19

1K 103 51
                                    

(الجزء التاسع عشر .. فوت كومنت شير)

•••

أقف أمام نافذة غرفتي المفتوحة ، حيث مرفقي ثابت على إطار النافذة و وجهي متكئ على قبضة يدي و أنا أنظر للقمر المرسوم بشكل كامل ، لونه الأبيض المختلط بالرمادي ، ينير المدينة كالثريا و جمال شكله يجعلني أتأمله لفترة طويلة ، و مما يزيد من جمال الأمر ، بأن العتمة تكتسي حجرتي و نسمات الهواء تداعب وجنتاي برقة و لطف لأغمض عيناي بخفة في كل مرة تلامس ذرات الهواء الباردة وجهي .

تنهدت بعمق لأشعر براحة غريبة تجوب صدري منذ زمن لم أشعر بها ، لحظات و إذا بليون يدخل الغرفة بهدوء ، عندما رأني أقف أمام النافذة و لم ألقي له إهتمامي كان قد أغلق الباب بهدوء و تقدم نحوي بخطوات صغيرة

"نايل" همس

"أرجوك لا تفسد جمال المنظر من هنا" قلت و أنا أزيل قبضة يدي و أدير وجهي نحوه

"لا أنا فقط ٱريد سؤالك" قال ثم هرش مؤخرة رأسه و أردف "كيف كانت ليلة الأمس" غمز

"لم أفعل" كومت ذراعاي فوق بعضهما على إيطار النافذة و نلقت بصري للقمر

"ماذا؟!"

"لقد أخبرتك من قبل ، بأنّي لم ٱحبذ الفكرة أبداً"

"أيها السافل ، لقد وضعت جميع نقودي التي ظللت أجمع بها لمدة تتجاوز الستة أشهر على فتاتك التي كنت ستضــ"

"إخرس" قلت و أنا أوجه نظر نحوه بإنزعاج

"هل تمزح معي؟" توسعت عيناه بحسرة على نقوده

"لا ، أنا لا أمزح" إبتعدت عن النافذة قليلاً "لقد أرسلت لك رسالة فور تركي للمكان ، ألم تراها؟"

هرش رأسه بأستغراب و قال "حقاً ، كنت أظنها بعد منتصف الليل!"

"لأنك أحمق" أبتسمت "أنت ، هل أستمتعت؟"

"أوه ، أرجوك ، كلمة رائع لا تصف ما حدث معي"

هززت رأسي بخفة "أنا حقاً لا أعلم كيف تفعل هذا من دون علم أبي" قلت و قام بصفعي

"ماذا؟" تفاجئت لأنه صفعني

"إياك أن تجعل أبي يشك بالأمر" رفع سبابته كتحذير لي

أطلقت ضحكة متهكمة و ساخرة عليه "هذه نجاسة ليون ، بأن تفعل اللعنة مع كل الفتيات " تنهدت و أنا أنظر للقمر "عندما تأتي فتاة جميلة و بريئة ، تضحك و تبتسم بوجهك كل يوم ، تكون طاهرة و لم يلمسها أحد ، نقية ، لا ترتدي الأشياء المثيرة لتلفت أنظار الشبان ، هكذا بريئة بطبيعتها ، تطمئن عليك دوماً ، تحبك بحق ، ثم ، ثم ، ثـمّ تتزوجها " قلت و أنا سارح النظر بالقمر

تكتف ليون و قال "هل أحببت؟"

"من قبل ، أما عن الأن فلا" أطلقت زفير يأس

Foundling | لقيطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن