⦅✹⦆
تَسرقِين أدوار الشَّمس؛ لكنكِ أكثر جرأة...
فتجتازين شُقوقِ الأبواب إلى شقوق القلب!
☼
سان سلفادور|تحت حُجُبِ العتمة...
أرخى الليل سدوله، و لم يُغرق الشارع ما بعد ضوء الغروب سوى أضواء الإنارة الذهبية، و كانت تلك أيضا شمس مميزة بالنسبة لسولارا، كانت بحق عاشقة لكل نوع من خيوط النور حولها...
قبعت متكئة على حافة النافذة بمرفقيها تقلب بصرها بحيرة، ماذا يتعين عليها أن تفعل؟ لقد إقترحت أن تصحب ماتياس للمستشفى و رفض، ثم أضافت أنها تستطيع البحث عن طبيب في الجوار كي يسعفه... و كذلك رفض! أيقنت أنه عنيد، لكنه لا يعرف أنها أعند بأشواط!
لا يمكنها مد يدها لمحفظة نقوده و الإنفاق منها على علاج فعال له و طعام يتناولانه في ذلك المنزل الخاوي، فضلت الموت جوعا على أن تمس مالا لا يخصها؛ و لو كانت مضطرة، و فكرت في حل آخر لطلب المساعدة...
إلتفتت إليه تتأمل إستلقاءه على الأريكة كجثة هامدة، إقتربت فجأة تتأكد أنه يتنفس، فشعر ماتياس بأنفاسها تتموضع على فمه بسبب إنحنائها الشديد، و إثر ذلك... رأت شيئًا يشبه ولادة إبتسامة طفيفة عند أطراف شفتيه، حبست الهواء داخل رئتيها مستسلمة لسحر اللحظة، و مضت تبتسم له بدورها، ثم تشجعت أكثر، و مدت أصابعها الجميلة لتتحسس جسده المصقول، و آنذاك فاجأتها حرارته المتفاقمة، و العرق البارد الذي لا زال ينضح منه بتصبب غزير، إستوت واقفة تزم شفتيها، و حسمت قرارها في كسر رغبته! إن كان يريد الموت، فهي لا تريد الجلوس بعجز و مراقبته يقضي نحبه!
إلتمست منه العذر بهمس و هي تفتش بجيب سترته عن هاتفه الخلوي، فقد تتمكن من الإتصال بعائلته و طلب مساعدتهم، لكنها لم تستطع فتح قفله بسبب كلمة السر المعقدة التي يضعها، لم تنجح كل محاولاتها البريئة، إستمرت تشكل من الحروف المبعثرة على الشاشة كل كلمة خطرت لها: «مافيا» «قتل» «دموية» «وحشية» «ظلام» «سفاحين» «سايكو» «عصابة سلفاتروتشا» «العالم السفلي»... إلى أن هلكت و أعادت الهاتف لمكانه مستسلمة، و تمتمت تخاطبه بفم عابس:
"يا لك من رجل معقد! ماذا يمكن أن تكون كلمة السر بالنسبة لزعيم عصابات مثلك؟".
شعرت بمدى سخافتها و بساطة حياتها أمام غموضه، لكن فكرة ٱخرى خطرت لها، طالما لا تستطيع الإستفادة من إتصال الطوارئ و فضح هوية زعيم العصابة، فهي تستطيع ترك المنزل لبعض الوقت، لعلها تجد المساعدة لدى شخص آخر غير الشرطة و رجال القانون!
إنحنت ثانية عليه تهمس لامسة وجهه بنعومة و إعتذار:
"آسفة على هذا يا سيد الظلام، لكن أعدكَ ألا أتأخر!".

أنت تقرأ
رَاكسِيرَا | الشُّعاع الأخير
Romanceالشمس لا تشرق ليلاً، حسنا! ربما فعلت مرة واحدة... ذات ليلة حين إقتحمت فتاة مفرطة الطاقة ظلمة رجل مافيا و تسللت لبيته خلسة كما يتسلل شعاع الضوء الرفيع من شقوق الأبواب الدقيقة عنوة، سولارا كانت ذلك الشعاع الضئيل الذي لا يجب أن ينفذ إلى عالمه المعتم، إ...