♪ 32 ♪

50 3 0
                                    

..

" أين كنتِ؟ "

صرخت والدة ساي بمجرد أن رأتني في مدخل المنزل.

" لقد... كان علي أن أزور صديقًا..."

تمتمت، متجنبة النظر في عينيها، وحلقي ينقبض بصوت متوتر.

" حسنًا، في المرة القادمة، ألا يمكنك الاتصال بهم أو شيء من هذا القبيل؟ "

قالت وهي تتنهد، كانت نبرة صوتها تحمل رفضًا واضحًا.

شعرت بالغضب يتصاعد بداخلي. من تظن نفسها لتأمرني بما أفعله في حياتي؟

" لا، وأعتقد أن الوقت قد حان لحزم أمتعتي والعودة إلى المنزل! "

حينها تحول وجهها في لحظة إلى خليط من الغضب والخيانة، حتى إنني شعرت بقشعريرة تسري في جسدي.

" لا أعتقد ذلك "

قبل أن أدرك ما يحدث، أمسكت معصمي بقوة غير متوقعة وسحبتني باتجاه غرفتي وفي غضون ثانية واحدة، أُغلق الباب في وجهي بعنف. وقفت هناك، مشدوهة، أنظر إلى الباب الخشبي أمامي.

من هذه المرأة؟ هل عشت معها طوال هذا الوقت دون أن أكتشف حقيقتها؟

حاولت تهدئة أنفاسي المرتعشة، مجبرة نفسي على التركيز. سارعت في جمع ملابسي، ألقيتها في حقيبة السفر على عجل، و يدي ترتعشان بسبب التوتر.

التقطت هاتفي وحاولت تشغيله، لكن شاشة الهاتف ظلت سوداء البطارية نفدت.

" تبًا! "

صرخت بإحباط، وألقيت الجهاز عديم الفائدة على الأرض اتجهت نحو النوافذ، محاولًا فتحها، لكن كلها كانت مغلقة بإحكام.

شعرت بالعجز والخوف يتسللان إلى داخلي. أردت أن أصرخ، أن أبكي، عندما كنت مع دانتي، كنت خائفة مما قد يحدث و ليس منه ، لكن هذا مختلف. هذا الخوف كان طاغيًا، كان ينبع من يقيني بأنني في خطر حقيقي.

انهرت على السرير في النهاية، و كان جسدي مرهق وعقلي غارق في القلق.

---

استيقظت في وقت لاحق، كان الظلام يلف الغرفة، والضوء الوحيد قادم من المطبخ يتسلل بخفوت إلى الداخل.

لاحظت أن باب غرفتي مفتوح. شعرت بالقلق عندما أدركت أنني كنت أرتدي ملابس مختلفة. ارتجف جسدي من الاشمئزاز.

هل قامت بتغييري أثناء نومي؟

نهضت ببطء من السرير وألقيت نظرة إلى الخارج بحذر عند الطاولة الخشبية في المطبخ، رأيت ساي جالسة بصمت، وكأنها تنتظر شيئًا.

•| ✓DANTE'S LOVE✓ |•حيث تعيش القصص. اكتشف الآن