يد صغيرة امتدت لتضع الشريط الاسود في مكانه ، وفي ظلمة الليل الحالك تجلس تلك الصغيرة تراقب احداث القصة بعيناها الواسعتان .امانيها الطفولية ونظرتها الغير واقعية جعلتها تعتقد انها ستصبح يوما ما اميرة .
تنتظر يوما تتوج به ، تثبت للجميع انها الافضل .
وصل الى مسامعها صوت صراخ وتكسير ، فقامت باغلاق اذناها بقوة .
حدقت في المشاهد محاولة العودة لخيالها دون ان يتدخل طيف والديها .
محاولةً الخروج من وحدتها ، كئابتها ، تتمنى ان تضيع يوما في غابة لتجد نفسها برفقة وحش هائج .
هذه هي قصتها المفضلة ، تحول الوحش القاسي الى امير رائع ، وهكذا تمنت ان يتحول والدها الشرير الى شخص طيب حنون .
امنت بحق انها تستطيع تغييره ، لكنها مجرد طفلة .
تواجهها مخاوف في قمة الرعب .
انتهى الشريط ، وتوقف التلفاز عن العمل ، فامتدت يدها الصغيرة مرة اخرى .
تعيد الكرة ، تسترجع احداث الحسناء والوحش ، تتذكر كل مقطع وتحبس انفاسها عند كل مشهد ، وشعرت بحركة خلفها فاستدارت خوفا من الوحش الذي رافق احلامها .
لم تر امامها سوى اخواتها ، اللوات شاركنها عشقها لخيال القصص تلك .
هي تعلم ان عقلها يفوق سنها ، فها هي تكتشف يوما بعد يوم حقائق صدمت خيال طفولتها .
احتضنت اخواتها الصغار واكملت مشاهدة الاحداث بصمت ، تراقب تحركات الحسناء ، تغير الوحش ثم تنظر لحياتها هي .
فتكتشف ان مرادها قريب ، وقفت تلك الطفلة وخرجت من الغرفة كي تنادي امها ، ارادت ان تجلس في حضنها كما اي طفل اخر يفعل .
لكنها وقفت بباب غرفة امها وابيها تشاهد احداث لم تنسها ، وادركت وقتها ان ابيها سكير حقا .
يقوم بالصراخ ومهاجمة والدتها بجنون ، فعادت مخيلة تلك الفتاة لقصة الحسناء والوحش .
وركضت متراجعة لتستقر في فراشها تغطي وجهها بحرام خيبتها والمها .
ورافقتها طوال رحلة نومها مشاهد بقيت في الذاكرة .
حسناء خائفة من وحش عملاق يتضح ان قلبه ابيض كالعاج .
نهضت الطفلة مكانها وقد صممت ان تشاهد الحسناء والوحش مرة اخرى .
ودخلت الى الغرفة المظلمة ، ادخلت الشريط وراقبت بعيناها مشاهد ختمت في ذاكرتها .
********
بعد ٩ اعوام ...
نظرت نحو قلمها بضعف وياس ، وامتدت يدها المرتجفة نحوه ، ثم بدات تخط بحروفها كلمات نابعة من القلب .
مضى على انفصال والديها ما يقارب الاربعة سنوات ، ولا زال حلم الحسناء والوحش يدور في مخيلتها .
تناديها امها بالحالمة ، وتدعوها اختها بالحسناء وتلقبها صديقتها بالكاتبة الصغيرة .
تحولت الطفلة المتالمة الى فتاة طموحة ، جعلتها القصص الخرافية اقوى وليس العكس .
فقد امنت بحق انها ستتمكن من الفرار من ذلك السجن ذات يوم ، امنت ان طفولتها ستتحرر لتواجه عالما جديدا رائعا .
عاشت حياتها طيلة الاربعة سنوات تلك تحاول اعادة بناء وصقل شخصيتها الجديدة ، فاصبحت فتاة مرحة تحب الكلام ، عكس الفتاة الصامتة الهادئة التي كانت عليها سابقا .
الى الان تتمنى تلك الفتاة ان تضيع في غابة ، لتجد وحشها الخاص .
حيث ستعيش مغامرة طفولتها المنتظرة ، وقد حققت حلمها .
ها هي قد ضاعت في حنايا قلمها ، تخط قصتها الخاصة بصحبة الوحش .
حققت ما تمنت فعله دائما ، عاشت حياة خرافية جميلة بصحبة حبر قلمها وطموحها ، وتخيلت احداث جديدة تسر روحها النضرة .
تركت قلمها لتعود الى الواقع ، تقبل جبين امها وتحتضن اخواتها ، ثم تضحك ساخرة على اخيها الكبير الذي لا زال يشاهد الكرتون ، في عمر العشرين بقي اخيها متمسكا بخياله دون ان يتيح لنفسه فرصة التكبر ، بل بقي نضرا بسيطا لا كبرياء فيه او غرور .
وهذا ما جعله .. رجلا حقيقيا في عيني
هذه هي قصتي ، لازلت تلك الطفلة وسابقى دوما ، لن امحو طفولتي وبرائتي الى ان تقع السماء وتنشق ارض فلسطين العطرة .
**********
أنت تقرأ
حكايتي الخرافية ❤
Short Storyانت لا تعلم من انا .. الان يمكنك معرفتي ... # مسابقة _الاميرة Miss97author. المسؤولة