دخل ألان إلى المطبخ و قد تبعته أليانا و قالت بتذمر
"أنا لا أعرف كيف أطبخ. وأيضًا، أنا ضيفة هنا، ليس من اللائق أن أطبخ. ومع العلم، أنا لا أحب الجبن، لذلك لا تضعه في الطعام."
ثم وقفت فجأة وخرجت من المطبخ دون أن تترك له فرصة للرد.
بعد فترة، انتهى ألان من تحضير العشاء وتوجه إلى حيث كانت أليانا جالسة، فوجدها ما تزال تستمتع بما تشاهد على التلفاز و تضع السماعات غير مبالية بما حولها فقال بصوت منخفض وعيناه تراقبها بنظرة حادة:
"هيا، انهضي وضعي الطاولة معي."
لم تجبه أليانا، وكأنها لم تسمعه حتى. فاقترب منها ألان أكثر، همس بالقرب من أذنها وهو يعبر عن غضبه:
"إن لم تأتي الآن، سأعيدك من حيث أتينا، غبيتي."
و عاد إلى المطبخ
فنزعت أليانا السماعات و إتجهت إلى المطبخ بغضب
بينما سبقها ألان ليضع الطعام على الطاولة. كانت حركاته سريعة وعصبية، كأنما كل شيء كان يزداد صعوبة معه بسبب وجود أليانا. بعد أن انتهى من وضع الأطباق على الطاولة، وقف للحظة، يتأمل الطعام الذي أعده. على الرغم من غضبه، كان يبدو أنه بذل جهدًا في تحضير العشاء.
ثم أردف ألان بغضب، وهو ينظر إلى أليانا التي كانت واقفة أمام الباب و قال :
"لقد وضعت كل شيء، هيا، لا تعملي على جعل الأمور أكثر تعقيدًا."
ولكن أليانا لم ترد عليه، بل نظرت إليه للحظة ثم أعادت تركيزها على الطعام تدقق ما إن كان به جبن أم لا
أخذ ألان نفس عميق ثم نظر إليها بحدة "أنتِ حقًا غريبة الأطوار."
و إنتقل هوا و أليانا للطاولة منتظرين نزول فيكانزو و ابنة عمه قمر
و إذ بفيكانزو ينزل من الدرج مبتسمًا، ترافقه قمر التي كانت تبدو أكثر هدوءًا، ولكن عيناها كانت تعكس التوتر الذي تشعر به. كانت تتجنب النظر في أعين الجميع، بينما فيكانزو كان يتكلم وكأن كل شيء على ما يرام.و أردف بمرح:"لقد حان الوقت لنأكل، لا أظن أن العشاء سيكون سيئًا، أليس كذلك؟"
ثم نظر إلى ألان وقال:
"أنت دائمًا مبدع في المطبخ، أمل أن لا تكون قد أفسدت الطبخ هذه المرة."
أجابه ألان ببرود:"لو كنت تملك ذوقًا حقيقيًا، لعرفت أنني دائمًا أتقن ما أفعل."
أردفت بقمر بسخرية مخاطبة فيكانزو :"أرجو أن يكون طعام صديقك لذيذ كما شكله"
أجابتها أليانا :"أنا متأكدة أن الطعم سيكون سيئًا مثل صاحب الطبخ."
رد ألان:" يمكنك أن تنهضي إذا لم يعجبك الطعام "
من ثم نظر إليها بنظرة حادة، و تابع تناول طعامه دون أن يرد. كان الجو مشحونًا، وكل من على الطاولة يشعر بذلك.
فقالت قمر بصوت خافت:""هل يمكن أن نأكل دون شجار؟ لقد كان يومًا طويلًا بما يكفي."
أردف فيكانزو و هو يضحك بخفة:
"أجل، توم وجيري، استرخوا قليلاً. دعونا نستمتع بالطعام!"
وفجأة، تسللت شادو، القطة الرمادية الرشيقة الخاصة بفيكانزو، من تحت الطاولة. توقفت قليلاً عند قدم ألان، ثم خدشته بمخالبها الصغيرة قبل أن تقفز إلى حضن أليانا.
صرخ ألان بألم مكبوت و قال :
"ما هذه الكارثة التي تربيها يا فيكانزو؟!"
أجابه فيكانزو ضاحكاً :
"إنها فقط تعبر عن رأيها فيك، على ما يبدو!"
أما شادو، فقد بدأت تتحكك في أليانا وكأنها تعرفها منذ زمن. كانت أليانا تبتسم لأول مرة منذ بداية العشاء، وبدأت تداعبها بهدوء.
و قالت بضحكة خفيفة:
"على الأقل، القطة تعرف كيف تميز الأشخاص الجيدين من السيئين."
نظر إليها ألان بغضب وهو يحاول أن يتمالك أعصابه، بينما كان فيكانزو يراقب كل شيء بابتسامة ساخرة.
و أردف "أتعلمون؟ أعتقد أن شادو اختارت سيدتها الجديدة، وقد بدأت المنافسة بينكما رسميًا!"
انفجر الجميع بالضحك الخفيف، وكان ذلك كافيًا لتخفيف التوتر قليلاً، لكن الشرارات بين ألان وأليانا لم تهدأ تمامًا.
﴾----﴿
