⦅✹⦆
ألفُ حربٍ بداخلي؛
و آتِيكَ بدون راء!
☼
سان سلفادور|بحيرة إلوبانغو...
الأول من يونيو...فرك ماتياس عينيه متحررًا من أذرع النوم، و تثاءب بينما يسحب رأسه الوسيم من تحت الوسادة و يلقي اللحاف جانبًا، و حين كان ينقلبُ بجسده الثقيل إلى الجهة الٱخرى من السرير، سمع ضجة آتية من الحمام، لكنه ظنها مجرد هلوسة بعد سهره ليلة البارحة، و لم يُعرها أدنى إهتمام!
إستقام عن الفراش، و خطا بتؤدة صوب الشرفة، أين شقَّ شُبَّاكها على مصراعيه ساحبًا كمًّا كافيًا من الهواء النقي، و وقف هناك يدخن كما يفضل كل صباح...
إنها العادة السيئة التي يحلو له تكرارها أنَّى شاء، فلا يبدأ يومه إلا مع إحتراق تلك اللفافة البيضاء على شرف إرضاء مزاجه و إنعاش خلايا دماغه! يفعل ذلك بإسترخاء... قبل حتى أن يغتسل أو يستبدل ثياب النوم بواحد من أطقمه الأنيقة!
طرق أحدهم الباب، و كان ماتياس واثقًا أنه خادمه لوكا، آثر إلقاء نظرة على شاشة العرض التي سهر يتفرسُ بها حتى الفجر متأملاً صور سولارا، و حين تأكد أنها منطفئة، أذِن له بالدخول.
دلف لوكا مخاطبا سيده بإحترام:
"الفطور جاهز، هل تأمر بشيء خاص هذا الصباح يا سينيور؟!".
عاد ماتياس ببصره نحو الشرفة مفكرًا في شيء آخر، ثم أجاب بسؤال غير متوقع:
"هل إستيقظت سُول؟".
"لا فكرة لدي سينيور! هل تودُّ مني إيقاظها؟".
إبتسم ماتياس مفترضًا أنها في مثل ذلك الوقت الباكر تغطُّ في نوم عميق، و أردف دون أن تحيد نظراته البارقة عن البحيرة الشاسعة:
"كلا! لا تزعجها!".
تراجع عن حدود الشرفة مضيفًا:
"لا يزالُ الوقت باكرًا على الفطور! جهِّز عُدَّة الصَّيد!".
"عُلِم!".
صرفه لمتابعة مهامه، قبل أن يلِجَ الحمام متجرِّدًا من قميصه، و ينظر إلى إنعكاسه على المرآة بتقطيبة تعلو وجهه، مرر كفيه على ذقنه غير راضٍ، أيقن أن لحيته نمت و إخشوشنت زيادة عن اللازم! فتمتم مخاطبًا نفسه:
«هذه اللحية تحتاج إلى تعديلات فورية!».
فجأة ترددت همسات خافتة من مكان قريب:
«عظيم!».
أدار ماتياس رأسه مستغربًا، هل سمع شخصًا ما يحدثه منذ قليل أم أنه تخيل ذلك؟! زفر ساخرًا من نفسه، ثم لعن تلك الهلوسة، و دون أن يفكر أكثر، إلتقط مشطًا دقيقًا و مقصًّا رفيعًا يستعملهما عادة في تقليل حجم شاربيه و شعر صدغيه، و مضى يهذِّبُ لحيته قبل أن يشرع في حلاقتها بالشفرة!

أنت تقرأ
رَاكسِيرَا | الشُّعاع الأخير
Roman d'amourالشمس لا تشرق ليلاً، حسنا! ربما فعلت مرة واحدة... ذات ليلة حين إقتحمت فتاة مفرطة الطاقة ظلمة رجل مافيا و تسللت لبيته خلسة كما يتسلل شعاع الضوء الرفيع من شقوق الأبواب الدقيقة عنوة، سولارا كانت ذلك الشعاع الضئيل الذي لا يجب أن ينفذ إلى عالمه المعتم، إ...