سجين بين عقارب الساعة

961 85 20
                                    

الوقت ليس مزحة أبدا ..
قد يقتلك فعلاً إن آذيته ..
يقتلك فعلا . .

ادخل محلا قديما للتحف .. وربما هذا المحل صاحب الرقم مليون الذي دخلته في هذا الشهر ..
أتنقل بنظري بين تلك التحف القابعة على تلك الرفوف العتيقة .. والغبار يغطيها .. ابحث كعادتي .. عن شيء أسطوري ..
وجوده أقرب للخيال من للحقيقة ..

تحدث البائع والذي قد خط شعره الشيب الأبيض " مرحبا يافتى .. هل تبحث عن شيء ما ؟ "

اجبته" نعم ياعمي .. "
" وما هو ؟ "
" هل ستجده لي ؟ "
" بالطبع ولما لا .. أنت فقط تحدث وسأجده لك "
" ابحث عن ساعة ذهبية اللون .. بعقارب مزخرفة ... و كتابة لاتينية على واجهتها .. كهذه التي في الصورة " مددت له ورقة مقتطعة ؛ فيها صورة صغيرة لتلك الساعة ..
بضحكة متثاقلة رد العجوز ودون ان ينظر للصورة حتى " لقد وصلت .. تشين "
" كيف عرفت إسمي !!"
قال وهو يلتفت ليخرج صندوقا صغيراً من أحد الرفوف " لقد إنتظرتك طويلا ... عليك إستلام مايخصك .. تفضل "
التقط ذلك الصندوق الأسود .. صندوق مربع بحجم اليد غطاه التراب كغيره
قلت بحذر " ش شكرا لك .. لكني حقاً لا افهم ... كيف علمت إسمي ؟ "

" مافي الصندوق سيساعدك .. لتفهم كل شيء بطريقة أفضل.. هيا يمكنك الخروج "

" اوه ح حسنا .. شكرا جزيلا .. "
خرجت وانا لا أعلم .. من ذلك العجوز ؟ ومالذي بين يدي ؟

اعود تلك الطرقات .. ذاهبا لذلك المكان كعادتي .. حيث المنزل المتهالك ..
ادخله بهدوء .. جدران خشبية لاتدفئ بسبب الشقوق الكثيرة فيها .. أثاث رث قديم .. والذي لايمكن لك أن ترى تفاصيله بوضوح .. بسبب طبقات الغبار التي تغطيه منذ سنين ..

لقد هجرت هذا المنزل حقا .. هنا حيث الذكريات لاتزال حبيسة هذه الجدران .. هنا .. حيث رائحة الموت و الفقدان متمسكة بزوايا المنزل المظلمة .. تأبى التغير .. جو كئيب مخيف ملوث بالغبار .. ورائحة الدم القديمة ..
أتقدم بثقة .. فأقسمت ألا أعود لذلك الماضي مجددا .. أقسمت بأني سأمشي قدما .. ولن أنظر سوى لمستقبلي المشرق ..
و نفسي التي ستبتسم بإشراق ماحييت .. لا دموع مجددا .. هنا دفنت آلامي .. دفنتها عميقاً .. و دفنت معها ؛ أفراد عائلتي .. رحلوا في نفس اليوم ..
يوم يكرر نغسه مجددا كل سنة .. وكأن الزمن عاد بي للوراء ..
أضع صورهم برفق على طاولة الطعام .. وبينها بعض الشموع ..
بيأس .. القي التحية ..
" مرحبا .. امي و أبي .. اخي وأختي .. إشتقت لكم حقاً .. هه إنها سنة أخرى بدونكم .. لتكون السنة الثالثة والتي قضيتها وحدي تماماً ..
لماذا لم تاخذوني معكم ؟ ل ل لماذا ؟ "
مسحت دموعي الساخنة .. والتي كعادتها .. تسقط بسهولة ..
اكملت بعد أن هدئت
" ابي لقد وجدت الساعة .. لكني لا أعلم .. لما طلبت مني إيجادها في وصيتك ؟ هل هي مهمة حتى بعد وفاتك ؟ حقا لا أفه-
تذكرت جملة العجوز فجأة

" مافي الصندوق سيساعدك .. لتفهم كل شيء بطريقة أفضل.."
نظرت حيث وضعت ذلك الصندوق .. اخذته وفتحته بشجاعة ..
لتختفي فجأة بسبب عبارة كتبت على ورقة صغيرة

سجين بين عقارب الساعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن