Chapter ³4

42 6 3
                                    

..

_____ فـلاديميـر ______

اعتقدت أني فقدتها تلك الليلة في مكتبي، بين أعماق ممرات "أفروديت"، حيث يتراقص الظلام في منتصف الليل و الجدران التي لطالما بدت صلبة وثابتة شعرت وكأنها تذوب في الفراغ، تحيطني بسواد حالك. الأرضية، التي خطوت عليها مئات المرات، و تحولت فجأة إلى هاوية سحيقة.

في تلك اللحظة، نظرت إليّ جولييت بعينيها. عينان مألوفتان، ولكن مع شيء جديد، شيء عميق وغير مريح مزيج من الحيرة والحزن.

و عندما استدارت لتغادر، شعرت كأن روحي تسقط في حفرة لا قاع لها. صورتها، وهي تمشي نحو الباب، بدت كأنها تنتزع شيئًا مني. كل شيء من حولي اختفى ببطء الجدران، الأثاث، وحتى صورنا المعلقة على الحائط أصبحت مجرد ظلال.

صرخت باسمها. ناديتها بأعلى صوتي، متوسلاً إليها أن تبقى. لكن صوتي، رغم قوته، كان وكأنه يصطدم بجدار صامت، يذوب في الظلام.

وعندما أغلقت الباب خلفها، ساد الصمت. لوهلة، كان كل شيء أسود هكذا ستكون حياتي من دونها لا شيء !

في اليوم التالي، بينما كانت أشعة الشمس الخافتة تتسلل عبر الستائر السميكة، استقرت على وجهها. كانت نائمة بسلام، وكأنها مختارة من الضوء ذاته.

وقفت في مدخل غرفة نومنا، متأملاً ملامحها التي بدت هادئة وبريئة. كان هناك شيء مغناطيسي يجذبني نحوها، يدفعني إلى حافة السرير. اقتربت بحذر، خائفًا من أن أوقظها.

طبعت قبلة خفيفة على جبينها، ولم أستطع منع نفسي من الابتسام عندما تحركت قليلاً تحت الغطاء ارتسمت على شفتيها ابتسامة صغيرة حتى وهي نائمة. بهدوء، سحبت اللحاف لتغطي كتفيها النحيلين.

تلك اللحظة، صورتها وهي تغفو في سلام، علقت في ذهني طوال اليوم. كنت أعلم أنها ستكون قوتي في مواجهة كل شيء قادم.

---

و بينما كنت أتجول في ممرات قصري الواسعة، خطرت في بالي فكرة الموت ،

الموت لم يكن غريبًا على حياتي. منذ صغري، عرفت أن الموت دائمًا ما يكون قريبًا. لم أخفه يومًا، بل استخدمته كوسيلة للسيطرة والقوة، لجمع النفوذ والثروة ومع ذلك، لم أتعلم قط كيف أحزن.

و جولييت كانت مختلفة. كانت براءتها نورًا خافتًا في ظلام عالمي القاسي. لكنني شعرت بهذا النور يخبو تدريجيًا وهي تغرق في عتمة حياتي. غضبها المكتوم، وقبولها الجديد للجوانب المظلمة من وجودنا، كانا إشارة لفقدان شيء ثمين و شيء نقي.

رقصات على أوتار الخطيئةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن