كتاب عثمان بن مظعون

366 0 0
                                    

كتاب عثمان بن مظعون

تأليف

الشيخ فارس تبريزيان الحسّون

المقدمّة

إنّ الذي حرّضني على انتخاب هذا الموضوع والكتابة عنه جهات عديدة، أهمّها شُبهةٌ وُجّهت ـ ولا تزال توجّه ـ إلى الشيعة: بأنّهم لا يحترمون صحابة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ويقعون فيهم سبّاً وطعناً.

وهذه الشبهة لا أساس لها من الصحة، فإنّ الشيعة تضع وافر احترامها في صحابة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وتعظّمهم،

الصفحة 2

وتقتدي بهم، وتجعلهم مناراً تستنير به، أولئك الذين لم يرتدّوا ولم يبدّلوا ولم يبدعوا في الدين وبقوا على منهج النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم.

فالشيعة تجري قواعد الجرح والتعديل على الجميع حتّى الصحابة، فمن كان منهم على دين محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم ومات وهو على يقينٍ من أمره، ولم يشك في دينه، فتجعله في أعلى القمم، وتقتدي به، ومن أبدع وشكّ في نبيّه ودينه وبدّل وغيّر، فالشيعة وكلّ حرّ جعل العقل إمامه يرفضه وينبذه ولايقتدي به، لاَنه إذا اقتدى به اقتدى ببدعته وضلاله وشكّه.

وأمّا ما روي من أحاديث عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أصحابي كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم، واحفظوني في أصحابي، ولا تسبّوا أصحابي. و... فهي أحاديث ضعيفة السند، غير قابلة للاعتماد عليها، ومع فرض صحّة سندها، فإنّها محمولة على الاَصحاب الذين بقوا على الدين، والتزموا بشرائط الصحبة، لا أولئك الذين بدّلوا وغيّروا وأبدعوا...، وحاشا لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أن يأمر أمّته باتباع مَن أبدع وغيّر، وشكّ فى دينه، لمجرّد أنه صحابي.

والقرآن والحديث شاهدان على هذا المطلب، وهو ليس كلّ

الصفحة 3

صحابي وكلّ من له صحبة مع الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم يجب الاقتداء به واحترامه:

قال تعالى: (إنّ الذين يبايعونك إنّما يُبايعون الله يدُ الله فوق أيديهم فمَن نكث فإنّما ينكث على نفسه ومَن أوفى بما عاهد عليهُ الله فسيؤتيه أجراً عظيماً)(1)

وقال تعالى: (.. ومن أهل المدينة مَردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرّتين ثم يُردون إلى عذاب عظيم)(2).

وقال تعالى: (إذا جاءك المنافقون قالوا نشهدُ إنك لرسول الله واللهُ يعلم إنك لرسولهُ والله يشهد إنّ المنافقين لكاذبون * اتخذوا أيمانهم جُنّة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون * ذلك بأنهم آمنوا ثمّ كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا

____________

(1) الفتح 48: 10.

(2) التوبة 9: 101.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 07, 2009 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

كتاب عثمان بن مظعونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن