و بعد تلك الليلة المليئة بالمفاجئات استفاق ألان باكرًا وقرّر أن يمشي في طريق الغابة الهادئ ليصفّي ذهنه. لكن بينما كان يمشي بخطى ثابتة، سمع فجأة صوت خطوات قادمة من خلفه. اعتقد في البداية أن الرجل الذي كان يظن أنه يحاول اختطاف أليانا قد عاد. لم يتردد لحظة، فاندفعة يده إلى المسدس في جيبه، مستعدًا لإطلاق النار في أي لحظة. لكن عندما التفت فجأة ليواجه الشخص الذي يلاحقه، فوجئ تمامًا. كانت أليانا هي التي تتابعه، تقف خلفه بابتسامة غامضة على وجهها، بينما كانت عيناه تملأها الدهشة. قالت أليانا بصوت هادئ: "هل كنت ستطلق النار عليّ؟" صمت ألان لثوانٍ، غير قادر على تصديق ما يراه. كيف لها أن تكون هنا؟ ولماذا تتبع خطاه في هذا الوقت ؟ لم يجبها و سار في طريقه بصمت، بينما أليانا تسير خلفه. ثم قالت : "إلى أين أنت ذاهب في هذا الوقت و هذا الطقس البارد؟" فأجابها: "إلى مكان بعيد." فردت عليه: "أريد أن آتي معك." فابتسم ألان ابتسامة خفيفة، ثم قال بطريقة استفزازية: "لا، و. هل ستستمرين في متابعتي؟" أجابته أليانا :"لا ههه بالطبع لا إذهب أنت في طريقك و أنا سأتجول أينما أريد المكان ليس ملكك " واصلوا المشي حتى وصلوا إلى مكان بين الأشجار، حيث كان يبدو كمدخل لبوابة غير مرئية. دخل ألان من خلال المدخل، ولكن أليانا توقفت عنده. فسألها ألان: "لماذا توقفتِ؟" أجابته بتشكك: أتعلم، لا أستطيع أن أثق بك. أعتقد أنك قد تريد قتلي." ابتسم ألان وقال: "لا، إطمأني أعدك بأني لن أقتلك إلا إذا قاطعتي أفكاري و هدوئي بكلامك وأسئلتك." ثم دخل ألان إلى المكان ووقف، بينما كانت أليانا ما زالت واقفة على عتبة المدخل. وعندما دخلت، تفاجأت تمامًا. : ، انبهرت بما رأته أمامها.
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
كان المكان مثل عالم آخر، ساحرًا ومهيبًا في آن واحد. كان الجليد يغطي كل شيء من حولهم، وكأن الأرض نفسها قد تحولت إلى لوح من الزجاج البلوري اللامع. الأشجار كانت تبدو كأنها منحوتة من الثلج، أغصانها ملتوية ومغطاة بطبقة رقيقة من الثلج المتساقط حديثًا، تتلألأ في ضوء خافت كان ينعكس من بين الفروع. الأرض تحت أقدامهم كانت صلبة ولامعة، تجذب الأضواء المنكسرة، فتبدو وكأنها مرآة ضخمة تعكس السماء الزرقاء الداكنة التي كانت تتسرب من بين الغيوم الكثيفة. في الأفق، كان هناك بريق ضوء أخضر هادئ يعكس لون الزهور الجليدية التي كانت تزين الأرض هنا وهناك. لم يكن هناك سوى صوت خطواتهم على الجليد الهادئ وصوت الرياح الباردة التي كانت تهمس بين الأشجار. في هذه الأجواء السحرية، بدت أليانا وكأنها قد دخلت إلى حلم. كانت المفاجأة والتأمل يملآن عينيها، بينما كانت تتنقل بين تلك الأشجار الجليدية، وكأنها تستشعر شيئًا غريبًا يحيط بها، شيءً لم تعرفه من قبل ومن ثم، انطلقت أليانا تتزلج على الجليد، وكأنها في سباق مع الرياح، تُظهر مهارتها وتفاخر بقدرتها أمام ألان. حركاتها كانت سريعة ورشيقة، كل خطوة كانت تنبض بثقة. لكن ما إن بدأت تشعر بأنها تتفوق عليه، حتى فوجئت بألان ينطلق خلفها بنفس السرعة، ثم بدأ يؤدي حركات دائرية رائعة على الجليد، كأنه يرقص بأناقة. أليانا، التي كانت تظن أنها الوحيدة التي تتقن التزلج بهذا الشكل، شعرت بتحدٍ جديد يملأ قلبها. لم يكن ألان مجرد مراقب، بل كان شريكًا لا يقل براعة عنها في هذه الرياضة.