12

1K 105 77
                                    

(الجزء الثاني عشر .. لا تنسو فوت كومنت شير)

•••

وصلت لحديقة منزلي ثم خطوت ببطئ إتجاه الباب و لكن صوت الأقدام على الحشائش لفت سمعي و جعلني أستدير لأرى من خلفي "أوكتافيا!" إنفلتت كلمتي بتفاجئ ، نبضات قلبي تسارعت و الدم يضخ بشدة في مجاري جسدي.

إبتسَمَت بضُعف و رفعت رأسها "ما زِلت لقيط أم ذهبت تتوّسل لصديقتي حتى تأويك بمنزلها ، يا مُشّرد"

كيف لنفسي وقعَت بحبها ، إن تصرُفها كتصرف فتيات القمامة ، او بالأصح كيف لروز أقامت معها علاقة صداقة.

صدري بدأ يهبط و يصعد و البراكين تتفجر برأسي ، إجتاحني شعور غريب يجعلني لا أستطيع التنفس بسهولة ، إستدرت بأكملي و خطوت نحوها بهدوء .

"لماذا خرِست"  تنظر لأظافر يدها "هل كلُ ما نطَقت به صحيح" تتوجه نظراتها بإتجاهي ، و لكن فور رؤيتها لملامحي كان قد لامس الخوف قلبها.

"أنا لا أتحدث مع فتاة قد ٱنجِبت من عاهرة ، الأنني أعرف كيف سأتصّرف معها" و أنا أقترب منها بخطوات بطيئة ، تقوم هي بالرجوع للخلف و نظرها يتّوزع على المكان للبحث عن مخرج .

"لا مفر من نايل" رفعت حاجبياي و فتحت يداي للمكان بينما هي مازالت تكمل مسيرتها للخلف

"إحذري ، فخلفك سور كبير" أقوم بإستفزازها و هي تنظر لعيناي بخوف ، أعتقد بأنها تحسبني ضعيف ، احمق ، مغفل ، مهان من قِبل الجميع ، و لكن اليوم سترى من انا.

"نايل" تقول بصوت مهزوز

"إلهي" قمت بالضحك "أنتن هكذا يا فتيات ، تقومن بالسب و الشتم لِتُمثِلن القوة حينها ، و في الحقيقة بأنكنّ تخافنّ من نملة أن تسير في ساقكنّ " أسخر و أنا أقترب أكثر منها ، حتى أصبح ظهرها ملتصق بزاوية السور ، خوفاً من أن ألمِسها.

"نايل انا آسفة" تتجمع دموعها بعيناها

قهقهت بشدة "هل تعتقدين بأنني مغفل حتى أفصح عنكِ الأن" توازى جسدي بها و أخذ إصبعي طريقاً لجبينها حتى ارفع شعرها المتناثر على وجهِها بنعومة

شردت ببصري ، و تذكرت عندما كانت تبكي ثم تحتضنني و أنا ٱمرر روؤس أصابعي بشعرها ، تذكرت عندما كنت ألعب بخصيلات شعرها و أضع بعض عُقد الفراشات به ، تذكرت عندما كنت ٱخلل يدي بشعرها ، تذكرت عندما كانت تجلس بحضني و أجعل من طرف أنفي يلامس خصلات شعرها ، و لكن ما إن علِمت بحقيقتي تغير كل شئ .

تلاشت ذكرياتي من عقلي و قلت "أنتِ أقذر صنف من أصناف البشرية في العالم" زفرت بوجهها ، حتى أصدَرت هي صوت طفيف مرتعب مني

أمسكت معصمها بعنف و قمت بجرها للفناء الخلفي و دفعتها ، حتى طُرحت أرضاً .

ما اللعنة التي فعلتها ، لقد تعديت عليها !

Foundling | لقيطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن