الفصل التاسع عشر .. نامي وكلارا .. صراع على كاترينا

530 22 2
                                    

خرجت كاترينا مع نامي .. قالت نامي لكاترينا وهي مبتسمة :
" لنذهب معا إلى الحديقة "
لم تعارض كاترينا فكرة نامي وذهبت معها ..
مضت ساعتين ونامي وكاترينا تضحكان .. وقضيا الوقت معا وتسليا كثيرا
خرجت نامي ومعها كاترينا من الحديقة ..
فقالت كاترينا وهي تنظر نحو الأرض وقالت بهدوء :
" نامي عزيزتي .. هل تسدي إلي خدمة ؟ "
نظرت نامي نحو كاترينا وأحست أن هناك خطب ما ولكنها قالت :
" وما هو ؟ عزيزتي "
قالت كاترينا وهي تنظر نحو الأرض ودموعها تتساقط :
" تعالي معي إلى السجون .. فأنا أريد زيارة كلارا "
اتسعت عينا نامي .. فهذا الطلب مستحيل عليها فعله .. ورغم هذا اقتربت منها وحضنتها وقالت لها :
" كاترينا لا تبكي .. صحيح أنني أكره كلارا لأقصى الدرجات .. ولكن لن أرفض طلبك أختي "
ثم همست في أذنها :
" أنا لا أمتلك أخوات .. ولكن أهدتني الحياة أخت بجمالك وطيبتك .. لذا لن أرفض طلب أختي "
أمسكت نامي بيد كاترينا وكاترينا تتمسك بيدها أكثر ..

أوقفت نامي سيارة أجرة ثم قالت بتردد :
" هل يمكنك سيدي أن تأخذنا إلى السجون من فضلك ؟ "
قال السائق بإستغراب :
" لا بأس .. ولكن لماذا ؟ "
قالت نامي وهي قد فقدت التحكم بأعصابها :
" وما شأنك أنت ؟ "
قال السائق وعلامات الأسف تبدو على وجهه :
" آسف .. آنستي "

جلست نامي وبجوارها كاترينا ..
كانت كاترينا تحس أن نامي لا تريد الذهاب .. فهي تكره كلارا كثيرا وأيضا
كانت يداها ترتعشان وكانت تشد على أعصابها كثيرا ..
حتى أن تصرفها مع السائق .. لم يكن من عادتها فعل هذا ..

اقتربت كاترينا منها أكثر ووضعت رأسها على كتف نامي
وقالت ودموعها تنهمر :
" نامي عزيزتي .. لم يكن عليك الموافقة على طلبي .. أنتي تكرهين كلارا .. لم يكن يجب عليك أن توافقي "
قالت نامي وهي تمسح دموع كاترينا :
" أعرف أنك قد سامحتها .. رغم أنها لا تستحق .. لكن أنا لن أرفض طلبك مهما يكون "
وصلت نامي وكاترينا إلى السجون ..
عندما نزلت كاترينا من السيارة وورائها نامي ..
أحست أن نامي خائفة ولا تريد الذهاب فقد كان قلبها يخفق بقوة ..
قالت كاترينا :
" نامي .. هل أنت على ما يرام ؟ لا يجب عليك أن ترافقيني إلى كلارا .. انتظريني فحسب "
قالت نامي وهي مصرة :
" لا سأذهب معك "

دخلت كاترينا وهي ممسكة بيد نامي .. التي تمر بها حالات لا تدري كيف تصفها
وصلت كاترينا ونامي خلفها وقالت :
" كلارا .. كيف حالك ؟ "
قالت كلارا وهي خائفة :
" أنا بخير .. ولكن سمعت أنك كنت في غيبوبة..  كيف حالك الآن ؟ "
قالت نامي بغضب :
" أنت سبب ما حدث لها .. وتسألينها عن حالها .. أتعجب منك ؟ "
قالت كلارا وهي تنظر نحو نامي :
" لمَ تتذكرين الماضي ؟ يجب عليك نسيانه .. فقد تغيرت "
قالت نامي وهي تضحك :
" تغيرت .. كذبتك مميزة .. تريدين أن تخرجك كاترينا من السجن لتقتليها .. أليس ما أقوله صحيحا ؟ "
صرخت كلارا :
" كاذبة .. ليس هذا ما أفكر فيه لقد توقفت عن هذه الأفكار "
صرخت نامي وقالت :
" حاولي أن تلمسي شعرة من كاترينا .. سأقضي عليك وأنهيك "
قالت كلارا وهي متعجبة :
" من أين أتت هذه الجرأة ؟ لطالما كنت تلك الجبانة التي تبكي كثيرا "
صدمت نامي وبدأت تبكي بهدوء وتمالكت نفسها
بينما كاترينا تنظر نحو نامي وهي تبكي ..
اقتربت منها وأحست بتلك الكلمة الثقيلة التي سقطت عليها
فصرخت بقوة وقالت :
" لا أسمح يا كلارا مهما يكون .. أن تتكلمي عن أختي نامي بهذه الطريقة .. لقد جرحتني وجرحتها وهذا يكفي .. هي تقول كل هذا لأنها تعبر عن مشاعرها .. لم أعد أتحمل هذا .. سأخرجك بعد أن تغيري أسلوبك هذا .. نامي لم تفعل لك أي شيء كي تجرحيها "
لم تستطع كاترينا تحمل ما حدث .. ولم تتوقع أن كلارا ما زالت كما في السابق تلك المتكبرة .. وخاصة أنها ليست على ما يرام .. فقد خرجت من البيت وهي مريضة .. فقدت كاترينا وعيها من هول الصدمة ..
لم تصدق نامي ما حدث .. كان الأمر وكأن جبل سقط فوق رأسها بينما كلارا اقتربت منها وبدأت تناديها ..
اقتربت نامي من كاترينا وحضنتها وقالت وهي تبكي :
" أنت لا تستحقي كل ما حدث لك .. لمَ لم تخبريني أنك مريضة ؟ كنت قد شككت بمرضك .. بسبب تصرفاتك "
ثم نظرت نحو كلارا واقتربت منها وقالت :
" ما كان يجب عليك .. جرحها بهذه الطريقة .. أنت لا تستحقين أي شفقة "
رفعت نامي كاترينا ووضعتها على ظهرها واتجهت نحو المخرج
فصرخت كلارا :
" سامحيني نامي .. حقا ما كان يجب علي هذا "
قالت نامي ونار الغضب في عينيها :
" لقد فات الأوان .. لن أسامحك أبدا .. فقد جرحتني وجرحتي أختي التي لا تستحق كل هذا "

استفاقت كاترينا ووجدتها نفسها في غرفة انجلو ..
وعلى جبهتها كمادة .. حاولت الجلوس ولكن لم تستطع .. أحست نفسها منهكة تماما .. بقيت مستلقية ..
حتى دخلت نامي الغرفة فوجدت أن كاترينا قد استفاقت ..
فبدأت تبكي وقالت :
" ما كان يجب علي أن أوافق "
قالت كاترينا وهي مبتسمة :
" لم يكن هذا خطأك نامي .. أرجوك لا تبكي .. ولكن ..
كيف وصلت أنا إلى هنا ؟ .. وما الذي تفعله هذه الكمادة على جبهتي ؟ "

قالت نامي وهي تمسح دموعها :
" لقد فقدت وعيك في السجون .. فرفعتك واتصلت على أخيك انجلو .. فقدم وحملك إلى السيارة .. فوجدنا أن حرارتك مرتفعة .. فأخذناك للبيت ووضعت كمادة باردة على جبينك حتى تتحسني .. والآن كيف تحسين ؟ "
أجابت كاترينا :
" لا تقلقي .. أنا بخير "

ترى ماذا سيحدث في الفصل القادم ..
ستعلمون كل هذا في الفصل القادم واسمه ..
واكتملت فرحة العائلة ..

قتلتني الوحدةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن