تخيل

2.8K 126 23
                                    

اعرفه منذ زمن بعيد، منذ كنا في الثانوية، كان المقرب لي، نقضي يومنا دائما معا، ابوح له بكل ما بداخلي وهو يفعل المثل، لا اخفي شيء عنه وحتى انني اصبحت اعرفه اكثر من نفسي.
في اخر ايامنا بالثانوية اصبحت اتجنبه، الجميع استغرب الامر فلطالما كنا كشخص واحد ولكني قد بدات اشعر انه قد تغير،فاهتمامه تغير لم يعد يراني مجرد صديقه مقربه بل اكثر من ذلك فهو معجب بي وانا اشعر به وبما انني لا اكن له اية مشاعر واعتبره كصديق مقرب ولا اود خداعه ابدا فقد كنت اتجنبه، الى ان اتى ذلك اليوم الذي اعترف لي بحبه، لا انكر صدمتي في حينها ولا انكر ابضا انني اتألم من اجله ولكني حقا لا اشعر بشيء نحوه ولذلك ببساطه قد رفضته.
ذلك اليوم هو اكثر يوم اكرهه في حياتي فانا الان اعتبر نفسي اكثر انسانه غبيه على وجه الارض لانني لم ادرك حقيقة مشاعري نحوه الا عندما فقدته فبعد رفضي له اختفى وقطع كل علاقاته معي؛ انا اشتاق اليه، اشعر وكأنني اختنق، اتعذب بدونه فهو قد كان كل حياتي، لم اتصور يوما بان هذا سيحدث لي، ولكني قد اضعته الان، انا التي خسرت؛لقد خسرته: خسرت صديقي وايضا حبي الاول ولكن سبب بقائي على قيد الحياة هو اخر ما قاله لي"اعدك سأعود، ولكن كشخص لا يمكنك ان ترفضيه"ما زلت متمسكه بكل حرف من تلك الجملة ولكن بما انه قد مرت ثلاث سنوات ولم يعد قررت ان اذهب اليه بنفسي،انه في سيوول الان لقد اصبح مغن مشهور ومحبوب، كان دائما يطربني بصوته العذب وكلما ضاقت بي الدنيا اذهب اليه لاسمع صوته الذي يشفي جوارحي، قلت له يوما بانني احلم بان اراك مغن مشهور تعرفك كوريا وكل العالم ايضا لم اتخيل يوما بان ذلك سيتحقق.
كنت دائما اتابع اخباره وقد عرفت ان غدا سيكون هناك حفل توقيع له، انها فرصتي، يحب ان اذهب اليه.
جهزت نفسي وحجزت تذكره لسيوول نعم انه الصباح، احتاج لخمس ساعات تقريبا لكي اصل الى هناك، اتمنى ان يتذكرني ويستحق هذا العناء.
ها انا ذا امام مكان التوقيع، المكان حقا مكتظ بالمعجبات، لم اتخيل يوما بانه سيكون وراءه هذا الكم الهائل من الفتيات المعجبات، اتمنى انه لم يجد فتاة غيري بين كل هذه الفتيات، اتمنى انه لم ينسى حبه الاول. كلما اقتربت اكثر منه لاخذ التوقيع اتوتر واخاف اكثر حتى اني بدأت ارتجف اخاف حقا الا يعرفني اخاف انه قد نسيني ونسي كل تلك السنوات التي قضيناها معا بسبب الشهره.
انه دوري الان انا اقف امامه ولكنه فقط مخفضا رأسه سألني عن اسمي دون ان ينظر لي فهل يا ترى عرف من انا ويريد ان يتجنبني فقط. اجبته بصوت مهزوز وحزين ،وقع لي الورقه ورفع رأسه مع ابتسامه تشق وجهه لكي يعطيني اياها... ولكن سرعان ما اختفت تلك الابتسامه لتتحول الى تعابير الصدمه والتفاجؤ؛ اشتقت الى عينيه البريئه الدافئه ولدلك لم اشعر بمن حولي وانا انظر اليه حتى ايقظني صراخ الفتيات لانني تأخرت. ابتعدت مسرعه وانا اركض لابتعد قدر الامكان عن هذا المكان،ابتعدت وبداخلي حزن كبير، لم اعد احتمل حبس دموعي ولذلك اطلقت لها العنان لتشق طريقها نحو وجنتاي، هل حقا نسيني ونسي وعده الذي قطعه، انا صديقة عمره، حبه الاول، تلك النظره المصدومه عندما رأني، لابد وانه ليس مرحب بي هنا. كل تلك الافكار كانت تدور برأسي، ولكن اوقفني صوت احدهم مرددا اسمي، وقفت مصدومه فلا احد يعرفني هنا، استدرت لاجده امامي، بقيت بدون حراك هادئه مصدومه ولكن داخلي فوضى صاخبه، اقترب مني بسرعه ليطوقني بذراعيه يعانقني بشده ويردد باذني وهو يعتصرني" لقد اشتقت لكِ".
دموعي التي بللت رداءه ودموعه التي بللت خصلات شعري، فوضى قلبي وقلبه التي امتزجتا معا بذلك الهدوء لتصنع عالما اخر من الموسيقى يسمعه كلانا، قاطعه ذلك الحشد الهائل الذي كان يتبعه، المعجبين والصحفيين، جميعهم احاطونا مصدومين منه، من طريقته بالخروج فجأه من مكان الحدث، ومن هذه الفتاه التي يعانقها بشده وسط الطريق. ابتعد قليلا عني، وجهي الصغير اصبح بين كفيه عينيه بعيناي، لطالما كنت اتمنى ان اقابله لاعترف له ولذلك لم اكترث لمن حولي من المعجبين او الصحافه، قلت له بهدوء وما زالت عيناي تفيض بالدموع" هل مازلت على وعدك؟"
أومأ لي بهدوء وهو ما زال ينظر لعيناي بنظرات الحب والاشتياق تلك فقلت له" اذا، لاداعي للانتظار، فانا مُ...مُتيمةٌ بك" تبع قولي هذا شهقة المتفرجين المصدومه فاردف هو"وانا زادني بعدي عنك حبا" انزل يداه ليمسك بيداي، رفعها وقبلها قائلا" اتقبلين بحبي الان؟؟" اجبته وقد عادت الدموع ترطب وجنتاي "نعم، اقبل" ابتسم واعادني الى احضانه بينما قسم ممن حولنا صفق له ورحب بالامر والقسم الاخر نظر بغيظ، ليجتاح بعدها خبر مواعدتنا كوريا باسرها.

🎉 لقد انتهيت من قراءة تخيلي مع اوباتك 🎉
تخيلي مع اوباتكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن