الصراع

9 1 0
                                    

" كل شيء جاهز ؟"
" نعم سيدي كما خططت."
" جيد ، الآن أطلبوا منه أن يعلمه أنه في ذلك المكان."
" حسناً سيدي."
يتوجه ناحية عبد الله المقيد و يقول له :
" هيا ، أنا سأرن على الرقم ، أنت فقط تحدث و أخبره أن يقدم إلى هنا *يفك الرباط عن فمه*"
لا يريد عبد الله إقحام عمر في هذا ، كله لأنه تولى أمر حراسة الدلائل ضد العصابة، لكن بلحظة من التفكير أدرك أن كلاهم سيُقتل إن رفض فالسلاح فوق رأسه موجه و ليس بيده حيلة.
* تنفس بعمق قبل أن يجيب عمر على الاتصال و التوتر يجتاحه*
فعّل الخاطف مكبر الصوت ليستمع إلى كامل الحديث بينهم.
"عبد الله أهذا أنت ؟"
" أوه *بتوتر* نعم ، نعم أنا عبد الله يا عمر."
" ما بك ؟ ما الذي جرى ؟"
" لا شيء ، أنا فقط أردت مقابلتك ، بعد كل هذه السنين ، علينا الالتقاء مجدداً."
" معك حق ، لدينا الكثير لفعله معاً ، لكن أين ؟"
" في *** تعرف المنطقة صحيح ؟"
" نعم ، نعم لا تقلق."
يخبر المجرم عبد الله بصوت خافت عما يريد حقاً من مجيء عمر فيتذكر طحان ما يقصده :
" و لا تنسى أن تحضر معك ما أمنتك به."
" انتهت أمانتي إذاً ؟"
" نعم ، أشكرك تحملت مسؤوليتهم لسنين و الآن دوري لأحفظهم."
" حسناً قادم."
و فصل المجرم الخط.
ربط فم عبد الله مجدداً و ببسمة تشق وجهه غادر المكان ، و عبد الله عاد كونه صامت ليس بمقدرته فعل شيء ضدهم.

☆☆☆☆☆☆☆

يعمل و التفكير قد شغل عقله ، و القلق ينتابه ، لا يعرف كيف سيستعد لتلك اللحظة ، طبعاً كان خائف لكنه تقدم خطوة نحو إيجاد عبد الله و تخليصه من هذا الكابوس ، و هذا ما شجعه على المتابعة رغم كل شيء.

بعد مضي فترة عمله ، تجهز للذهاب حيث تواعدوا ، استقل باص ، ثم سيارة أجرة فهو لا يملك سيارة خاصة به ، كلما اقتربا باتجاه الوجهة المقصودة يزداد خوف سائق سيارة الأجرة ، يسأل عمر بخوف :
" أمتأكد من وجهتك سيدي ؟"
" نعم ، لما ؟"
" أنه فقط...
إن كانت وجهتك الطريق السريع..."
" لا ، ليس الطريق السريع ، بل يوجد مطعم قبل ذلك الطريق بأمتار ، ينتظرني فيه أصدقائي."
" تقصد المطعم المدعو ب"blue restaurant" ؟ نعم جربته مرة أكله لذيذ."
" لحسن حظي ، هذه أول مرة أجربه."
" صدقني لن تندم ، على ضمانتي."
" حسناً.*يبتسم*"
" وصلنا إلى وجهتك."
" أشكرك.*يسلمه أجرته*"
" مع السلامة."
ينزل عمر من سيارة الأجرة و يغلق الباب خلفه.
و يكمل المشي إلى وجهته.

☆☆☆☆☆☆☆☆

وصل عمر إلى حيث تواعدوا ، الطريق السريع الصحراوي ، واحد من أخطر الطرق في المدينة ، أطر للكذب على السائق كي يوصله إلى مكان قريب منه .
لم يفكر عمر مرتين قبل اتخاذ هذه الخطوة ، و الأسوء أنه وصل ليلاً ، الظلام الدامس حل على المكان و لا مصدر للضوء سواء مصباح عمر الضعيف لكنه على الأقل استطاع أن يرى ما أمامه مما ساعده على المشي وسط الظلام ، و في الجانب الأخر من الطريق كان عبد الله يحاول أن يخبر عمر بالإشارة أن يغادر المكان ظناً منه أنه استطاع رؤيته ، و لم يكن يستطيع الصراخ له كي لا ينتبه رجال العصابة الذين معه.
و على الجانب الأخر كان عمر الذي تقدم للأمام ، نظر إلى يمينه و يساره ، و إذ بلحظة و بسرعة البرق تأتي سيارات العصابة ، يخرج منها الرجال المقنعين و يجرون ناحية عمر يمسكون به من الخلف ، يتقدم واحد منهم أمامهم و يخبره :
" سلمنا ما نريد."
يعطيه عمر الusb.
" ولد مطيع."
يأتي رجل أخر خلفه و يأمرهم :
" خذوه معنا ، نحتاجه."
و يبدأ العراك بينهم و بين عمر ، فهم يريدوه و هو يقاومهم ، و فجأة يركض عبد الله ناحيتهم و ينضم إلى عمر و يقاتلهم معه ، و يضربوه ، و يضربون عمر ، هرب عمر من بين يديهم ، ينظر خلفه و يجد عبد الله يعاني ضدهم ، يأتي لمساعدته و إذ يقول له عبد الله بصوت عالي :
" اهرب ! اهرب و أنجوا بنفسك !"
يرد عليه عمر :
" و أنت ؟!"
" دعني و شأني ، سأكون بخير إن كنت بخير."
استمع عمر لكلام طحان و الإحباط أنبه مجدداً ، أعاد نفس الخطأ الذي طالما كرره لسنوات ، و لكن ثقته بعبد الله جعلته يوقن أن قراره هو الصواب ، لذلك هرب لكن بقلب منكسر و ضمير متأنب.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 3 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

I just hate myself | أنا فقط أكره نفسيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن