بينما كان ألان وأليانا في عالمهما الخاص يتزلجان على الجليد بسعادة غافلين عن كل ما يدور حولهما، كان شاهين وميلانا قد وصلا إلى منزل فيكانزو، صديق شاهين القديم.
فتح فيكانزو الباب، وعيناه تمتلئان بمزيج من الترحيب والتوتر الذي حاول إخفاءه بابتسامة مصطنعة. "أهلاً شاهين، لم أتوقع أن أراك بهذه السرعة. تعال... ادخل، أنتِ أيضًا، ميلانا."
رد شاهين بلهجة ودودة: "لا وقت للتوقعات يا صديقي، الحياة لا تنتظر أحدًا." دخل الاثنان، بينما ميلانا ألقت نظرة سريعة على المكان، تبحث عن أي شيء غير مألوف.
أردف فيكانزو، وهو يحاول أن يشغل الحديث لتجنب أي أسئلة محرجة، قال: "كيف كانت المهمة الأخيرة؟ سمعت أنكم اقتربتم من القبض على أحد كبار المطلوبين."
ابتسم شاهين ابتسامة صغيرة وقال: "كانت صعبة، لكنها ليست أصعب مما اعتدنا عليه. بالمناسبة..." توقف للحظة، ثم تابع بنبرة شبه عفوية: "هل هناك أحد هنا؟ بدا لي وكأنني سمعت أصواتًا قبل أن تفتح الباب."
تصلب وجه فيكانزو للحظة، لكنه استعاد هدوءه بسرعة: "لا، لا أحد. ربما كان صدى صوت الشارع... هذا المكان قديم، والجدران تنقل الأصوات أو صوت قمر قريبتي هيا هنا في الطابق العلوي سوف تنزل قريبا ."
أما ميلانا، التي لاحظت توتره، قررت عدم التدخل، لكنها أبقت أعينها عليه بحذر. أما شاهين، فقرر تغيير الموضوع مؤقتًا: "على كل حال، أنا هنا لأنني بحاجة لبعض الوقت لأرتاح. وميلانا أيضاً، المهمة الأخيرة أرهقتنا."
اجاب فيكانزو بسرعة و"بالطبع، البيت بيتك!" ثم أشار إلى غرفة الجلوس. "اجلسا، سأحضر لكمما شيئًا تشربانه. هل تفضلان القهوة؟"
بينما كان يتجه إلى المطبخ، همس لنفسه: "يجب أن أجد طريقة لأبقيهما بعيدًا عن ألان... هذا لن ينتهي على خير."
كان فيكانزو ينضر لشباك كما لو أنه ينتظر أحد من ما زاد شكوك ميلانا فأردفت:" مابك لست على طبيعتك فيكانزو أ كنت بإنتظار أحد قبل مجيئنا ؟"
نظر لها فيكانزو محاولا إخفاء الأمر:" لا ههه فقط أنظر إلى الطقس أظن أنها ستمطر اليوم و همس بصوت داخلي مخاطبا نفسه:" (لكن ستمطر قنابل ليس مطر )ومن ثم أخذ القهوة و قدمها لشاهين و ميلانا لكن عيناه لم تفارق الأرجاء أبدا ...
ومن ثم أخذ شاهين بحجة أنهم سيحظران الحطب قبل نزول المطر و كان ذالك فقط لكي يتجنب مقابلة شاهين ل ألان و أليانا ....
لم تمضي بظع دقائق و إذ ب ألان و أليانا قد عادو من الغابة دخلت أليانا بسرعه متحمسة لتخبر قمر و شاهين بالمكان الذي رأته كانت الإبتسامة تعلو وجهها أخيرا بعد عناء دام مدة طويلة جدا ...بينما كان ألان خلفها يتبعها بخطوات ثابتة و ينظر إليها ببعض من العطف....
و لكن عند دخولهم البيت كانت تلك نقطة لبداية أكبر مشاكلهم و صدماتهم ..
دخلت أليانا المنزل بخطوات هادئة، وصوت حذائها يُحدث صدى خفيفًا في الممر . المكان كان ساكنًا بشكل غريب، مما جعلها تتوقف للحظة وتلتفت حولها، وكأنها تشعر بشيء غير مألوف.
نادت بصوت خافت يمتزج بحماسة طفيفة ،"قمر فيكانزو وجدت شيأ جميل بالخارج أين أنتم؟" بينما تنتظر أن يظهر صديقها المعتاد بابتسامته الهادئة. لكن بدلًا من ذلك، لم تسمع سوى همسات خافتة قادمة من غرفة الجلوس.
بدافع الفضول، تقدمت أليانا نحو مصدر الصوت، وكل خطوة كانت تزيد من تسارع دقات قلبها. دفعت باب الغرفة بهدوء، لكن ما رأته جعلها تتجمد في مكانها.
هناك، في منتصف الغرفة، كانت تقف ميلانا، ظهرها مواجه لباب المدخل.
استدارت ميلانا ببطء، وكأنها شعرت بوجود أليانا. لحظة لقاء أعينهما كانت أشبه بصدمة كهربائية؛ صدمة خالصة ملأت الأجواء بصمت ثقيل.
قالت ميلانا بصوت مرتجف، بينما عيناها تتسعان دهشة.:"أنتِ؟!"
أليانا، التي كانت لا تزال على عتبة الباب، لم تستطع النطق في البداية. شعرت وكأن الكلمات قد هربت من فمها، ويدها القابضة على الباب بدأت ترتجف بخفة.
أخيرًا خرجت الكلمات من أليانا، لكن نبرتها كانت تحمل مزيجًا من الصدمة والغضب."ماذا تفعلين هنا؟"
ميلانا، التي استعادت رباطة جأشها بسرعة، ردت: "أعتقد أن السؤال نفسه يمكنني طرحه عليكِ؟!."
الاثنتان وقفتا متقابلتين، و كأن العالم كله اختفى من حولهما. التوتر كان ملموسًا، ولم يكن هناك مجال للتهرب من المواجهة.
كان ألان يقف بجانب أليانا متسائلا عن ما يحدث و من هذه التي في منزل صديقه.
من ثم ، تقدمت ميلانا بخطوات مترددة، تحمل بين يديها ظرفًا صغيرًا. بدا على وجهها مزيج من القلق والتصميم، وكأنها تخوض معركة مع كلماتها قبل أن تنطق بها
قالت ميلانا بصوت هادئ، لكن ملامحها عكست صراعًا داخليًا"أليانا، هناك شيء يجب أن أخبرك به..." . رفعت أليانا رأسها، مستشعرة جدية الأمر. "ما الأمر؟ تبدين مختلفة و كيف جئت هنا ؟ ."
مدت ميلانا يدها بالظرف نحو أليانا وقالت: " ليس مهما كيف جئت هنا لكن و قبل كل شي. إقرأي هذا... سيشرح كل شيء."
بيدين مرتجفتين فتحت أليانا الظرف وسحبت الورقة ببطء. تجمدت عيناها على الكلمات، بينما تسارعت دقات قلبها و .قالت بصوت خافت. "نتيجة اختبار الحمض النووي؟ و مادخل هذا بنا لم أفهم شيئ ؟!"
أجابت ميلانا بسرعة، وكأنها خشيت أن تفقد شجاعتها."نعم،" "أنا وأنت... نحن أخوات. نفس الأب."
ارتجف صوت أليانا و قد تراجعت بضع خطوات للخلف وقالت " منذ متى تعرفين ذلك ؟؟ أ كلام ليوناردو في ذالك اليوم اللعين كان صحيحا لكن كيف يعقل هذا ؟"
تقدمت ميلانا خطوة، ووضعت يدها على كتف أليانا محاولة تهدئتها: "كنت أشك في الأمر منذ فترة طويلة، لكن لم أستطع مواجهتك دون دليل. لهذا أجريت الفحص دون علمك ."
صمتت أليانا للحظة، وكأنها تحاول استيعاب الحقيقة الجديدة، ثم همست: "لماذا الآن؟ لماذا اخترت هذه اللحظة؟"
قبل أن تجيب ميلانا، قُطِع حديثهما بدخول شاهين وفيكانزو إلى الغرفة. نظر شاهين إليهما بحاجبين معقودين، مستشعرًا الأجواء المتوترة. ثم سأل بنبرة حادة "ما الذي يجري هنا وماذا أتى بكِ هنا يا أليانا ؟ " .
تراجعت ميلانا خطوة، ، بينما أليانا تظاهرت بالهدوء. قبل أن يتمكن شاهين من طرح المزيد من الأسئلة، التفت بصره نحو ألان الذي كان يجلس في الزاوية مع فيكانزو.
قال شاهين بصوت منخفض لكنه محمل بالشك."ومن هذا الرجل؟"
تصبب فيكانزو عرقا و أجاب بسرعة: "هذا... صديق.إيطالي لكن يعيش في إسبانيا و جاء ليعمل مع عمه هنا في إيطاليا."
نظرت أليانا لفيكانزو باستغراب لأنها تعرف أن ألان مافيا و هوا مطلوب و قبل أن تقول أن إسمه ألان قاطعها ألان بتوتر مع ضحكات خفيفه "أهلا أدعى لوكا نعم لوكا و أنا صديق قديم لفيكانزو"
رمقه شاهين بنظرة حادة، وكأن عينيه تحاولان اختراق الحجاب الذي وضعه فيكانزو على الحقيقة.و قال بهمس لفيكانزو"يبدو مألوفًا بطريقة غريبة... وكأنه يعرف المكان أكثر مما يجب."
حاول فيكانزو تغيير الموضوع، لكن توتره كان واضحًا، مما زاد من شكوك شاهين.
فسحبت ميلانا،شاهين بعيدا، وقالت بهمس: "لا داعي لإثارة المشاكل الآن. ."
أما أليانا، فبقيت جالسة في مكانها، تحمل الظرف بين يديها، تنظر إلى ألان الذي كان يتظاهر بالهدوء. لم تكن تعرف ما يجب عليها فعله أو قوله، لكنها أدركت أن هذا اليوم سيكون بداية للكثير من التغيرات.