أندثار [ شُعاع ].

بَداية الأندثار | 1

بسم الله الرحمن الرحيم

في بداية كل شيء حيث يبدأ الحب بكلماتٍ قليلة ولكن هل يظل مع الزمن؟

2020.5.18

العراق، العمارة.

صباحٍ هادئ، حيث ينساب الضوء الفضي عبر نوافذ البيوت الطينية بـ مدينة العمارة، بدأ يومٌ جديد، الأجواء چانت مشبعة برائحة التراب الرطب من الأمطار الي تساقطت بـ الليلة الماضية، والأصوات المتناثرة بـ الشوارع چانت تروي قصة الحياة اليومية بـ المدينة.

چانت المحلات الصغيرة على أطراف السوق قد فتحت أبوابها، وصوت بائعين ينادون على بضائعهم اختلط مع همسات السكان الذين كانوا يتبادلون الأخبار، بعضهم يجلس على المقاهي يتناول القهوة الساخنة بينما آخرون يمرون في الطريق نحو عملهم.

چان گاعد يراقب أقدام الناس شلون تروح وتجي، والشمس تداعب وجهه من بين السحب، الأصوات الخفيفة التي تصدر من الشارع چانت تشغل ذهنه، لكنه چان غارقاً في أفكاره، فجأة أجه صديقه نجم، گعد على الطاولة گدامه وباوعله بعيون مليئة بالفضول.

گال نجم وهو يبتسم ابتسامة مليئة بالخفّة..
- وين شارد الحلو!

رد عليه بهدوء، وگال.
- ماكو شي.

باوعه نجم بشك، وگال..
- رحت شفتها؟

باوعه بهدوء، حط أيديه بجيوبه وهمس بصوت خفيف..
- لا.

همس نجم بخفوت وهو يبتسم..
- قسم جذاب، إذا ما تشوفها كل يوم يصير بيك دودة.

أخذ نفس عميق وأرتجى عَ كرسيه، يحاول يهدّئ أعصابه.

نجم كمل كلامه وهو باوع له بنظرة جادة..
- ليش تقهر روحك؟ هي أختارت بدر ورح يصير سنة يحبون بعض... ليش تخرب حياتك بتفكيرك بيها؟

گام وصار يتمشى بهدوء، ونجم وره، ما يعرف شنو يفكر صديقه، بس چان يحس إن الشي اللي يضمه أثقل من كل الكلمات.

--

مشغله أغاني طيور الجنة، وترگص ويا الطفل كأنما هي طفلة أخرى.

دخل إسلام يباوعلهم ويبتسم، وگال..
- هس عرفنا سَاري طفل، بس أنتِ طفلة توي عرفت

ضحكت وعبست وجهها، وردت عليه..
- يااا إسلام، أني وسَاري نزعلل تررة

رفعت الطفل من الأرض وهمست بـ أذنه..
- تقبلل أبوك يحچي علية.

حچة الطفل بصعوبة وگال..
- ببا.

وسعت عيونها وهمست بفرح..
- يااا يااا، تخونيي سَاري، روح الأبوك.

أخذه إسلام، ونزلت مَرجان باوعتلهم وتضحك، بعدها أخذت سَاري من إسلام وبوسته وگالت..
- وليدي يحب عمته موو، حبيبي.