my happy ending❤

3.5K 221 153
                                    


يد صغيرة امتدت لتضع الشريط الاسود في مكانه ، وفي ظلمة الليل الحالك تجلس تلك الصغيرة تراقب احداث القصة بعيناها الواسعتان .

امانيها الطفولية ونظرتها الغير واقعية جعلتها تعتقد انها ستصبح يوما ما اميرة .

تنتظر يوما تتوج به ، تثبت للجميع انها الافضل .

وصل الى مسامعها صوت صراخ وتكسير ، فقامت باغلاق اذناها بقوة .

حدقت في المشاهد محاولة العودة لخيالها دون ان يتدخل طيف والديها .

محاولةً الخروج من وحدتها ، كئابتها ، تتمنى ان تضيع يوما في غابة لتجد نفسها برفقة وحش هائج .

هذه هي قصتها المفضلة ، تحول الوحش القاسي الى امير رائع ، وهكذا تمنت ان يتحول والدها الشرير الى شخص طيب حنون .

امنت بحق انها تستطيع تغييره ، لكنها مجرد طفلة .

تواجهها مخاوف في قمة الرعب .

انتهى الشريط ، وتوقف التلفاز عن العمل ، فامتدت يدها الصغيرة مرة اخرى .

تعيد الكرة ، تسترجع احداث الحسناء والوحش ، تتذكر كل مقطع وتحبس انفاسها عند كل مشهد ، وشعرت بحركة خلفها فاستدارت خوفا من الوحش الذي رافق احلامها .

لم تر امامها سوى اخواتها ، اللوات شاركنها عشقها لخيال القصص تلك .

هي تعلم ان عقلها يفوق سنها ، فها هي تكتشف يوما بعد يوم حقائق صدمت خيال طفولتها .

احتضنت اخواتها الصغار واكملت مشاهدة الاحداث بصمت ، تراقب تحركات الحسناء ، تغير الوحش ثم تنظر لحياتها هي .

فتكتشف ان مرادها قريب ، وقفت تلك الطفلة وخرجت من الغرفة كي تنادي امها ، ارادت ان تجلس في حضنها كما اي طفل اخر يفعل .

لكنها وقفت بباب غرفة امها وابيها تشاهد احداث لم تنسها ، وادركت وقتها ان ابيها سكير حقا .

يقوم بالصراخ ومهاجمة والدتها بجنون ، فعادت مخيلة تلك الفتاة لقصة الحسناء والوحش .

وركضت متراجعة لتستقر في فراشها تغطي وجهها بحرام خيبتها والمها .

ورافقتها طوال رحلة نومها مشاهد بقيت في الذاكرة .

حسناء خائفة من وحش عملاق يتضح ان قلبه ابيض كالعاج .

نهضت الطفلة مكانها وقد صممت ان تشاهد الحسناء والوحش مرة اخرى .

ودخلت الى الغرفة المظلمة ، ادخلت الشريط وراقبت بعيناها مشاهد ختمت في ذاكرتها .

********

بعد ٩ اعوام ...

نظرت نحو قلمها بضعف وياس ، وامتدت يدها المرتجفة نحوه ، ثم بدات تخط بحروفها كلمات نابعة من القلب .

مضى على انفصال والديها ما يقارب الاربعة سنوات ، ولا زال حلم الحسناء والوحش يدور في مخيلتها .

تناديها امها بالحالمة ، وتدعوها اختها بالحسناء وتلقبها صديقتها بالكاتبة الصغيرة .

تحولت الطفلة المتالمة الى فتاة طموحة ، جعلتها القصص الخرافية اقوى وليس العكس .

فقد امنت بحق انها ستتمكن من الفرار من ذلك السجن ذات يوم ، امنت ان طفولتها ستتحرر لتواجه عالما جديدا رائعا .

عاشت حياتها طيلة الاربعة سنوات تلك تحاول اعادة بناء وصقل شخصيتها الجديدة ، فاصبحت فتاة مرحة تحب الكلام ، عكس الفتاة الصامتة الهادئة التي كانت عليها سابقا .

الى الان تتمنى تلك الفتاة ان تضيع في غابة ، لتجد وحشها الخاص .

حيث ستعيش مغامرة طفولتها المنتظرة ، وقد حققت حلمها .

ها هي قد ضاعت في حنايا قلمها ، تخط قصتها الخاصة بصحبة الوحش .

حققت ما تمنت فعله دائما ، عاشت حياة خرافية جميلة بصحبة حبر قلمها وطموحها ، وتخيلت احداث جديدة تسر روحها النضرة .

تركت قلمها لتعود الى الواقع ، تقبل جبين امها وتحتضن اخواتها ، ثم تضحك ساخرة على اخيها الكبير الذي لا زال يشاهد الكرتون ، في عمر العشرين بقي اخيها متمسكا بخياله دون ان يتيح لنفسه فرصة التكبر ، بل بقي نضرا بسيطا لا كبرياء فيه او غرور .

وهذا ما جعله .. رجلا حقيقيا في عيني

هذه هي قصتي ، لازلت تلك الطفلة وسابقى دوما ، لن امحو طفولتي وبرائتي الى ان تقع السماء وتنشق ارض فلسطين العطرة .

**********












🎉 لقد انتهيت من قراءة حكايتي الخرافية ❤ 🎉
حكايتي الخرافية ❤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن