خروج الهالة من جديد

4 0 0
                                    

انتهى كلام الجد حميد عن قصة الكتاب المزعوم وانتهى معه المتعة التي كان يشعر بها ميدو وهو يسمع بصمت كلام الجد حميد لكن استوقفته كلمة قالها الجد وربما بغير قصد فسأل :

"ماذا عنيت بقولك رواية الكتاب ياجد ."

"الكتاب هو عبارة عن رواية يتكلم فيها الكاتب عن تجربة واقعية عاشها مع مخلوقات الكونتراست ."

تنهد ميدو وزفر بيأس وقال بخيبة أمل :

" كل هذا الكلام كان من رواية إذاً ، والرواية لا تحمل دائماً الصدق في كلماتها فينسب الجزم فى صحتها إلى من كتبها فمن كتب هذه الرواية ؟"

"لا أعرف من الكاتب ولا حاجة لي في البحث عن
صحتها فدلائل ما تخبر به صادقة وسترى ذلك بنفسك ، فكما قلت عليك الآن تعلم استخدام هالتك ، وأول شيء عليك فعله هو فصل خصائص قوتك عن بعضها ، ربما بلال ذاك الذي ذكرته رأى فيك علامات كالتي ظهرت على ذلك الإبن والتي تنذر بأنك ربما تصير وحشاً كأبيك فأخمد هالتك ، وربما أيضاً رأى الصغير فيك شيء ينبئ بذلك المصير فأحضرك إلى هنا لذا كن شاكراً ."

تمسك الخوف قليلاً بميدو لكن سرعان ما بدد خوفه
بسؤاله للعجوز :

"أرى أنك تحفظ الكتاب جيداً هل يوجد به شيء آخر غير ما أخبرتني به ."

"لا فلقد لخصت لك الكتاب بمجمله لقد قرأته كثيراً
حتى أصبح أمر نسيان شيء منه صعب لا تخف ."

"إذاً لم لا تريني إياه ."

قال ميدو بلهفة ملحة فأجابه العجوز بجواب شافي لكن مخيب للآمال :

"لأني لا أعرف أين هو الآن ."

رد ميدو باستياء :

"جدي كف عن هذه الألاعيب فأنا لست طفلاً أمامك إنه
مجرد كتاب في النهاية رواية فقط ماذا يوجد فيه
حتى تعتم عليه كل هذا الحد ، قل أنك لا تؤمن علي
من سرقته هكذا أهون علي في تصديقه ."

"ومالذي يجعلك مشتاقاً لرؤيته ألم أخبرك بما فيه
أتظنني كاذباً ."

"لأن جئت إليك من أجله فمن حقي أن أراه على الأقل ."

"بني إنه كتاب قديم جداً وقد كنت أقرأ به في أيام
شبابي منذ زمن طويل حينما يقل العمل عندي لكن
بعدما ما كبرت في السن شاخ عقلي وصار كثير النسيان وقد مر علي يوم نسيت أين وضعته ولم أكترث حينها للبحث عنه لأني له أعد بحاجة إليه هذا كل مافي الأمر ."

أدرك ميدو أن العجوز يماطل حتى لا يعطيه الكتاب لكن لم يشك فيما أخبره به من مضمون الكتاب فهو يتشابه
تقريباً مع المقالة التي أخبره بولنت بها .. بولنت !! صحيح لقد أتت الفرصة الذهبية بولنت مازال نائماً ، الصباح مازال باكراًا ، هواء عليل ، الجد هادئ ولطيف لايوجد فرصة أفضل من هذه للإستفسار عن هذا الكائن فقال ميدو لحميد بنبرة تحري وتدقيق لكن باحترام :

لعنة التناقضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن