و في الناحية الأخرى كانت أليانا قد استيقظت من نومها كانت ترتدي ثوبًا بسيطًا ذو لون هادئ يعكس ملامح شخصيتها المتعبة والمتحفّزة في آن واحد. شعرها الأسود الطويل كان في حالة فوضوية بعض الشيء، كأنها لم تجد الوقت لترتيبه بعد نوم طويل، بينما كانت عيونها المتعبة تحمل مزيجًا من الحيرة والغضب، وكأنها كانت تحاول أن تجد إجابة عن كل شيء يحيط بها. كانت خطواتها بطيئة ومتثاقلة، كأنها تحمل ثقل العالم على كتفيها، وعندما وصلت إلى الباب، كان إحساسها بعدم الارتياح يتزايد. ولكن ما أن فتحت الباب، حتى توقفت فجأة في مكانها، جف حلقها واحتبست أنفاسها، حينما وقفت أمامها شخصية ألان، بكل سخرية وجدية في آن واحد، مظهره الغامض في ملابس سوداء ونظارات تغطي عينيه، وقبعة رمادية تضفي مزيدًا من الغموض على هيئته. فجأة، تحولت ملامح وجهها إلى الذهول، وتساءلت داخليًا إذا ما كانت أحلامها قد أصبحت واقعًا غير متوقع و قالت بصوت خافت ساخرة من نفسها :" ألان ههه ماذا سيأتي بذالك الأخرق إلى هنا أضن أنني أحلم "
رد ألان بصوت ساخر :"و هل يمكن للإنسان أن يحلم وهوا مستيقظ؟؟؟ غبية كالعادة !
و الٱن أخبريني أ مازلت تريدين الهروب معي أم لا بسرعة لا يوجد وقت للتفكير"
أحابته أليانا :"كيف تجرؤ على طرح هذا السؤال؟ هل تعتقد أنني سأثق بوغد مثلك مجددًا؟"قال ألان بإبتسامة ساخرة:"
"أعتقد أنكِ تعرفين جيدًا أنني الشخص الوحيد الذي يمكنكِ الاعتماد عليه في هذا الموقف. أم أنكِ لا تجرؤين على المخاطرة؟"ردت أليانا بغضب :"
"المخاطرة؟ أنا لا أحتاج إلى هروبك ولا أريد أي مساعدة منك! لستَ أكثر من شخص مراوغ، وأنا لن أكون جزءًا من خططك."
أردف ألان :"أ هذا ٱخر كلامك "
أجابته أليانا :"نعم و الٱن أنصحك بأن تعود من حيث جأت قبل أن تأتي ميلانا و ترميك خلف القضبان.. أو إنتظر! إنتظر لحضة لا تتحرك من مكانك سأعود على الفور "
ثم دخلت إلى المطبخ و إذ بها تتقدم نحوه و بيدها مقالات..
قال ألان بإستهزاء :"وااااو سلاحك خطير جدا غبيتي٠٠ أ تضنين أنك ستخيفين zodiac بمجرد مقلاة ؟؟"
أجابته أليانا بصوت جاد مع نضارات شامتة:" متعجرف و مغرور هذا رائع!! و الٱن إبقى ثابت في مكانك سأنهي ماتبقى من حياتك حالاًّ"
أجابها ألان ببرود:" حسنا تقدمي و إن أغمى علياّ أعدك سوف أسلم نفسي للشرطة٠٠ هيا الٱن أنا بانتظارك"
تقدمت أليانا بضع خطوات و رفعت المقلاة بكل قوتها، وضربت رأس ألان بها بقوة. كانت عينها تتألق بعزم، وكأنها تتوقع أن يسقط مغشيًا عليه. لكن ما حدث كان مفاجئًا لها تمامًا. ألان لم يتأثر، لم يتحرك حتى، كأن الضربة لم تكن سوى نسمة هواء بالنسبة له.أردفت أليانا بدهشة وغضب:
"كيف... كيف لم تتحرك حتى؟! هذا مستحيل!"تراجعت خطوة إلى الوراء، غير مصدقة. كانت عيونها تبرق بالغضب والحيرة، بينما كان ألان يقف هناك كما لو أنه لم يشعر بأي شيء.
ألان بهدوء، وهو يفتح عينيه ببطء:
"أحقًا هذا كل ما لديكِ من قوة غبيتي ؟"ثم نظر إليها بنظرة حادة، قبل أن يغلق عينيه للحظة، ثم يفتحها مجددًا وقال بصوت خشن:
"حقًا، هذه كل قوتك؟! خاب أملي."أردفت أليانا بغضب بينما كانت بحالة صدمة :
"أنت... أنت لا يمكن أن تكون بشرًا!"كانت تلك الكلمات تخرج منها بصعوبة وكان من الواضح أنها كانت لا تزال في حالة من الصدمة. ضربتها لألان بالمقلاة لم تُحدث أي فرق عنده، مما جعلها تتساءل كيف يمكن لشخص أن يكون بهذا القوة والبرود في آن واحد.
ثم تركته و عادت للغرفة لتأخذ هاتفها بينما كان هوا خلفها ممسكا رأسه و يردد بصوت لا يكاد يسمع :"
أووه إن هذا مؤلم جدا غبية مثلها كادت أن تنهي حياتي بمقلاة !"
و سريعا عادت أليانا و دفعت ألان بجسدها بقوة مع نظرات غاضبة بينما كانت تمر بجانبه لكن هوا كان ينضر إليها بسخرية مع إبتسامته التي تزيدها غيظاً
و بينما كانت أليانا بصدد الخروج
أردف ألان :" إنتظري غبيتي إلى أين أنت ذاهبت ؟"
قالت أليانا بسخرية :"يالك من أخرق أ لم تقل لي أننا سنهرب الٱن ؟؟
أجابها ألان :"نعم قلت٫ و انت ستهربين معي ليس أنا من سيهرب معك لذالك إبقي خلفي و إتبعيني "
و بعد بضع دقائق من المشي وصلا الثنائي إلى الطائرة و إنطلقا ٠٠٠
وبينما هما في صمت مريع يملأ المكان٫٬ تساءلت أليانا :" بحقك إلى أين نحن ذاهبان ؟!"
ألان :"إلى مكان بعيد ٠٠٠"أليانا :"أ دائما تفضل الهروب؟؟"
ألان :" لا أملك خيارا ٱخر غيره."
. أليانا:"أتعلم كمية العواقب التي يمكن أن تواجهها بسبب تصرفاتك الغير عقلانية ؟"
ألان:"أنا أواجه العواقب دائمًا.لا تقلقي "
أليانا :"ماذا ستفعل إن تركتك و عدت الٱن ؟!"
ألان: "لا مشكلة لدي٠٠ لكن إن تركتِني، فستكونين أكثر غباءً مما أتصور."
أليانا :لماذا لم تخبرني بأنك ستعود ؟؟ "
ألان:"لأنك و ببساطة لا تستحقين أن تعرفي."أليانا:"ألا تشعر بأنك محاصر؟"
ألان:" بل أنتِ من يشعر بذلك"
أليانا:"ممم وهل ؟ قاطعها ألان بينما كان مغمض عيناه ساندا رأسه على الكرسي :'أ يمكنني أن أنعم ببعض الراحة؟؟ منذ أن قابلتك إنقلبت حياتي رأسا على عقب و الٱن أغلقي فمك لا أريد مزيد من الأسألة ."