⦅✹⦆
لن تتكرر تلك المرأة التي تجعلكَ تنتبه لها في قمة شرودكَ...
و تشردُ معها في قمة إنتباهك!
☼
سان سلفادور | تغريد خارج السرب...
ثلاثون مايو...على طاولة فطور الصباح التالي تجدَّد لقاء سولارا بأفراد العائلة، و لدهشتِها كانوا لطفاء إلى حد ما معها، فروزاريو أثنت على مظهرها البسيط بوجه مشدود و إبتسامة ضيقة لم تلامس عينيها، و العمَّان التوأمان كان يتسليان بعدم قدرتها على التمييز بينهما و يضحكان من حين لآخر، حتى الخدم، كانوا يحلقون حولها مسرفين في تلبية كل ما تشتهي! و لم تعرف هل يحاولون تقبلها خقا بينهم أم هي تعليمات ماتياس التي لا تُناقَش؟!
أرسلت بصرها نحوه على إمتداد الطاولة بينهما، و مضت تقارن بين سواد شعره و بدلته، و تتساءل كيف سيبدو شكله لو إمتلك شاربين مثل صورة جده على الجدار في الجناح الشرقي؟ عضت شفتها و هي تتأمل خصلة شردت عن رأسه و تهدلت فوق جبينه، لامسة حاجبه القاتم بينما كان يرتشفُ قهوة القرفة خاصته، و ما إن رفع بصره حتى إصطدمت نظراتهما، و قبض عليها قبل أن تفلتَ شفتها من بين أسنانها، فإختلج فمه في نصف إبتسامة، و ظلَّل عينيه بصفي أهدابه السوداء المعقوفة، إرتبكت سولارا، و غطت فمها بكف يدها تدعي أنها تنظفه من بقايا القهوة، لكنها كانت تهمس لنفسها:
«لا يحتاج لشاربين، إنه قاتلٌ كما هو!».
لم تكن سولارا وحدها التي مررت بصرها على أدق تقاسيمه الجذابة، فهو بدوره مشطها بعينيه دون أن يفلت أصغر تفصيل، فبدت له مختلفة عن الأيام الفارطة حين إرتدت قميصًا أسودًا و بنطال جينز واسع باهت الزرقة، كأنهما إتفقا على إنتقاء نفس اللون، لكن ما شد عينيه أكثر هو شعرها العسلي الذي جمعته في شكل كعكة صغيرة أعلى رأسها، و أطبقت حوله مشبك فراشة ملون، تاركة بعض الخصلات القصيرة تنهال فوق جبينها و صدغيها كفروع ذهبية تجعل وجهها الناصع المستدير مشعًّا أزيد من ذي قبل! مبرزة للعيان أذنيها الصغيرتين اللتين إكتسبتا لونًا زهريًّا طفيفًا، و زينتهما شامات دقيقة تشبه نمش خديها لكنها كانت أغمق و أوضح!
إنتبهت لتحديقه المشدوه بها، فرقصت بحاجبها كأنها تسأله: «إلام تنظر يا سيد الظلام؟» و كان أن داعبت فمه ضحكة صامتة، كأنه يجيبها: «دعي سيد الظلام يتأمل هذه الشمس يا سُول... دعيه يتفتَّتُ و ينتشرُ مع النور أينما إصطحبه!» و إستمرَّ حوار الأعين بينهما طويلاً، إلى أن لاحظ ماتياس أن بصر سينثيو كان منحرفًا صوب سولارا و منصبًّا على عنقها البيضاء و أذنيها الزهرتين المكشوفتين و شاماتها الواضحة، إمَّحت ضحكته الصامتة، و ضجَّت نبرته بإنفعال جلي و خشونة حادة حين إنتزع نفسه من مقعده و حط بيده الغليظة على كتف سينثيو آمرًا:

أنت تقرأ
رَاكسِيرَا | الشُّعاع الأخير
Romanceالشمس لا تشرق ليلاً، حسنا! ربما فعلت مرة واحدة... ذات ليلة حين إقتحمت فتاة مفرطة الطاقة ظلمة رجل مافيا و تسللت لبيته خلسة كما يتسلل شعاع الضوء الرفيع من شقوق الأبواب الدقيقة عنوة، سولارا كانت ذلك الشعاع الضئيل الذي لا يجب أن ينفذ إلى عالمه المعتم، إ...