الفصل الثاني

1.1K 93 11
                                    




  تمعنت النظر بديرل وانا أفكر بما قاله، لم أكن أظن للحظة أنه قد ينهي علاقتنا التي استمرت لسنوات طويلة بمجرد إنني أخفيت ما حدث لي أو لأنني أخفيت عنه هوية ذلك المجرم القذر "والده"، طال الصمت بيننا وانعقد لساني وعجز عن النطق، بدأت بالتفكير مليًا بالإجابة على هذا السؤال فأنا حتمًا لن أخبره ابدًا عن والده، وضع ديرل يده على قبضة الباب ليفتحه ويخرج بعد أن سئم من الانتظار، لكنني أوقفته بكلمة لم اعرف كيف خرجت من فمي:

- مايك!

تسمر في مكانه، لقد كذبت عليه من أجله فقط، التفت إليه وأنا أتساءل:

- صديقي السابق في مرحلة الثانوية! هل تذكره؟

هز رأسه قائلاً:

- نعم، لكن...

قاطعته ودموعي بدأت تنهمر من عيني:

- ها قد عرفت هويته، ماذا استفدت الآن سوى أنك فتحت جروحي من جديد؟

- أنا أسف، كنت فقط...

   أسندت رأسي على ذراعه، فسكت ولم يكمل حديثه، ظل يسترق النظر إلي بطرف عينيه، ثم مد يده ومسح دموعي التي سالت على خدي، أغمضت عيني للحظات لكنني لم افتحها إلا بعد بضع ساعات، كان رأسي مستندًا على حضنه، بينما كانت يده متشابكة بين خصلات شعري، ورأسه متكئ على باب السيارة، كانت خيوط اشعة الشمس قد بدأت تتلألأ في السماء، ابتسمت وانا استمع إلى أنفاسه، صرت أشعر بالسعادة والراحة وأنا بقربه، لم أكن أرغب في الخروج من السيارة قبل أن يستيقظ من نومه، رفعت بصري إلى خارج السيارة، ولاحظت أن بعضهم قد استيقظ للتو والبعض لا يزال في سباته، أما كارول فيبدو أنها لم تذق طعم النوم، فقد كانت واقفة تحدق بالأشجار على أمل أن ترى طفلتها الضائعة تهرول إلى احضانها الدافئة.

- منذ متى وأنت مستيقظة؟

التفت إليه مبتسمة، فبانت ملامح البسمة على وجهه، أجبته بصوت هادئ:

- منذ دقائق!

  مد ذراعه نحوي فوضعت رأسي على صدره، ابتسم قائلاً وهو يربت يده على ظهري:

- تعرفين جيدًا إنني لن أتركك، حتى إن لم تخبريني بشيء، لم أكن أريد أن أنهي علاقتي بك أبدًا، كانت مجرد حيلة! أعرف أنك لن تخفي الأمر عني طويلاً!

- لن أدعك تفعل ذلك! لن تتركني أبدًا!

صمت للحظات ثم أردفت:

- فأنا بحاجة إليك، أنت الشخص الوحيد المتبقي لي الآن، أثق بك أكثر من أي شخص آخر!

   اضطربت نبضات قلبي، وارتعش جسدي وانا بين يديه، فابتعدت على مهل وأنا أحدق بالخارج، كان الجميع قد استيقظ من نومه، وقف شين يحدق بي بنظرات جامدة وهو يطوي ذراعيه أمام صدره، أشحت بوجهي عنه، كنت أحاول منذ البارحة أن أعرض عنه وأتجاهله، وأضيفه على رأس قائمتي السوداء، قال ديرل بحزم:

المستقبل المجهولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن