" the beginning "

22 4 14
                                    

لقاء غير متوقع
كانت جيسو تسير ببطء تحت المطر، مظلتها الصغيرة بالكاد تحميها من البلل. لم تكن تهتم كثيرًا، فقد اعتادت على الوحدة، وعلى هذا الشعور البارد الذي يلفها من الداخل والخارج. كانت الطرقات شبه فارغة، والليل هادئ إلا من صوت المطر.

عندما توقفت عند أحد المقاهي القديمة لتبحث عن ملاذ من المطر، لاحظت وجود رجل يجلس وحيدًا قرب النافذة. كان ينظر إلى الخارج، لكن عيناه بدتا وكأنهما تحملان عالمًا مختلفًا.

"لماذا أشعر أنني أعرفه؟" همست لنفسها.

دخلت المقهى، وبدلاً من الجلوس بعيدًا، وجدت نفسها تتجه نحوه بلا تفكير. عندما وقفت بجانبه، رفع رأسه ببطء.

"أجلس هنا؟" سألت بهدوء، لكنها شعرت بأن صوتها حمل أكثر مما أرادت.
نظر إليها للحظة طويلة قبل أن يجيب:

"إن كنتِ لا تمانعين مشاركة الظلال."

كانت إجابته غريبة، لكنها جلست. لاحظت أن نظراته كانت ثاقبة، كأنها تلتهم كل تفاصيلها.

"أنا جيسو." قالت، محاولة كسر الجليد.

"تايهيونغ." رد بصوت منخفض، قبل أن يضيف: "أنتِ تبدين كمن يهرب."

تفاجأت بكلماته. لم تكن تعرف كيف ترد، لكنه أكمل:

"لا تقلقي. أنا أيضًا أهرب. ربما لهذا السبب تبدين مألوفة."

بعد دقائق من الصمت، بدأت جيسو تتحدث. لم تكن تعرف لماذا، لكنها شعرت بأنه بإمكانها أن تقول له ما لا تقوله لغيره.

"لقد فقدت كل شيء منذ أشهر. بصري، حياتي التي أحببتها، حتى الأشخاص الذين كنت أظنهم أصدقائي."

لم يبدُ عليه أي تعاطف، لكن عينيه حملتا ثقلًا آخر.

"أنا لم أفقد بصري، لكنني فقدت القدرة على رؤية الجمال في أي شيء."

ابتسمت بمرارة:

"إذن نحن متشابهان."

أمال رأسه قليلًا، وكأنما يدرسها.

"ربما. لكنكِ تبدين أقوى."

ضحكت، لأول مرة منذ وقت طويل، لكنها كانت ضحكة فارغة.

"القوة ليست خيارًا عندما تكون ضعيفًا طوال الوقت."

حين خرجا من المقهى، كان المطر قد اشتد. نظر تايهيونغ إلى المظلة الصغيرة التي تحملها جيسو، ومد يده ليسحبها منها.

"هذه بالكاد تفعل شيئًا. تعالي."

سارت بجانبه تحت مظلته الكبيرة، وهما أقرب مما اعتادت على القرب من أي شخص. شعرت بحرارة غير مألوفة تنبعث منه، رغم برودة الجو.

"هل ستبقى في حياتي؟" سألت فجأة، دون أن تفكر.

توقف للحظة، ونظر إليها بعمق.

"ربما. إن كنتِ لا تمانعين وجود ظل ثقيل بجانبك."

ابتسمت، رغم أنها لم تفهم تمامًا ما يعنيه.

"أحيانًا، الظل يكون أقل وحشة من الضوء."

النهاية
كانت تلك البداية لعلاقة غريبة، مليئة بالغموض، ولكن أيضًا بالراحة التي لم يكن أي منهما يعرف أنه يبحث عنها.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 5 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

" ظلِ فيِ المَطَر" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن