الفصل الرابع والعشرون

1.8K 82 64
                                    





اروش: أحببت.

كانت هذه الكلمة هي جوابه, ليبدأ الشيخ مواعظ كثيرة بعدها, لملمت خيوط ما يحدث واحداً تلو الاخر, لاعلم بانه محرم عليه التعرض للبشر او الخوض معهم بعلاقة اي كانت, بل ويجب ان يسخر لحمايتهم في بعض الاحيان, لهم حياتهم الخاصة في مملكتهم بعيداً عن مملكة الشياطين والجان من الكافرين, لوهلة احسست اني اعيش في عالم اخر باني كآليس دخلت بلاد العجائب, واخيرا انهى الشيخ كلامه.

الشيخ: تعلم بأنهم ما ان يكتشفوا فعلتك حتى يقتلوك, فتراجع قبل ان تهلك في الدنيا والاخرة.

نظرت الى اروش منصعقة, لا زلت اخاف عليه رغم انه اقوى من سكان الارض مجتمعين خصوصا بعد ان علمت بانه حقاً من المؤمنين وتصريحاته لي بذلك من قبل لم تكن مجرد اكاذيب يقصها علي.

انا: القتل اروش, هل جننت ارجوك لا اريدك ميتاً.

اروش: افضل الموت على ان اكون بعيداً عنك لاراك اخيراً في احضان شخص اخر.

انا: ولكن هذا ما يجب ان يكون, نحن لم نخلق لنكون معاً.

اروش: ستكونين لي ولن تكوني لغيري.

انا: الم تسمع ما قلت, نحن مختلفان، لم يخلقنا الله لنكون معاً.

اروش: وما ادراكم بمشيئة الله!!!!

انا: مشيئته لم تكن ان نكمل معاً بعد اذ علمت بحرمة علاقتنا, سخيفة هي.

اروش: هكذا ترينها؟

انا: نعم, لذا ارجوك ان تبتعد عن دربي.

اروش: لا مجال للتراجع.

كنت سأجيبه لولا ان قاطعني الشيخ بسؤال.

الشيخ: عرف عن نفسك اذاً.

تنقلت عينا اروش بين وجوهنا وتهكم بشدة، اطرق رأسه لثوان ثم عاد ينظر باتجاه كل واحد منا، ليقف معتد بنفسه.

اروش: انا الامير اروش ابن فرزان .. ملك الجان

الشيخ : ما دفعك لهذا!!!! امير لك جواري الجان فما اغراك وانت خير من يعلم بهول ما فعلت !! سينقلب شعبك لتكون حرباً اهلية مضنية فلا يوجد منهم ممن يقبل ما تجرأت عليه.

لم اسمع باقي الحديث فقد اخذت استحضر قصصه التي لم ينفك يوماً من سردها على مسامعي ، الحروب الضارية، السجون المحصنة ضد السحر وانتقال الجن والسيوف الصاعقة كألسِنَة البرق، غضب ابيه، وقوة اخوته، التزامهم بالقوانين والقواعد، زواجهم المدبر من فتيات خضعن لتدريب مكثف اخترن منذ الولادة ، كيف ان عروسه تنتظره وانه حين كان على اتم الاستعداد ليخطو نحوها رأني فخطفه حبي من حياته السابقة كلها، كلما اعاد علي كلامه بهلاكنا الاكيد المغلف بحبنا المشتعل كأشتعال نار جهنم.

كنت استمع لاحاديثه كروايات لا مكان لها في الواقع الا انني الان اعرف تماما بانه لم يكذب يوماً، بانه هو ما قال ووصف، وان الحياة الخيالية التي وصفها هي حقيقة، بان ما ظننته خيال جامح متأثر بالميثولوجيا بكل ما فيها من قصص الالهة لم يكن سوى حياته هو.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 29, 2016 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

القريبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن