ازيكم عاملين ايه
جاهزين؟؟
يلا نبدأاختبأ الشاب خلف الباب حتى لا يراه فاروق ودقات قلبه تتسارع من شدة الخوف والقلق من أن يتعرف عليه فاروق، وبينما فاروق يصعد صدح صوت هاتفه، استقبل المكالمة ولم يلبث إلا دقيقتين أو ثلاث وهو يستمع إلى المتحدث ثم رحل في صمت وعلى وجه علامات الضيق، خرج هارون من مخبئه في سرعة وتحدث إلى عزة في لهفة:
_ هو راح فين؟
_ مش عارفه بس جايز حد كلمه وقاله يرجع لأي سبب مش مهم دلوقتي هو راح فين المهم انت تهرب دلوقتي قبل ما يرجع، بالله عليك يا هارون كفاية كدا
_ طب انت وعدتيني إنك هتقوليلي الحقيقة كاملةتنهدت وردت:
_ بس انت لازم تهرب بسرعة قبل ما يجوا
_ هعرف منك الأول على السريع وبعدها هنفذ اي طلب هتقوليهوليهزت رأسها موافقة ثم قالت:
_ ماشي... هقولك كل حاجة وامري لله.
*******
خرجا الشابان يبحثان عن صديقهما هارون، بين أزقة المدينة التي التهمها الصمت ورسم المطر على أرصفتها لوحات عشوائية، كان فريد، يجلس على كرسيه المتحرك، نظراته تائهة تحمل عبق الأمل الممزوج بالقلق. يجرّ الكرسيَ راشد، صاحبه الوفي، الذي كان يمسك بمقبضه بإصرار لا يعرف التراجع، رغم ارتعاشة أصابعه من شدة البرد. كانت الرياح تزأر حولهما، وكأنها تواسيهما بموسيقاها الحزينة، فيما تساقطت حبات المطر لتتسلل بين طيات ملابسهما المبتلة وتغرق الأرض تحت قدميهما.
تقدما وسط الشوارع الضيقة، يُلقيان بنظراتهما هنا وهناك، يتنقلان بين المارة القليلين الذين تجرأت أقدامهم على مواجهة البرد القارس. كان فريد ينادي باسم صديقهما الغائب بصوت يختنقه التعب، في حين كان راشد يواسيه بقوله: "اكيد هتلاقيه يا فريد، أكيد الأمل مش هيخذلنا.زفر في ضيق ورد في نبرة تحمل الهم والحزن:
_ احنا دورنا في كل حتة ممكن يكون موجود فيها يا راشد، روحنا الديسكو وكورنيش النيل وحتى المحل المتشمع روحنا كل حتة باقي إيه تاني باقي إيه؟؟ استر يارب يارب ميكونش الصياد عمل فيه حاجة بس، انا انا خايف اوي يا راشد، انا انا اول مرة احس بالخوف الشديد اوي دا وكأن دقات قلبي هتقف من كتر التوتر والخوف اللي حاسس بيه على هارون، كأنه ابني الصغير وتاه عني يا راشد كأنه مسؤوليتي زي ما طول عمري بشوفه لو هارون مرجعش انا مش عارف أنا ممكن يحصلي ايه بجد مش عارفتنهد راشد ورفع رأسه إلى الأعلى فتدفقت قطرات المطر وهي تسقط على ملامح وجهه لتخلط بدموعه والتي يخفيها عن صديقه فكان كتومًا لا يبوح عما يلوج في صدره ورد في نبرة صوت يتغمدها الامل والصبر:
_ هنلاقيه يا فريد مفيش داعي للقلق باقي اخر مكان وأكيد هنلاقيه هناك...ولكن ما أثقل قلوبهما لم يكن المطر ولا البرد، بل الغياب الذي ملأ المسافة بينهما وبين صديقهما المفقود، في تلك الليلة التي بدت وكأنها لا تنوي الانتهاء.
*******
كانت السيارة تشق طريقها وسط الطرقات المظلمة، وكأنها تحمل أثقال الزمن الذي مر ثقيلًا على قلب حبيبة. جلست في المقعد الخلفي، متكئة على النافذة، تنظر إلى الخارج بعينين مغرورقتين بالدموع، كأنها ترى الحياة تتجدد في كل شجرة عابرة وكل منزل تخطته العجلات.
أنت تقرأ
قاتل في المتجر
Misterio / Suspensoربما هي لحظة واحدة وفقط قادرة على تغيير مجرى حياتك والأحداث، ربما هي لحظة واحدة قادرة على جعلك إنسان آخر لم ترغب أن تكون عليه قط.... ربما...