المستقبل المجهول

الفصل الثالث

وجهة نظر ديرل:

  شعرت بالارتباك وهي معلقة بين ذراعي، إنها أول مرة أحمل بها جينيفر، حاولت أن أركض مسرعًا لألحق بذلك الرجل الذي أطلق النار بالصدفة، كان يحاول أن يصطاد ذلك الأيل فأصابها بالخطأ، يسكن بمزرعة صديقه هيرشل الذي سيقوم بمساعدة جينيفر، كان شين وريك وعائلته برفقتي، اما البقية فقد عادوا إلى الطريق السريع، كنت أهرول بلا هوادة بين مساحة شاسعة من الحقول، وجينيفر فاقدة الوعي بين ذراعي، بكيت بصمت محاولاً أن أخفي دموعي عن الجميع، وحمم من الدماء تتدفق من جرحها الغزير بمعدتها، عبرنا خط الأشجار حتى بان أمام أعيننا منزل ريفي، توقفت عند شرفة المنزل، خرج رجل كبير في السن برفقة عائلته، بدا في أوائل السبعين من عمره، أخبره الرجل الذي أصاب جينيفر بالحادث، فأشار الرجل الذي يدعى هيرشل إليّ بالدخول، ثم طلب من النسوة احضار كل ما يلزمه لعملية اخراج الرصاصة، أدخلني غرفة النوم ووضعت جينيفر فوق السرير ويداي ترتجفان خوفًا، تحقق هيرشل من نبضها وكانت لا تزال على قيد الحياة لكنها فقدت وعيها بسبب الجرح العميق وفقدانها للدم، وقفت للحظات أتأمل ملامحها قبل أن يأمرني هيرشل بالخروج من الغرفة، لكنني وقفت محدقًا بجينيفر، هززت رأسي وأنا أجيبه بحزم:

- أنا، انا لن أتركها وهي بهذا الحال!

صرخ هيرشل بوجهي غاضبًا:

- أخرج إذا كنت تريدها أن تعيش!

  اقتربت مني فتاة ذات شعر بني قصير، وقالت بهدوء:

- اخرج من الغرفة ولا تقلق، سأعلمك بما يحدث.

  خرجت من الغرفة بخطوات متثاقلة، وقلبي منقبض بالهموم، جلست على اول مقعد رأيته في غرفة المعيشة، رفع شين رأسه متسائلاً:

- كيف حالها؟

  لم أتمكن من أن أجيبه بكلمة، كانت عيناي تحدقان بذلك الرجل الذي أصابها، والغيظ يعتصر قلبي، وقفت من مقعدي فجأة وأنا مندفع نحوه، كدت أن ألكمه بقوة لولا لم يدفعني شين عنه قائلاً:

- اهدأ يا رجل!

ملأ صوتي المكان:

- كيف تريدني أن أهدأ وجينيفر بين الحياة والموت بسبب هذا المعتوه؟!

قال الرجل بنبرة هادئة:

- لقد اعتذرت، لم أكن أقصد، لم أرها!

أجبته بحزم:

- من الأفضل لك ألا تريني وجهك من الآن!

  أومأ الرجل رأسه مستسلمًا، ثم خرج من المنزل، وقفت أمام باب الغرفة والقلق يحوم في عقلي، خسرت جينيفر مرة عندما رحلت مع والدها إلى لوس أنجلوس قبل أن أعبر لها عن مدى حبي، ولن أخسرها مرة أخرى، إنني مستعد أن أعطيها حياتي لتعيشها إن كان هذا ممكنًا، خرج هيرشل من الغرفة، فقمنا جميعًا تقدم إلينا شارحًا حالة جينيفر: