نهاية قصة الكتاب

2 0 0
                                    

أشرقت الشمس على صياح الديكة وأضفى نورها
لمعة صفراء على حبات الذرة المعلقة على جذعها
في حقل العجوز حميد .

خرج حازم وأخذ نفساً عميقاً يرطب به رئتيه متوجهاً إلى الحقل ، فاسترق النظر إلى معمل جده فوجده منهمكا في عمله منذ الصباح فلوح بيده مصبحاً على جده بوجهه الطفولي  :

"صباح الخير يا جدي ."

رفع الجد حميد نظره وقال بهدوء :

"صباح الخير اذهب واحصد حبات الذرة من الحقل فقد
نضجت وثبت لونها ."

"حاضر ."

ارتاحت نفس حميد بعض الشيء بعدما رأى حفيده قد هدأ وعاد لطبعه الطفولي ،  فعاد حازم إلى منزله وأحضر سلة بنية من القش وهم في الخروج ، لكن الفضول استوقفه وجره لأخذ نظرة سريعة نحو غرفة ميدو ، فرآه
مستيقظاً أيضاً ولكن بولنت مازال نائماً ، فتوقف ولوح بيده مصبحاً :

"أخي ميدو صباح الخير ."

رد ميدو بابتسامة مشرقة :

"صباح الخير يا حازم » أراك نشيطاً منذ الصباح ماذا
لديك ."

"لقد نضجت حبات الذرة وأنا ذاهب لقطفها
وجمعها ... هممم ، انتظر ما رأيك أن تأتي معي ستسمتع حقاً ."

"لا مانع لدي ولكن أيسمح لي جدك بالخروج ."

"ولم لا يسمح ."

"لا أعلم ربما لا يفضل خروجي ."

"لا لا تخف ثم إنه يعمل الآن وكل تركيزه مصبوب
في معمله لذا هيا بنا ."

"إذا كان كذلك أحضر لي سلة وانتظرني في الحقل ."

قال حازم مسروراً :

"حقاً ستأتي إني ذاهب لأحضرها الآن سنمضي وقتاً
جميلاً معاً ."

هرول الصغير لإحضار سلة فخرج ميدو من المنزل لكنه توقف وأخذ نظرة ساكنة مترقبة نحو حميد ، كان يظن حين طلب حميد
البقاء عنده أنه محبوس في المنزل فقط لكن حينما
لم يصدر من العجوز أي ردة فعل أيقن أنه جاز له
الخروج ، فحميد لم يرد أن يكثر من التشدد على حفيده فيكبر الشرخ بينهما ويتوسع وأيضاً إنه قد أعجب برزانة ميدو وتأدبه فلم يبدر منه أي فعل مؤذي حتى لو استهتاراً لذا آثر التراخي قليلاً وترك المركب يسير على البحر بهدوء ،  فخرج ميدو واتجه نحو ساقية الماء ، ثم دنا إليها و خلع نظارته ووضعها بجانبه ومد كفيه وأخذ قليلاً من الماء وغسل بها وجهه فازداد نضرة ، ثم عاد وقام وارتدى نظارته ينتظر الصبي حازم ، ولم تمضي بضع ثوان حتى قدم الصبي حازم ومعه سلتين من القش
أعطى واحدة لميدو وأخذ هو الأخرى ، ثم بدأ
يعلم ميدو كيف يقطف الثمار دون أن يتلفها ، وبعدها شرع الإثنان بالعمل وجمع الثمار وسار الوقت سريعاً ، وبدأت السلات تمتلئ شيئاً فشيئاً أسرع من المعتاد  فحازم كان يتحدث لميدو عن أعماله وحياته بحماسة طفولية والهمة تغمره  ميدو يستمع ويبتسم ويقر ما يقول بل أحياناً يشجعه حتى لو لم يركز في أغلب ما يقال ،
ثم حين هدأ الجو قاطع ميدو كلام حازم وسأل بملامح هادئة تخفي الكثير من الإهتمام :

لعنة التناقضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن