظر افعل ما شئت من الأن فصاعدًا , ولكن لن تتدخل ب اعمالي مجددًا , هل فهمت !!
=ابي ..
ليلتف فارتولو وتركه خلفه متجهًا للخارج , ليرمى مارت بالكأس الذي امامه ارضًا وقد تناثر الزجاج بكل مكان , قبل ان يرن هاتفه , كل هذا على مسامع فارتولو الذي ما زال واقفًا على الباب بالخارج , ليجب مارت بغضب ليقل الطرف الأخر : اخبرتك , ان خبر عائلتك ب يدي , ولكن من تقول عنه اخاك الأكبر هو من يمنع وصولك .
-*** يا هذا , لقد دخلت بيننا مرة , لن اسمح لك مرة ثانيه , حتى لو تطلب الأمر مني عدم معرفة عائلتي طوال عمري .. انا ليس لي احد بهذه الدنيا سوى اخي , لن اسمح لك بأخذه مني .
=حتى وان كانت عائلتك قريبة منك , اكثر مما تظن ؟
-ماذا يعني هذا ...
=يعني ان لديك ام , واب , لديك اخوه , حتى يمكن ان قابلتهم !
-ما .. ما الذي تهذي به انت ؟
=اقول ان لديك عائله , ما زالت على قيد الحياه , ربما يبحثون عنك , ولكن ما تدركه انك وسط لعبه كبيرة , لن تستطيع النجاه منها
ليجبه مارت وقد تساقطت دموعه واترجفت نبرته : هل لدي ام ؟ هل لدي اب ؟ لدي اخوة؟
ليغلق الاخر الهاتف , ليصرخ مارت : اين ذهبت يا هذا ؟ اين ذهبت , اخبرني ؟ هل لدي ام ؟ هل لدي اب ؟ هل لدي اخوة كبار ؟ لدي عائله ؟؟
الا انه لم يلاقي سوى صوت الفراغ , حيث انهى الرجل المكالمه , دون ان يجيبه , ليسقط مارت على قدميه , محتضنًا نفسه باكيًا ..
كل هذا تحت مسامع اخيه الاكبر , الذي استمع على كل ما حدث من خلف الباب , حتى وصلت الى مسامعه صوت شهقات اخيه الاصغر , واحترق قلبه , وكم ود ان يدخل ويحتضنه , ان يخفف عليه , ولكن عقله اقنعه بتلك الفكره , بكونه عائق بين اخيه واحلامه , ففضل البقاء بعيدًا .. يبكي قلبه متألما حتى لو لم تفعل عيناه على حال اخيه !!
ثم ابتعد عائدًا للحي تاركًا اخيه خلفه يبكي نفسه وحياته واحلامه المنكسرة !
...............
اما في حي الحفره , حيث المقهى , يجلس ادريس وبجانبه كلا ولديه وعمي , ثم قال مترددًا : لقد وصلتني رساله ..
ليقل كهرمان : رسالة ماذا يا ابي ؟
تنهد ادريس ثم قال : لا اعرف ان كان هذا صحيحًا ام لا , اخاف ان امدكم بالأمل عبثًا , ولكن ..
=ولكن ماذا بابا ؟
ليقل ادريس حين ارتجفت نبرته واختنق ببكاؤه : يقول ان اخويكم ما زالا على قيد الحياه ..
لينهض جومالي وقال : ماذا ؟
ليبتسم ادريس وسط دموعه التي انسابت : هذا ما حدث يا بني .
ثنى جومالي شفتيه حزنًا ثم قال : ولكن .. هل انت متأكد يا ابي ؟ ربما هناك من بلعب بنا , خاصه ان خطف اخوتي معروف , الجميع يعرف بذلك .
-وهذا ممكن يا جومالي , ولكن سأتمسك بكل طرف خيط قد يؤتيني بهم ومن ثم ..
=ثم ماذا ؟
ناظر ادريس عمي بتردد ليشير الاخر له بالموافقه , ليقل ادريس : من قام بطعني , اخبرني بشيء , لم استطع نسيانه .
ليقل كهرمان : بابا لتتحدث حبًا بالله .
ليتنهد ادريس ثم قال : قال يبلغك صالح سلامه .
نهض جومالي من مكانه ودار حول نفسه مثل ذئب جريح وقال حين تساقطت دموعه : صالح ؟ اخي ؟ هل الان قلت يا ابي !!
=لم ارد ان امدكم ب امل زائف يا جومالي , ومن ثم لم اكن متأكدًا ظننتني يتخيل لي بسبب اصابتي , ولكن تلك الرسائل مدتني بالامل .
ليناظر جومالي ابيه وقد ملئت الدموع عيناه ثم قال : هل هذا يعني ان اخوتي ما زالوا على قيد الحياه ؟ لم ابحث 20 عامًا بدون هدف .
ابتسم ادريس وكذلك جومالي وكهرمان وسط دموعهم , ليكمل جومالي : سأجدهم , اعدك يا ابي , سأجدهم .
وبعد مدة من الوقت حيث وصل فارتولو الحي , وفوجئ بعض الشيء حين وجده هادئًا , حيث لم يتوقع الهدوء هذا خاصه بعد دخوله الحفرة رغمًا عن اهلها ..
ليبتسم حين وجد ادريس جالسًا بالمقهى وحوله ابناؤه وعمي وقال : لأعكر يومه قليلًا .
ثم فتح باب المقهى بشكل مفاجئ , واخذ احد الكراسي المقابله لأدريس وسط استغراب الجميع , وغضب جومالي , الذي اشتاط وهم نحوه , ليوقفه ادريس قائلًا : جومالي !!
ليبتسم فارتولو وقال :لم يعد جومالي اصبح طائر العنقاء , اعرف اشخاصًا بالنفوس ان اردتم تغير اسمه قانونيًا .
اشتاط جومالي من فرط غضبه اكثر الا ان كهرمان وقف بينهم ليقل ادريس : لماذا جئت ؟
=الم يكن هذا مقهى الحي ؟ وانا اصبحت احد سكانه , سأشرب الشاي فقط.
ابتسم ادريس بخفه واشار للجميع بالخروج , ليقل جومالي : ولكن بابا ..
=جومالي , ليخرج الجميع للخارج .
تمثل الجميع لأوامر ادريس , بينما نهض ادريس , نحو منضدة الشاي وبدأ بصنعه , ثم احضر كأسًا ووضعه امام فارتولو وقال : يعجبني الفتيان الاقوياء , لا كذب تعجبني جرأتك ..
-الجميع معجب بفارتولو سعد الدين نهاية الامر , قل شيئًا اجهله ايها العم .
ابتسم ادريس بخفه ثم قال : انك جريء اجل , وقوي , لا تخاف .. ولكنك هش جدًا من الداخل .. يظهر هذا بعيناك , خلف كل هذه القوة المصطنعه , تخبئ بقايا انسان , هش , نسمة الهواء تخدشه .. انك ضعيف بقدر ما تظهر من قوة فارتولو ..
بالعاده استطيع قراءه اعدائي بشكل افضل , ولكن لا استطيع قراءه ما داخلك تمامًا , ربما لأن كرهي لك يعمي عيناي , لقد قتلت ابناء حيي ودمرته , حاولت قتل ابني , لا يرضيني اقل من رأسك ليكن هذا بعلمك .
-ان استطعت لتفعل .
=ماذا حدث لك ؟ لما انت هكذا ؟ الم يكن لديك اب يقوم سلوكك المتعجرف هذا ؟
رفع فارتولو عيناه ب الم وصدمه نحو ادريس , وقد لاحظ الأخر ان الأمر بدأ يؤثر به ف اكمل : لا يمكن لأبن ام ان يكون قاسيًا هكذا ؟ هل تركتك امك ؟ ولكن حسب ما اعلم , انك زوجة جلال قد توفت , لم يقوم جلال سلوكك ؟
لترف عين فارتولو المًا , وشعر انه يختنق ب انفاسه التي شعر بها تحرق جوفه رغم محاولته البقاء صامدًا امام كلمات ادريس ليكمل الأخر : انت قوي اجل , ولكنك تفقد الكثير , لم تجد من يقوم افعالك , من يعلمك كيف تعامل الناس والبشر , كيف تحترم من هم اكبر منك , لأن حتى في العداوة , هناك اخلاق , وانت مجرد من كل اخلاقك يا سعد الدين .. ف يا اسفي لمن هو ابيك .
اغمض فارتولو عيناه متألما حين داهمه صداعه , ثم شد على رأسه بخفه محاولًا عدم اظهار ضعفه امام ادريس , ثم نهض من مكانه ,ووقف مواجهًا لأدريس وناظره يحقد بالغ , ثم قال بنبرة بالكاد سمعها ادريس , وتظهر ارتجافته : سأجمعك به يومًا ما , لتخبره انت بذلك , ادريس كوشوفالي ..
ثم غادر المقهى مسرعًا هامًا على وجهه , ولا يدري الى اين يذهب ,  فقد ضاقت عليه دنياه , ولكن جل ما يعلمه , انه يجب ان يهرب من ذاته ونفسه وهذا الحي الذي طبق على صدره .
.............
بعد مرور يومين , حيث احدى مصانع جلال المهجورة , يقف جلال بالمنتصف غاضبًا وعلى يمينه فارتولو , ويساره مارت ..
ليقل جلال بسخرية : كم ربيت ابناءًا رائعين , اليس كذلك ؟ احدهم يبحث عن وهم والأخر يبحث عن الموت , وكلاهما من خرم ابرة , هل ربيت ابناءًا مثلكم يا هذا ؟ جميل , لتكبر الفجوة بينكم اكثر , حتى يضعونكم امام بعضكم البعض , وانا لن انتظر حتى هذه اللحظة ! لن انتظر حتى تخسرون انفسكم وتواجهون بعضكم ك اعداء , ليس ك اخوة !!
ثم اقترب من فارتولو وسحب سلاحه من خاصرته ولقمه , ثم ضعه بيده , وفعل ذات الشيء مع مارت , ثم امسك بكلا يديهم وبحركة مفاجأة , جعلهم يوجهون اسلحتهم ضد بعضهم البعض وقال غاضبًا : ستقتلون بعضكم الان , هذا افضل من ان تتحول اخوتكم لعداوة ، أفضل من ان تفعلوها طوعا وحقدًا ، على الاقل تنتهي اخوتكم بشكل لائق ،  هيا !!!
.......
The end ..

البارت قصير شوية مو كتير ، بس ما كنت اقدر اضيف اكثر من هيك لأنه يعتبر بوابة الاحداث الجديده ❤
عالعموم اعطوني رأيكم

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: a day ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

سَرْمَديّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن