⦅✹⦆
الكون و أنا... نعلم بأنها لم تكن رائحة الأرض
ما بعد المطر؛بل عطر جسدكِ!
☼
سان سلفادور | قُبيل الغروب...
ثُلَّةٌ من أصحاب البدلات القاتمة يصطفُّون حول رجل مهم لم يتوقعوا سقوطه، إنقسموا إلى فريقين، هؤلاء يفضُّون أزرار قميصه، و يضغطون على صدره و بطنه أين أصابته الطلقتان الغادرتان، و الآخرون يقتصُّون من المهاجمين بشراسة...
بدأت عينا المصاب في الزوغان، نضح منه العرق، فبات جلده الأسمر يلمع تحت خيوط الشمس الراحلة ببطء، و طفقت الصيحات فوق رأسه تذوب و تتقطع...كأنه يُحتضر!
"الزعيم ٱصيب!".
"نبضه يضعف!".
"تماسك سينيور! سنثأر لك، فقط إبقَ يقظًا!".
"إنهم يفرُّون!".
"اللعنة! حاصروهم!".
"ساعدوني في حمل الزعيم إلى السيارة!".
"هل وضعه خطير؟".
"لا أعرف لكن النزيف حاد!".
إنتصفت عيناه في فتحة ضيقة، و زمجر بعناد رغم سوء حاله:
"إبتعدوا أيها الحمقى! دعوا بعض الهواء يفِدُ إلي! إن مِتُّ فسيكون ذلك بسببكم؛ لا بسبب الرصاص!".
تهيَّبوا صوته الخشن حتى و هو أشبه بميت، و تفرقوا فورًا مذهولين من صلابة جسده المفتول بينما يزيحهم جانبًا ليتنفس بعمق، تأكد بغضب أن المهاجمين حاولوا إغتياله و في نفس الوقت أخذوا منه أكبر شحنة سلاح كان سيضمنها لإسم عائلته، و لاذوا بالفرار! لا ريب أنهم رجال «أنتونينو»، لا يخدم هذا الفخ مصالح غيرهم، عصابة بيرمودا الأوغاد! عبرت قسمات وجهه ومضة ألم حين حاول مفارقة الأرض، مد أحد رجاله يده كي يساعده، غير أن الزعيم سدَّد نحوه نظرة مرعبة، و جاء صوته أرعب و أعنف:
"إياكِ أن تلمسني!".
تراجع فورًا عن نية المساعدة، فلو فعل و لمس الزعيم، لوجد نفسه مكانه طريح الأرض، لا أحد يعصي أوامره، لا أحد ينظر داخل عينيه القاتمتين، و لا أحد يتجرأ على مد يد العون له حتى و إن كان العون أشدُّ ما يحتاج إليه، فزعيمهم من النوع الذي يفضل الفناء على الجهر بضعفه و مشاعره الخاصة، إن كان يمكن تشبيهه بأي شيء، فهو تماما مثل الماس الأسود... سواده ملفت... و كسره مستحيل!
أشعة الشمس الخافتة كانت تكلل لمعان شعره الأسود الممشط إلى نهاية عنقه بتناسق... حين أمر الرجال كأنه لا ينزف و ليس على شفير الإنهيار:
"خذوا جميع السيارات... و لا تذروا شبرًا في سان سلفادور دون نبش، أريد إستعادة الشحنة قبل حلول الظلام!".

أنت تقرأ
رَاكسِيرَا | الشُّعاع الأخير
Romanceالشمس لا تشرق ليلاً، حسنا! ربما فعلت مرة واحدة... ذات ليلة حين إقتحمت فتاة مفرطة الطاقة ظلمة رجل مافيا و تسللت لبيته خلسة كما يتسلل شعاع الضوء الرفيع من شقوق الأبواب الدقيقة عنوة، سولارا كانت ذلك الشعاع الضئيل الذي لا يجب أن ينفذ إلى عالمه المعتم، إ...