Lay * One Shot *

1.9K 149 34
                                    



عائلتك بأكملها مجتمعة حول طاولة الأكل في أحد المطاعم الفاخرة تحتفل بالحدث السعيد و هو تخرج أختك من الجامعة.كانت الأجواء بينكم تفيض بالسعادة،الفرح،البساطة و الدفء الذي تعرفه كل عائلة.و بينما كنت تتناولين الطعام، جذبتك ألحان عذبة لعزف البيانو الذي يبدو آتيا من مكان بعيد عن طاولتكم و التي أمتعت أذنيك. التفت لتبحثي بعينيك عن صاحب هذه الأنامل الذي يبعث هذا الإحساس المرهف لدرجة أنه أنساك سبب تواجدك في ذلك المكان.


استأذنت بحجة الذهاب إلى المرحاض ثم لحقت بالألحان العذبة التي أوصلتك إلى إحدى الغرف المجهولة. كان الباب مفتوحا لذلك اقتربت ببطء و ألقيت نظرة، كنت متشوقة لمعرفة هوية عازف البيانو.كانت الآلة تتوسط الغرفة و صاحبها كان مركزا على مقطوعته لدرجة أنه لم ينتبه لتطفلك عليه.تقدمت بضع خطوات داخل الغرفة بعدها توقفت عندما أصبحت مرئية بالنسبة له.أزال أصابعه على مفاتيح البيانو و نظر إليك و هو يحك رقبته بخجل:" لم أرك تدخلين،لا بد أنني تعمقت في المعزوفة و انعزلت عن العالم الذي يحيط بي "اقتربت أكثر من البيانو و وضعت يدك على سطحه الأبيض قائلة:" ملمسه الناعم و صوته العذب..أحبه "سألك الشاب بعد أن لاحظ اهتمامك بالبيانو:"أترغبين في الجلوس و العزف معي؟"أبعدت يدك عن البيانو ثم ابتسمت بلطف:"كلا، أنا لا أجيد العزف عليه.أنا فقط لم أتحمل سماع عزفك دون أن أفتش عن صاحب هذا الإحساس...يمكنك أن تكمل عزفك، أنا يجب أن أعود"ابتسم الشاب قائلا:"حسنا،لكن إذا أردت يوما التعرف على البيانو و يصبح صديقك، فأنا هنا"شكرت عازف البيانو على عرضه بعدها غادرت الغرفة. أثناء مشيك في الرواق،صادفت نادلة.شعرت بالحيرة فأوقفتها و سألتها:"آسفة، لكن من ذلك الشاب هناك؟ أقصد عازف البيانو..أعجبني عزفه كثيرا. هل هو يعمل هنا؟"ردت عليك بصوت منخفض و حزين:"كلا،إنه لا يعمل هنا..لكن بعد وفاة والده الذي كان يعمل كعازف البيانو هنا، ظل يحضر بصفة شبه مستديمة،و يعزف لمدة طويلة لوحده في تلك الغرفة...لقد كان والده شخصا لطيفا و محترما و كلنا حزنا و انصدمنا بعد سماع خبر وفاته المفاجئ..يدعى لاي،ذلك الفتى..إنه يذكرنا بوالده، يتشاركان نفس الشغف تجاه تلك الآلة الموسيقية"



عدت إلى طاولتك و كانت أجواء الإحتفالات كما تركتها. لاحظت والدتك سهوك و سألتك عما يدور في رأسك.أجبتها:" أمي، أنت تعلمين كم كنت أهوى البيانو في صغري، و لكن لم تتح لي الفرصة في تعلم العزف عليه. و قد عرض علي صديق أن يعلمني، لذا.."قاطعتك أمك:"إذن ماذا تنتظرين؟ بما أن الفرصة أتيحت لك فاستغليها"أجبتها بسعادة:"شكرا أمي !!"



في اليوم التالي، عدت إلى المطعم و قصدت تلك الغرفة. وجدت لاي يعزف على البيانو بعذوبة.سعد بحضورك و طلب منك الجلوس قربه، وعندما فعلت، أمسك يديك و وضعهما على مفاتيح البيانو، وضع أصابعه على خاصتك و بدأ يعلمك النوتات الأساسية و كيفية بداية العزف على ألحان تلك الأغنية.بدا لاي لطيفا و هو يبتسم لك كل مرة و تظهر تلك الغمازة، و صوته الحنون الذي كان قريبا من أذنيك كان يشغلك على التركيز في إصابة النوتات الصحيحة.توالت الأيام و أنت تستمرين في الحضور ليلا إلى المطعم و رؤية لاي يعزف بإتقان.لم تدركي سبب تحمسك إلى هذه الدرجة كل مرة. هل بسبب شغفك في تعلم العزف على البيانو؟ أم بسبب رابط خفي بينك و بين لاي؟إلى أن شعرت في إحدى المرات، و هو يجلس بقربك أمام البيانو، بقلبك يرفرف مع الألحان التي تصدرها الآلة، وكأنها ألحان نابعة من أعماق قلبك.ما كان يقلقك هو إن كان لاي يبادلك المشاعر نفسها؟هل سيتخطى حزنه لوفاة والده و يحبك؟ أو بالأحرى هل سينتبه إلى المجهود الذي تبدلينه كي يعجب بك؟هذا ما تبادر إلى ذهنك لمدة سنة حتى قررت الاعتراف له في أحد الليالي، لكن الارتباك و القلق لم يفارقاك، فتوجهت إلى شرفة الغرفة لتصفية ذهنك تاركة لاي أمام البيانو في حيرة.لحق بك و وقف بجانبك.نظر إلى وجهك مبتسما:"يمكننا أخذ استراحة إن تعبت"تجاهلت كلامه و ظللت تحدقين إلى السماء المظلمة.رفع لاي رأسه إلى السماء قائلا:"السماء خالية من النجوم هذه الليلة..أتذكر عندما كنت صغيرا، كنت أحزن عندما لا تظهر النجوم في السماء. لكن والدي كان يخبرني أن النجوم إن لم تكن متواجدة في السماء، فهي حتما في الأرض،و أنه علي أن أبحث عنها لتبعد عني الأحزان"



أدرت وجهك ناحية لاي في حيرة و استمررت في الإصغاء إلى كلامه.أكمل لاي:"لم أكن أفهم ما كان يقصده في تلك الفترة، لكنني أعلم الآن! أنا أشعر أن والدي لم يتركني رغم رحيله، و هو الآن ينظر إلينا من السماء"التفت إليك لاي، أزال معطفه و وقف خلفك ثم وضعه عليك، بعدها أحاطك بذراعيه ليدفئك.استغربت من تصرفه، شعرت بقلبك يقيم احتفالا صاخبا. لم تعلمي كيف يجب أن تتصرفي.همس لاي في أذنك اليمنى:" أنا آسف لأنني جعلتك تنتظرين...و ها أنا أقولها..أحبك"


اتسعت عيناك من الدهشة و السعادة،سألته في صدمة:"حقا؟"رد عليك:"عازفوا الموسيقى يتمتعون بالحاسة السادسة في استشعار مشاعر الآخرين.و أنا علمت أنك تحبينني من طريقة عزفك. لذلك، يمكنك الآن التركيز على العزف على البيانو دون أن تتشوشي بسببي"ضحكتما على كلامه، استدرت لتقابلي عينيه الحنونتين و ابتسامته الدافئة.قلت له:"بالنسبة لكلام والدك عن النجوم التي تنزل إلى الأرض.ما الذي كان يقصده؟"



رد عليك لاي بعد أن سرق قبلة منك:"هناك نجم كثر في السماء لكن نجم واحد حقيقي من بينهم قد نزل و عثرت عليه لحسن الحظ. إنه أنت! أنت النجم الذي يلمع في سمائي. نجمي الوحيد ! "



The END


Don't forget to Vote ^^


🎉 لقد انتهيت من قراءة My Only Star || نجمي الوحيد 🎉
 My Only Star || نجمي الوحيد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن