الفصل 31
واجه سكان الإمبراطورية لغزًا كبيرًا.
خلال شهر وأحد فقط، تجاوز عدد الأشخاص المفقودين المئة. لكن لم تكن هذه مجرد حالات إختفاء عادية. فقد تدفقت بلاغات من شهود عيان أبلغوا عن مشاهدة أشياء غريبة في اليوم الذي أختفى فيه هؤلاء الأشخاص.
أدعى البعض أنهم رأوا حصانًا مجنحًا ينزل من السماء، بينما قال آخرون إنهُ لم يكن حصانًا بل وحشًا. هناك من كان مقتنعًا بأن ما رأوه هو زلاجة بابا نويل.
لم يتم الكشف عن هوية الجسد الطائر الذي ظهر فجأةً في السماء. فلا أحد يعرف على وجه اليقين ما إذا كان حصانًا مجنحًا، أو وحشًا، أو حتى زلاجة بابا نويل الحقيقية. مع ذلك، كان هناك أمر وأحد واضح للجميع، مهما كانت هوية الجسد الطائر.
تجاوز عدد المفقودين المئة، وكلهم كانوا إما من أصول مستعمرة أو من أبناء المختلطين. مخلوقات غريبة تنزل من السماء، وأشخاص من أصول مستعمرة يختفون بلا أثر.
كان سكان الإمبراطورية مقتنعين تمامًا بأن أحدهم يستخدم السحر. ربما، في الظروف العادية، كانت الإمبراطورية ستسعى للسيطرة على هذا الحدث المريب. لكن الحرب كانت تزداد ضراوة، ولم يكن لدى الحكومة الوقت للانشغال بحكايات سُكارى يدعون أن بابا نويل ينزل من السماء ليأخذ سكان المستعمرات.
بل أنتشرت شائعات تفيد بأن الإمبراطورية فقدت مؤخرًا أحد أكبر مصادر قوتها. كانوا مشغولين بمحاولة سد هذا الفراغ وإعادة الأمور إلى نصابها. هكذا، تم تجاهل قضية بابا نويل، مما أتاح له الفرصة لاختطاف الأشخاص كما يشاء.
لم يظهر أي من الذين أختفوا مرة أخرى. كل ما كان يحدث هو أن أعداد المفقودين تزداد، دون أن يعود أحد ليخبرهم بحقيقة هوية تلك المخلوقات الغامضة.
الغالبية من الشهود أكدوا أن المختطفين لم يُؤخذوا بالإجبار. بل أشاروا إلى أنهم سمعوا أصوات ضحك. من المستحيل أن يضحك أحدهم بصوت عالي إذا كان يختطف دون إرادته.
سأل أحدهم هل كان الضحك 'هو-هو-هو'؟
أجاب الشاهد بالنفي، وقال إن الصوت كان بالتأكيد صوت امرأة.
* * *
القرية كانت أكثر ازدحامًا من ذي قبل. لم يخرج أليكس للخارج، لكنهُ كان يعرف ذلك فقط من خلال الضوضاء القادمة من النافذة. كان مستلقيًا على السرير يعد النجوم. كان ينسى العدد ويبدأ من جديد مرارًا وتكرارًا، لكن بما أن أوامر الأطباء كانت صارمة بعدم الحركة، كان عد النجوم أفضل تسلية يُمكنه القيام بها.
دخلت هيلين الغرفة لتستبدل الشمعة القديمة بأخرى جديدة في حامل الشموع. عندها، صفقت جنيات النار الصغار بحرارة وانتقلوا بسعادة إلى الشمعة الجديدة.